هبطت مركبة الفضاء "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينج" في صحراء نيومكسيكو خلال وقت متأخر الجمعة 6 أغسطس 2024، دون طاقمها المكون من شخصين، في ختام مهمة اختبار طويلة محفوفة بالمشكلات الفنية، استمرت 3 أشهر.
وأظهر بث مباشر من وكالة "ناسا" عودة ستارلاينر إلى الأرض دون أي عوائق، لتنهي المرحلة النهائية الحاسمة من مهمتها.
وأعلنت ناسا الأسبوع الماضي أن رائدي الفضاء سيعودان إلى الأرض في فبراير 2025 على متن مركبة صممتها شركة "سبايس إكس" المنافسة لبوينغ بعد تزويدهما بالطعام والإمدادات الإضافية.
نجاح عملية الهبوط
وهبطت الكبسولة بهدوء عند الساعة 04,01 بتوقيت غرينيتش على قاعدة وايت ساندز الفضائية في نيو مكسيكو، في جنوب غرب الولايات المتحدة، وجرى إبطاء هبوطها بواسطة مظلات ووسائد هوائية.
وكانت المركبة غادرت محطة الفضاء الدولية قبل حوالي ست ساعات، وفق لقطات بثتها وكالة ناسا بالفيديو.
وتحدثت الطواقم الموجودة على الأرض عن سماع فرقعة قوية أثناء انطلاق المركبة بسرعة تفوق سرعة الصوت خلال الليل على حرارة 3000 درجة فهرنهايت "حوالي 1650 درجة مئوية" أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي.
عودة رائدي الفضاء
ورغم محاولات الشركة المصنعة إقناع "ناسا" بسلامة المركبة، فضلت وكالة الفضاء الأمريكية إعادة بوتش ويلمور وسوني وليامز عبر مركبة مصنعة من شركة "سبايس إكس" المنافسة لبوينغ، وكبسولة "كرو دراغون" التابعة لها.
ولن يعود رائدا الفضاء قبل فبراير المقبل، ما يعني أن إقامتهما في محطة الفضاء الدولية ستزيد عن ثمانية أشهر، فيما كان من المقرر في البداية أن تمتد ثمانية أيام.
وقال رئيس برنامج رحلات الفضاء المأهولة التجارية في وكالة ناسا ستيف ستيتش للصحافيين هذا الأسبوع إنه على الرغم من اليقين المعلن لدى شركة بوينغ بشأن توقعاتها، إلا أن وكالة الفضاء "لم تكن مرتاحة" للمضي قدماً في مشروع ستارلاينر "بسبب الضبابية بشأن النموذج" المستخدم في المهمة.
ومن شأن رحلة العودة التي أنجزتها بوينغ السبت 7 سبتمبر 2024 من دون مشكلات، أن تساعد الشركة الأمريكية على توجيه رسائل طمأنة بشأن مركبتها والحصول على موافقات جديدة لتسيير مهام مأهولة.
تابعوا المزيد: أزمة جديدة تلاحق رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية
"سبايس إكس" تتفوق على بوينغ
أثناء رحلة العودة، راقبت الفرق الأرضية مختلف جوانب أداء ستارلاينر، خصوصاً أجهزة الدفع الخاصة بها، والتي واجهت مشكلات في السابق.
وقال ستيف ستيتش إنه بمجرد تأكيد عودة ستارلاينر، "سيكون لدينا فهم أفضل للموعد الذي يمكننا فيه التصديق على استخدام المركبة واستئناف المهمات الجوية".
قبل عشر سنوات، طلبت وكالة الفضاء الأمريكية من بوينغ تصنيع مركبة ستارلاينر الفضائية، تزامناً مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة "سبايس إكس".
وقد شددت وكالة الفضاء الأمريكية مذاك مراراً على هدفها المتمثل في حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حالة فشل إحداهما.
لكن "سبايس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك تفوقت إلى حد كبير على بوينغ، وهي تنقل وحدها رواد فضاء لحساب "ناسا" منذ أربع سنوات.
وتشكل أول رحلة مأهولة لمركبة ستارلاينر، التي تأخر تسييرها سنوات بسبب نكسات أثناء تطويرها، الاختبار الأخير قبل إطلاق مهام منتظمة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس