جراحة إنقاص الوزن وتأثيرها على الحمل

2 صور

تخضع العديد من السيدات، باختلاف مراحلهن العمريَّة، إلى إجراء العمليات الجراحيَّة لإنقاص وزنهن، من دون الانتباه إلى النتائج المترتبة على إجرائها في حال رغبتهن بالإنجاب، يشرح لك الدكتور وليد بخاري، استشاري جراحة المناظير المتطورة وجراحات السمنة بالمركز الطبي الدولي؛ أنواع عمليات التجميل ومخاطرها.



ينتج عن السمنة المفرطة التي تتعرض لها كثير من النساء -بعد فشل كل المحاولات التحفظية من حمية ورياضة- خلل في الوظائف الهرمونيَّة، وحدوث تكيسات المبايض لدى بعضهن؛ ما يضطرهن إلى اللجوء لإجراء إحدى العمليات الجراحيَّة المختصة بإنقاص الوزن، سواء تدبيس المعدة أو تكميمها أو تطبيقها أو تغير مسارها، ما يساعد على حدوث الحمل.
ولكن لكل عمليَّة دواعيها على حسب نوع الحالة الصحيَّة، مع الالتزام بمحاور مهمة؛ منها الوعي، والثقافة الغذائيَّة، وطريقة تناول الطعام، وتوقيته، ونوعيته، وممارسة الرياضة... هذه المحاور تحتم على الجسم فقدان وزنه بطريقة متوازنة وتكمن الخطورة في الجرّاح نفسه؛ من حيث إجرائه للعمليَّة بطريقة صحيحة أو عدمها.

تحوير الطبيعة الغذائيَّة
إن السن المقررة علمياً لإجراء عمليات إنقاص الوزن من 16- 60 سنة، ولمن يستعددن للحمل ويعانين من مشاكل صحيَّة وخلل هرموني بسبب السمنة المفرطة.
كما لا توجد مشاكل أو موانع للحمل بعد العملية، لكن يشترط مرور فترة تتراوح ما بين 12 و18 شهراً، مع الالتزام بالمراحل الغذائيَّة المحددة لهن على حسب نوع العمليَّة التي تم إجراؤها.

حمل صحي وطفل سليم
يقدم الدكتور وليد بخاري نصائح تساعد من يرغبن بعد إجراء العمليَّة في حمل صحي وطفل سليم:
- استثمري وقتك في القراءة والتعلم والتعرف على السعرات الحراريَّة للأطعمة المختلفة، وكذلك تأثير الأنسولين على الخليَّة الدهنيَّة ورد فعلها له.
- اعلمي أن معظم العمليات الجراحيَّة لإنقاص الوزن تساعد على تنظيم الدورة الشهريَّة والهرمونات، وبالتالي تزيد من نسبة الخصوبة والحمل.
- التزمي بطريقة تناول الطعام وتوقيته ونوعيته وممارسة الرياضة حسب المراحل المحددة من قبل الطبيب.
- لا تنصتي لأي معلومات تدور حول نوعيَّة الطعام المتناول بعد العمليَّة إلا من الطبيب المباشر.
- تناولي الفيتامينات بعد ثلاثة أسابيع من إجراء العملية، بالإضافة إلى فيتامينات الحمل التي تؤخذ خلال فترة الحمل، مثل: حمض الفوليك وغيره.
- أجّلي ميعاد حملك إذا لزم الأمر واستشيري الطبيب.
- العمليات الجراحيَّة قد ينجم عنها قلة معدلات الحديد والكالسيوم وفيتامين (ب12)، وكلها يحتاجها الحمل الصحي.
- تناولي الطعام بكميات قليلة على فترات متكررة.
- مارسي الرياضة بصفة دوريَّة ومنتظمة، مع مراعاة إرشادات الجرّاح لكل مرحلة من مراحل ما بعد إجراء العمليَّة.
- توقفي عن الطعام بعد صلاة المغرب، إلا إذا كانت أشياء خفيفة، مثل: فنجان من الشاي الأخضر، أو قطعة فاكهة، مع الإكثار من تناول المياه.
- 20 : 30% من السيدات معرضات لتكوّن حصوات بمرارتهن؛ بسبب أنواع الحمية، وليس فقط عمليات جراحة إنقاص الوزن.
- لا توجد علاقة مباشرة بين الترهلات الجلديَّة وإنقاص الوزن، وإنما من يحدد هذه العلاقة هو طبيعة جلد المريضة.
- قد تصاب 2 : 8% من اللاتي أجرين هذه الجراحة باكتئاب مؤقت؛ نتيجة تغيير مقدرتهن على أكل الطعام، و20% قد يحتجن إلى تناول محسنات للمزاج.

نظام غذائي قبل الحمل
- بما أنّك لا تستطيعين تناول كميات صغيرة من الأطعمة؛ لذا يجب أن تختاري أطعمتك بحكمة، على أن تحتوي على سعرات حراريَّة تعادل 800 – 1000 سعرة.
- تناولي أطعمة غنيَّة بالبروتينات والألياف، وتجنبي الدهنية وتلك الغنية بالسكريات والمعجنات.
- اعتمدي على الفواكه والخضراوات الطازجة ذات الورق الأخضر يومياً، و المطبوخة.
- تناولي الخبز الأسمر مع الزبدة الحليب الخالي من الدسم.
- تناولي اللحوم بكميات قليلة، بعد إزالة دهونها، والدواجن.
- ركزي على البروتينات النباتية والسلطات، وتجنبي النشويات البيضاء والدهون المشبعة والمهدرجة والمتحركة.
- استخدمي في الطبخ الشيَّ، البخار، الميكرويف، أو الغلي.
مؤثرات
كثير ممن أجرين هذه العمليَّة يعانين من فقر الدم، ونقص الفيتامينات؛ فإذا كان صعباً عليك تناول الطعام، فعلى الأقل عليك أن تختاري الفواكه الطازجة، وتناولها على شكل عصائر، أو مهروس قابل للهضم كما تحبين، وأيضاً عند الحمل قد تحتاجين إلى نظام غذائي متوازن؛ لإمداد الجنين بما يحتاجه من الكالسيوم والحديد والبروتين، وإذا كنتِ مقبلة على الزواج فنصيحتي لك هي أن تبدئي بتناول الفيتامينات من الآن قبل الزواج؛ حتى لا تضطري إلى تناول كميات قد لا تقدرين عليها أثناء الحمل، خصوصاً أن الحوامل معرضات للغثيان وقلة الأكل في الأشهر الثلاثة الأولى.
كما أن بعض عمليات جراحة إنقاص الوزن مثل عمليَّة تحويل المسار التقليديَّة، وجراحة تحويل مجرى العصارة الصفراء والبنكرياس، قد ينتج عنها اختلال في عملية الامتصاص لأنواع معينة من الفيتامينات، مثل الحديد والكالسيوم و(ب12)، وهنا يجب تعويضها عن طريق الفم، وعمل تحاليل دورية كل ثلاثة أشهر بعد العمليَّة في السنتين الأوليين، ومن ثم كل ستة أشهر في السنتين التي تليهما، ثم كل سنة في السنة التي تليها، وفي حال من لم يتناولن الفيتامينات ويرغبن في الحمل فعليهن استشارة الطبيب أولاً؛ لتعويضهن عن طريق العضل أو الوريد، إلا أنَّ هذه الطريقة قد تواجه صعوبة أحياناً؛ لأنَّها قد تأخذ وقتاً أطول.