بين الجذور المغربية والتصميم العصري: مريم الأبيض تروي أسرار إلهامها

مصممة المجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة
مصممة المجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة

مُصممة المجوهرات المغربية مريم الأبيض Mimia LeBlanc تُجسد في أعمالها رحلةً فريدة من نوعها تجمع بين شغف الموضة، وحبها للأحجار الكريمة، وجذورها العميقة في التراث المغربي. بدأت قصتها مع عشق الموضة في سن مبكرة، هذا العشق تحول إلى حلم راودها طويلاً، فبعد أن درست في فرنسا وتخصصت في مجال الاتصال والإعلان، قررت متابعة شغفها الفعلي بدخول عالم المجوهرات.

إلهامها لا يقتصر على ما حولها من ثقافات، بل يتغذى من رحلاتها حول العالم ومن جمال الطبيعة، كما أن تراثها المغربي كان له دور كبير في هوية علامتها التجارية. مجموعاتها تتسم بالرمزية التي تعكس الأصالة والحداثة في آن واحد.

تطمح مريم الأبيض Mimia LeBlanc إلى توسيع نطاق علامتها التجارية على الصعيد العالمي، بعد أن جذبت أنظار العديد من الشخصيات البارزة في عالم الفن والموسيقى.

إليك تفاصيل اللقاء معها.

هل يمكنك مشاركة القصة وراء رحلتك في تصميم المجوهرات؟

مجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة

كنت أعلم دائماً أنني أُريد دخول عالم المجوهرات والجمال والملابس الساحر. كان حبي الأول هو الموضة، كنت مهووسةً بكتب ومجلات الموضة، نشأت مثل معظم الفتيات الصغيرات في لعب ألعاب تلبيس الملابس، باستخدام مجوهرات والدتي، ولكن بالنسبة لي، كان هذا هدفاً وليس مجرد لحظة طفولية.

أكملت دراستي في فرنسا، وتخصصت في الاتصالات والإعلان. ثم بدأت مسيرتي المهنية في مجال البيع بالتجزئة ثم أسست وكالة استشارات الأزياء الخاصة بي في باريس. لطالما أذهلني عالم الأحجار الكريمة التي دفعتني إلى دخول مجال تصميم المجوهرات. بعد العمل لسنوات في مجال الموضة، قررت تحقيق حلم طفولتي ودخول عالم المجوهرات، وأكملت دراستي في علم الأحجار الكريمة والمجوهرات قبل إطلاق خط المجوهرات الخاص بي: مجوهرات Mimia LeBlanc.

هل كان لديك أي مرشدين أو مؤثرين خلال أيامك الأولى كمصممة؟

ملهمتي الدائمة هي أمي، منذ طفولتي كنت منبهرة بجمالها وذوقها في الموضة، وأسلوبها الأنيق، وطريقة ارتدائها للملابس، وطريقة مزجها وتنسيقها للعناصر معاً، وبالطبع حبها لجمع المجوهرات الفريدة والعناصر المميزة مثل القبعات والأحذية والحقائب.

في سن الثامنة، بدأت في صنع بعض المجوهرات والأكسسوارات مثل الأساور والقلائد باستخدام عناصر قديمة من صندوق مجوهرات والدتي. وكانت النتيجة النهائية دائماً فريدة وجميلة.

من ناحية أخرى، كان والدي ولا يزال قدوتي الرئيسية، فهو الداعم الأول لي منذ اليوم الأول، وكنت دائماً متأثرة بشخصيته القوية والرائعة، نشأت وأنا أشاهده يدير ويمتلك أعماله الناجحة. كان رجل أعمال مجتهداً وسأستمر في السير على خطاه.

ما التحديات التي واجهتكِ في بداياتك وكيف تغلبتِ عليها؟

كان الانتقال بمفردي إلى بلد جديد والبدء من الصفر تحدياً كبيراً بالنسبة لي كمراهقة، لكن هذا لم يمنعني من دراسة ما أحبه وتنمية شغفي وبدء عملي الخاص من أجل بناء قصتي الناجحة.
تابعي أيضاً: مجوهرات بتفاصيل تعبر عن الذات.. فلسفة تصميم دينا سعد

من أين تستمدين إلهامك في تصاميمك؟

مجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة

لطالما أذهلني جمال الطبيعة والفنون القديمة والحديثة والعصور القديمة المجيدة. بصفتي مسافرة، يمكنني بالتأكيد العثور على شيء ملهم في كل مدينة أزورها، في الهندسة المعمارية والطبيعة وأفق المدينة، من العالم العربي إلى العالم أجمع، أعجب دائماً بالثقافات الجميلة المحيطة بنا من أجل إنشاء مجموعات رائعة.

كيف تؤثر الثقافة والتراث المغربيان على عملك؟

لقد لعبت جذوري المغربية دوراً كبيراً في هوية علامتي التجارية، وكانت مجموعاتي الأكثر مبيعاً مستوحاة من بلدي الملكي القوي مثل: شعار المغرب والحنين إلى الماضي ومجموعة التاج.

هل يمكنك أن تخبرينا عن مجموعتك الأخيرة؟

مجموعتي الجديدة مستوحاة من المجوهرات الأمازيغية (المعروفة باسم البربرية بالإنجليزية) التي صنعها السكان الأصليون للمغرب، فضلاً عن التأثيرات الأندلسية. صممت ثلاث قطع فريدة من نوعها تتلذذ بالتاريخ الغني لصناعة المجوهرات المغربية.

القطعة الأولى، قلادة "هواره"، هي تكريم للمدينة الأمازيغية في إقليم تارودانت بالمغرب حيث نشأت والدتي في الأصل. اسم هوارة، الذي يعني النبلاء، يشير إلى إحدى القبائل الأمازيغية. إنها قلادة مميزة من اللازورد الطبيعي والفيروز والمرجان، الماس الأبيض والياقوت وترصيع من عرق اللؤلؤ، مستوحاة من مجموعة المجوهرات الفضية الملكية المغربية التي عُرضت في متحف الفن الإسلامي في وقت سابق من هذا العام كجزء من معرض قطر والمغرب الافتتاحي.

وتستعير قلادة أخرى من التقليد الأمازيغي المتمثل في استخدام العملات المعدنية كزينة، وتستخدم عملة مغربية نادرة تصور جلالة الملك الراحل محمد الخامس، جد الملك الحالي محمد السادس، محاطة بإطار من الذهب ومرصعة بالألماس الأبيض والياقوت والزمرد.

وتشبه القطعة الثالثة قلادة مغربية قديمة، "السردوك" المشهورة في شمال المغرب، والمعروفة كرمز أيقوني في الثقافة الأندلسية، وهي عبارة عن طائر الفينيق مع التسافوريت والياقوت الفاخر والأوبال والألماس البني والأبيض، مرصعة بالذهب الأصفر المجمد.
قد يهمك أيضاً: العنود والجازي الثنيان: كل مجموعة لها قصة وإلهام من السعودية

هل هناك قطعة معينة في المجموعة الجديدة تحمل أهمية خاصة بالنسبة لك؟

قلادة من مجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة

بصراحة، المجموعة بأكملها بحد ذاتها مع القطع الثلاث المميزة هي شيء خاص جداً بالنسبة لي، خاصة أنني من خلال هذا التعاون أمثل بلدي المغرب للعالم من خلال إظهار جذورنا الملكية وتاريخ المجوهرات الأيقوني.

ما تطلعاتك لمستقبل علامتك التجارية؟

إن رؤية علامتي التجارية تجتذب انتباه أشهر المشاهير العالميين والعرب مثل كيم كارداشيان، ومالوما، وصديقي سعد لمجرد، وهيفاء وهبي، ونادين نجيم، وأصالة، وأنغام، وغيرهم الكثيرين، هي دائماً لحظة مميزة لعلامتي التجارية،

وسوف يتم الكشف عن المزيد من التعاونات المثيرة قريباً،

كما أعمل على التعاون مع العديد من المواقع العالمية من أجل عرض علامة مجوهرات Mimia LeBlanc على المستوى الدولي.

هل لديك أي تعاونات أو مشاريع قادمة متحمسة لها؟

مجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة

هناك المزيد من المشاريع المثيرة للاهتمام قريبًا ولا يمكنني الانتظار لمشاركتها مع أصدقائي وعملائي عشاق المجوهرات.

ما النصيحة التي تقدمينها لمصممي المجوهرات الطموحين الذين يتطلعون إلى ترك بصمة في الصناعة؟

كن فريداً، كن لا تنسى، كن واثقاً وكن فخوراً.

ركز على موهبتك، وثق برؤيتك، وقم بمزيد من البحث والدراسات، وسوف ينتهي بك الأمر إلى تحقيق أحلامك.

مجوهرات مريم الأبيض Mimia LeBlanc - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصممة