عادة ما تحتفظ الملكات بالتيجان الملكية الفخمة من أجل المناسبات المهمة، وعام 2024 لم يخلُ من المناسبات المهمة التي رأينا فيها الكثير من التيجان الملكية ذات التاريخ العريق.
ونحن نودع العام الحالي نسترجع وإياكم أفخم التيجان الملكية التاريخية التي زينت رؤوس الملكات في المناسبات المهمة على مدار العام.
أفخم تيجان العرش البريطاني
تاج الألماس
تاج الألماس المعروف باسم Diamond Diadem هو التاج الذي ارتدته الملكة إليزابيث الثانية لافتتاح البرلمان رسمياً، كما أنه يظهر في العديد من الصور الفوتوغرافية، بما في ذلك تلك المستخدمة في العملات البريطانية وعملات الكومنولث بالإضافة إلى الأوراق النقدية والطوابع البريدية.
وقد اختارت الملكة كاميلا أن تكمل التراث العريق وارتدته عندما رافقت زوجها الملك تشارلز الثالث من أجل افتتاح البرلمان البريطاني رسمياً.
يبلغ عمر التاج أكثر من قرنين من الزمن وهو مرصع بـ 1333 حجر ألماس ويأتي مزخرفاً بإطار مفتوح، مرصعاً بأحجار الألماس الشفاف فوق شريط ضيق مرصع بأحجار اللؤلؤ، ويظهر حجر ألماس أصفر اللون زنة 4 قراريط متوسطاً مركز التاج، كما تتناثر على التاج 4 زخارف تمثل الرموز الوطنية لإنجلترا، أيرلندا، واسكتلندا وهي: الورود، البرسيم، والشوك.
هذا التاج يحمل توقيع دار Rundell Bridge & Rundell التي قامت بتصميمه في عام 1820 خصيصاً من أجل تتويج الملك جورج الرابع، فيما بعد تم تعديل التاج واستخدامه بشكل منتظم من قبل الملكات والملكات القرينات بدءاً من الملكة أديلايد.
تاج كوكوشنيك المرصع بالألماس
ارتدت الملكة كاميلا هذا التاج مؤخراً من أجل حفل استقبال أمير قطر وعقيلته في قصر باكنغهام، وهذا التاج الذي يحمل اسم تاج كوكوشنيك المرصع بالألماس Kokoshnik Diamond Tiara هو تاج كان يعود للملكة ألكسندرا ملكة بريطانيا.
تلقته الملكة ألكسندرا هدية لمناسبة اليوبيل الفضي لزواجها عام 1888، كهدية من 365 سيدة مجتمع جمعن الأموال لصنع التاج الذي يحمل دار جيرارد Garrard للمجوهرات لينبثق منه 77 قضيباً متدرجاً من الألماس، وصمم بحيث يمكن أيضاً ارتداؤه كقلادة.
حمل التاج تصميم تاج الكوكوشنيك الروسي بناء على طلب الملكة ألكسندرا ليشبه التاج الذي ترتديه شقيقتها الإمبراطورة ماري فيودوروفنا إمبراطورة روسيا، حيث إن الكوكوشنيك كان لباس رأس تقليدياً للنساء، ثم تحول إلى تيجان في بداية القرن 19 في البلاط الروسي.
تاج ياقوت بورما
من أجل حفل استقبال الرئيس الكوري وعقيلته اختارت الملكة كاميلا ارتداء أحد التيجان المفضلة لحماتها الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، وهو تاج الياقوت البورمي The Burmese Ruby الذي أوصت الملكة إليزابيث الثانية الراحلة دار جيرارد Garrard بصنعه في عام 1973 باستعمال أحجار من الياقوت الأحمر تلقتها كهدية زواج من الشعب البورمي الذي أهداها 96 حجر ياقوت لحمايتها من الأمراض الـ96 التي يؤمنون بوجودها وتأثيرها على الإنسان.
ولإكمال تصميم التاج استخدمت الملكة إليزابيث الثانية أحجار ألماس من ضمنها أحجار كانت تزين تاج نظام حيدر أباد الذي تم تفكيكه لصنع التاج الجديد، الذي صمم على شكل زهور بديعة من الياقوت الأحمر مؤطرة بأنماط متداخلة من الألماس.
تاج ملكي أردني يحمل عبارة "العظمة لله"
خلال الاحتفالات باليوبيل الفضي لتقلد الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم في الأردن، استمتعنا برؤية الملكة رانيا العبدالله وهي ترتدي تاجاً فاخراً يحمل عبارة "العظمة لله" الذي يعد أول تاج ملكي مزين بالخط العربي.
صنع التاج من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، ورصع بـ 1300حجر من الألماس، من ضمنها 7 أحجار متدلية، وفي أعلى التاج حجر ألماس قطع إجاصي زنة 20 قيراطاً.
وبحسب التقارير، فإن التاج يعود تاريخه للعام 2005 وقد اشتراه الملك عبدالله لزوجته، وصممه من قبل يان سيكارد Yan Sicard الصائغ في دار مجوهرات فريد FRED، وتتكرر عبارة "العظمة لله" على كامل التاج وتحيط بها أنماط ناعمة أنيقة.
تيجان دنماركية عريقة
تاج الزمرد الدنماركي
تاج الزمرد الدنماركي The Danish Emerald هو أحد تيجان خزينة العرش الدنماركي، وهو ينتمي إلى طقم مؤلف من تاج وعقد وأقراط وبروش كبير، يمكن أن يقسم إلى 3 أقسام، هذا الطقم هو أحد 4 أطقم موضوعة تحت تصرف الملكة وتعرض في خزينة قصر روزنبورغ Rosenborg.
قررت الملكة ماري ملكة الدنمارك أن ترتدي هذا التاج والطقم التابع له في أول صورة رسمية لها بعد تتويج زوجها ملكاً على البلاد مطلع العام 2024، ويحمل التاج توقيع الصائغ سي أم ويسهوبت C.M. Weisshaupt وكان هدية من الملك كريستيان الثامن لزوجته الملكة كارولين أمالي لمناسبة اليوبيل الفضي لزواجهما عام 1840 كما يرجح الخبراء، وقد أخذت أحجار الألماس والزمرد التي تزين التاج من أساور قديمة للملكة صوفي ماجدولين زوجة الملك كريستيان السادس بالإضافة إلى أحجار جديدة تم اقتناؤها لهذه الغاية.
تصميم التاج هو تصميم نيوكلاسيكي يضم زهوراً وعقداً وأشكالاً منحنية، مستوحاة من مجوهرات التاج الفرنسي في تلك الفترة.
اقرئي أيضاً الملكة ماري ترتدي طقم الزمرد والألماس من مجوهرات التاج الدنماركي
تيجان سويدية تاريخية
تاج الملكة صوفيا ذو الـ9 أطراف
هذا التاج المسمى بتاج الملكة صوفيا ذي 9 أطراف Queen Sofia’s Nine Prong كان ملكاً للملكة صوفيا ملكة السويد والنرويج التي توفيت عام 1913، وقد اختارته الملكة سيلفيا ليكمل إطلالتها خلال حفل العشاء الذي أقامه الملك كارل غوستاف على شرف المرشحين للفوز بجوائز نوبل هذه السنة.
يتألف هذا التاج من 580 ماسة تشكل أوراق شجر وزخارف عربية وقوساً، يعلوه تسعة أطراف ماسية. يُعتقد أن أصل هذا التاج يعود إلى مشط قديم مرصع بالألماس تم تعديله في سبعينيات القرن التاسع عشر إلى شكله الحالي. بخلاف معظم التيجان، يتميز هذا التاج بقاعدة صلبة وغير مرنة، مما يجعله غير مريح للرؤوس التي لا تناسبه.
صُوّر المشط الألماسي السابق على رأس الملكة لويز في صورة رسمية في ستينيات القرن التاسع عشر، قبل أن تقدمه لأخت زوجها، الأميرة صوفيا آنذاك.
قامت الأميرة صوفيا بتحويل المشط إلى شكل التاج الحالي بحلول منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر، حيث ظهرت في صورة رسمية وهي ترتديه.
تاج ليختنبرغ المرصع بالياقوت الأزرق
هذا التاج هو من التيجان المفضلة للملكة سيلفيا ملكة السويد، وهو يعرف باسم تاج ليختنبرغ المرصع بالياقوت الأزرق Leuchtenberg Sapphires وهو من التيجان الفخمة، وقد ارتدته في حفل جوائز نوبل مؤخراً.
يتكون التاج من قاعدة مرصعة بأحجار الألماس يعلوها 11 حجراً من الياقوت الأزرق ضخم الحجم، إطار التاج مرن جداً ويمكن ارتداؤه بشكل مفتوح أو مغلق كالتاج الملكي.
هذا التاج كان جزءاً من طقم من الياقوت الأزرق أهدته الإمبراطورة جوزفين لابنتها الأميرة أوغستا، دوقة ليختنبرغ، بمناسبة ولادة طفلها الثالث وأول مولود ذكر لها، الأمير أوغست، الدوق الثاني لليختنبرغ، في ديسمبر 1810.
يمكنك أيضاً قراءة تيجان تاريخية زيَّنت ملكة وأميرات السويد في حفل توزيع جوائز نوبل
تيجان هولندية مميزة
تاج ياقوت ميليريو
من أجل حفل استقبال الرئيس البرتغالي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى هولندا، اختارت الملكة ماكسيما ارتداء رابع أضخم تيجان العرش الهولندي، وهو التاج المعروف باسم تاج ياقوت ميليريو Mellerio Ruby الذي ارتدته ستة أجيال من الملكات والأميرات.
تم تصميم التاج بإيعاز من الملك ويليم الثالث كهدية لمناسبة يوم ميلاد الملكة إيما الـ30 من صائغ المجوهرات الفرنسي الشهير "ميليريو ديتس ميلير" Mellerio dits Meller في عام 1888.
التاج هو جزء من طقم ضخم استخدم فيه961 حجراً كريماً في ترصيع قطعه.
تاج الطاووس المرصع بالألماس
من أجل حفل العشاء الذي أقيم على شرف العاملين في الحقل الدبلوماسي اختارت الملكة ماكسيما ارتداء تاج الطاووس المرصع بالياقوت The Ruby Peacock Tiara الذي يعتبر أحد التيجان الفخمة الموجودة في خزينة مجوهرات المملكة الهولندية، جزء التاج الأوسط يشبه ذيل طاووس مفتوحاً؛ فيما تتناثر أحجار الألماس والياقوت فوق التاج على شكل أنماط الزهور وأوراق نباتات.
تاج الأقحوان الياباني
خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إمبراطور اليابان وعقيلته الإمبراطورة ماساكو إلى بريطانيا هذه السنة، أتيحت لنا رؤية أحد التيجان اليابانية العريقة، وهو تاج الأقحوان الإمبراطوري Imperial Chrysanthemum الذي اختارته ليتلاءم مع أهمية المناسبة، ونسقته مع فستان أبيض وعقد من الألماس.
هذا التاج يقتصر ارتداؤه على الإمبراطورات فقط وهو مزين بأنماط زهور الأقحوان، ويجمع في تصميمه خطوطاً عصرية ورمزية كبيرة تعود لقرون ماضية، كما أنه يأتي على شكل 16 زهرة أقحوان متداخلة ومرصعة بأحجار الألماس، وذلك لأن هذه الزهرة هي رمز الأسرة الإمبراطورية.
تيجان النرويج
نسخة تاج الملكة مود المرصع باللؤلؤ
أقام الملك هارالد ملك النرويج وزوجته الملكة سونيا الحفل السنوي على شرف أعضاء البرلمان النرويجي، ومن أجل هذه المناسبة اختارت الملكة صونيا ارتداء تاج له قصة مميزة وتاريخ عريق نوعاً ما، وهو التاج الذي نسخ عن تاج الملكة مود المرصع باللؤلؤ Queen Maud Pearl Tiara الذي سرق بطريقة مثيرة.
عندما تزوجت الأميرة مود البريطانية الأمير كارل أمير الدنمارك عام 1896، تلقت مجموعة كبيرة من المجوهرات بما في ذلك تاج اللؤلؤ والألماس من تصميم جيرارد Garrard، كهدية من والديها أمير وأميرة ويلز. تميز التاج بأنه بالإمكان ارتداؤه بطريقتين مختلفتين، سواء بوجود العنصر المركزي الكبير أو بدونه.
عندما تم تنصيب الأمير كارل ملكاً على النرويج وحمل اسم الملك هاكون السابع، انتقل تاج اللؤلؤ والألماس إلى النرويج ، وفي عام 1938، جلبت الملكة مود جميع مجوهراتها إلى إنجلترا لتنظيفها أثناء خضوعها لعملية جراحية، حيث توفيت هناك بسبب فشل في القلب.
بقيت مجوهرات الملكة مود في إنجلترا طوال فترة نفي العائلة الملكية النرويجية خلال الحرب العالمية الثانية، ولم تتم استعادتها إلا خلال زيارة تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953.
في عام 1995، أُرسل تاج اللؤلؤ الخاص بالملكة مود وبعض المجوهرات الأخرى إلى الصائغ جيرارد في لندن لتنظيفها وترميمها، ولكن أثناء استعدادها للعودة إلى النرويج، تعرضت للسرقة من قبل ثلاثة لصوص مسلحين. ورغم أن التاج الأصلي لم تتم استعادته مطلقاً، قام جيرارد بصنع نسخة طبق الأصل منه، لترتديه الملكة صونيا خلال الزيارة الرسمية إلى هولندا عام 1996.
تاج الزمرد النرويجي
أقام الملك هارلد والملكة سونيا حفل استقبال على شرف زيارة الرئيس الفنلندي وعقيلته إلى البلاد، ومن أجل هذه المناسبة ارتدت الملكة سونيا تاج الزمرد النرويجي Norwegian Emerald الذي لا يعرف الكثير عن تاريخه وأصله.
الكثير من المراجع التاريخية ترجع أصل التاج إلى هدية زواج من الإمبراطور نابليون لزوجة ابنه الأميرة أوغوستا في عام 1806.
التاج مرصوف بالألماس وتزينه أحجار زمرد قطع مربع وقطع دائري تحيط بها لوالب من الألماس.