أمهات كثيرات، يشعرن بالحيرة والقلق حيال بناتهن، اللاتي لا يطقن الجلوس بالبيت، مفضلات الخروج مع صديقاتهن هنا وهناك، أو الذهاب وربما الإقامة ليوم أو يومين عند العمة أو الخالة، وإن جلسن في البيت فهن وحدهن بالغرفة، منعزلات مع الموبايل وجهاز الكمبيوتر ولساعات طويلة وكأنهن يهربن من الأهل رافضات الاختلاط والتحدث معهم!
علماء الطب النفسي يعتبرون هذه الحالة نوعا من الهروب النفسي! فماذا تقول الدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة الطب النفسي؟
مظاهر الهروب
1. بقاء الفتاة بغرفتها لساعات طويلة؛ بأن تجعل لنفسها عالماً مستقلاً بعيداً عن عيون الأهل؛ من خلال اتصالاتها الهاتفية ومحادثتها عبر الانترنت.
2. رفضها لقرارات الأهل وآرائهم..لتجد الحجة القوية للانسحاب من المكان والانفراد بغرفتها.
3. انعزالها بسبب انقيادها لرغباتها وعدم التقيد بالمبادئ والفضائل والعادات والتقاليد المتبعة وسط أسرتها وربما مجتمعها.
4. تقوقعها داخل ذاتها وأفكارها ومحادثتها مع صديقاتها، وقد يكون هروبا مادياً بترك البيت فعلياً بحجة الجلوس مع بنات الخالة أو العم، أو التنزه مع الصديقات بالمولات.
أسبابه
وأمام دفاع الأمهات وتردديهن: "كل وسائل الترفيه بالبيت..الطعام والشراب أشكال وألوان!لا نرفض لها طلبا، تخرج وتأتى كما تشاء..المصروف في متناول يديها، والموبايل وألنت لا يفارقان غرفتها..لم نخطئ"!
للدكتورة فاطمة الشناوي" أسبابها النفسية الخاصة:
أولاً: كثرة رفض الأهل لمتطلبات الفتاة.
ثانياً: تأثير رفيقات السوء ووسائل الإعلام، مع قلة فترات التجمع العائلي وانعدام الحوار الأسري.
ثالثاً:عدم إشباع الحاجات النفسية للفتاة من الحب والحنان والتقدير...وهي في بداية مراهقتها وإحساسها بنفسها كأنثى.
رابعاً: غياب المتابعة والتوجيه الذكي من الوالدين، مع ضعف الوازع الديني بقلب الفتاة.
خامساً: ترك الحرية غير المنضبطة للفتاة والتدليل الزائد، وإعطاء الثقة بلا حدود.
سادساً: أحيانا كثيرة يكون التفكك الأسري وانشغال الوالدين بمشاكلهما أو بالعمل أو الارتباطات الاجتماعية سببا في عزلة الفتاة.
سابعاً: يكون الهروب بسبب غياب الدور الرقابي للمدرسة.
ثامنا: الضغط على الفتاة بما لا تريده؛ مثل دراسة لا تميل إليها، فرض زوج لا يناسبها، إجبارها على ترك دراستها لسبب ما.
تاسعاً:80% من أسباب هروب الفتاة وعزلتها نفسياً، ترجع لتلك التغيرات الجسمية والفسيولوجية التي تصاحب بداية مراهقتها، وتظهر على الفتاة ، وعدم معرفتها كيف تتعامل معها؟
إرشادات تساعدك
1. لأي سبب كانت الوحدة والعزلة والهروب... احرصي على عدم ترك ابنتك بمفردها لفترات طويلة.
2. لا تجبريها على شيء ليس من حقك فرضه عليها، أو مجرد الاستعانة بسلطة الأب أو الأخ.
3. عليك بمصاحبة ابنتك" خاويها"؛ بمعنى كوني صديقة لها حتى تصلي معها إلى مرحلة الثقة وفتح القلب.
4. حاولي التعرف على صديقاتها، وساهمي في توجيههن، وابعدي عنها صديقة السوء.
5. اعتدلي في معاملتها، فلا تليني كل اللين ولا تشدي عليها، مع مراقبتها ومتابعتها بطرق غير مباشرة.
6. اشبعي حاجتها من الحب والحنان ..امدحيها واظهري إعجابك بما تتمتع به من صفات جمالية ونفسية؛ بدلا من أن تسمعها لأول مرة من غريب!
7. ادخلي معها عالمها الجديد الجميل، وتسوقي معها الملابس الشبابية المزركشة فتضفى على حياتها حيوية ووقتها انشغالا جديدا.
8. اهمسي في أذنها بما سيأتي، واعديها نفسيا وذهنيا لاستقبال التغيرات النفسية والهرمونية التي تتبع تفتح علامات المراهقة على جسدها.
9. لا تبخلي على فتاتك الجميلة بالملاحظة، وأعطيها من وقتك لتتحاورا، قصي عليها القصة والموعظة الهادفة..ولتكن جلساتكما أسرية مشوقة.
10. تواصلي مع المدرسة والمعلمات وفعّلي دورهم في حياة ابنتك.
11. اعملي على تقوية الضمير والوازع الديني بداخل قلبها.
.