مراهقة مغمورة مغرمة برجل مشهور

هي في الثامنة عشر من عمرها، التقته صدفة، كانت هناك ندوة شبابية قررت أن تشارك فيها مع زميلاتها، وكان هو ضيف الندوة، كان مشهوراً، وسيماً لبقاً، ودوداً، متفهماً، لديه حنكة كلامية أخذتها وبهرتها، أدلت برأيها في موضوع الندوة، ولفتت انتباهه لدرجة أنه قد توقف معها طويلاً بعد انتهاء الندوة، ليناقش نقطة معينة في موضوع النقاش.

اعتقدت أن شيئاً بداخله قد تحرك نحوها كما تحركت مشاعرها نحوه، فهي كانت معجبة به حين تراه على الشاشات، وترى صوره وتتابع أخباره عبر وسائل الإعلام، ولكن هذا اللقاء حول الإعجاب ولد بداخلها عاطفة لم تستطع كبتها.

مرت الأيام والشهور، وهي ترى نفسها تغار عليه من المعجبات، اللواتي يتحدثن عنه أمامها، وتجن حين ترى صوره مع إحداهن، قررت مصارحته، أنها تحبه، ولكنها فوجئت به يضحك من مشاعرها، ويقول لها إنها صغيرة، وبأنه بالكاد قد تذكرها.

إلى هنا رسالة ريهام التي كتبتها بها إلى "سيدتي نت" ممهورة بدموعها كما تقول، فهي وصفت ما حدث معها بدقة، ولا تستطيع حسب قولها أن تنسى الحب والجرح وتريد من "سيدتي نت" حلاً لمشكلتها، لأنها لا تستطيع أن تنساه، وقد سيطر على حياتها وتفكيرها.

نقلنا رسالة ريهام كما هي إلى الاختصاصية النفسية، علا عبد الله، التي قرأتها ملياً وأفادت بالآتي: المراهقة عادة تكون متخبطة بمشاعرها، المختلطة التي لا تفرق بين شعور الإعجاب، وبين الحاجة الجنسية والعاطفية مثلاً، فكل المشاعر لديها متشابكة خاصة إذا خلت حياتها الأسرية من العواطف والحب والاحتواء، الذين تحتاجهم من الأب كأول رجل تصطدم به في حياتها، وتحول مشاعرها نحو الخارج.

الرجل المشهور بالنسبة للمراهقة، هو نجم لامع بعيد، لا ترى سوى نوره، ولا تعلم أنه كغيره من الرجال به مميزات وسيئات، وربما كانت مساوئه أفظع من رجال عاديين، ولكن الانبهار يجعل أي فتاة عمياء.

لذا فمعظم زيجات المشاهير فاشلة، وعلى الفتاة أن تفكر بعقلها وترى ما تحت قدميها، تستشير المرشدة في مدرستها أو من هن أكبر منها، وستمر الأيام وسترى أنها كانت تحيا في وهم كبير كغيرها من الكثيرات اللواتي دمرن حياتهن بسبب حب المشاهير الكاذب المريض.