يعود إلى ما قبل التاريخ.. العثور على أقدم كحل عيون في تركيا

توصل علماء الآثار إلى دليل جديد يكشف عن استخدام البشر للمكياج منذ أكثر من 8 آلاف عام، حيث تم العثور على أقدم كحل عيون على الإطلاق في أنقاض مدينة ما قبل التاريخ.

وتم العثور على عصا الكحل في منطقة "يشيلوفا هويوك" (Yeşilova Höyük)، وهي مستوطنة قديمة تقع في مدينة إزمير التركية الحديثة.

أقدم كحل عيون في التاريخ

وأبان علماء الآثار، أن الكحل الذي تم العثور عليه في تلك المدينة القديمة مصنوع من حجر ثعباني أخضر، ومن المثير للدهشة، أنه ما يزال يحتوي على آثار طلاء أسود على طرفه من آخر مرة تم استخدامه فيها.

يعود إلى 8 آلاف عام

وتم العثور على تلك القطعة الأثرية من كحل العيون في طبقة من العصر الحجري الحديث يعود تاريخها إلى نحو 8200 عام.

وبحسب العلماء، فإن عصا الكحل التي يبلغ طولها أقل من 10 سم وسمكها سنتيمترا واحدا عند مقبضها، تعد مجرد واحدة من العديد من الابتكارات التي طورها سكان منطقة "يشيلوفا هويوك" خلال هذه الفترة.

وأفاد عالم الآثار الرائد الدكتور ظافر ديرين، إن العصا كانت ناعمة للغاية ومصممة على شكل قلم حاد، وكان من الممكن غمسها في وعاء من الكحل، ثم استخدامها مثل قلم تحديد العيون الحديث.

وتم إرسال المادة السوداء الموجودة في الطرف للتحليل، ولكن يُعتقد أنها أكسيد المنغنيز، أحد مكونات الكحل.

استخدام الكحل لم يكن تجميلياً فقط

وأشار الدكتور ديرين، إلى أن استخدامها لم يكن تجميلياً بحتاً، موضحاً، كما هو معروف من العديد من النصوص المكتوبة واللوحات والمنحوتات في مصر القديمة، كان الكحل يستخدم بشكل أساسي لعلاج أمراض العيون وليس لوظيفة جمالية، وكان يُعتقد أيضا أنه يقلل من أشعة الشمس عن طريق وضعه بكثافة حول العينين.

ولفت عالم الآثار، إلى أنه يتم تصنيع الكحل عن طريق طحن معدن الإستيبنيت، وهو معدن من معادن الكبريتيدات، يوجد في الرواسب الحرارية المائية، ويتكون من عنصري الكبريت والإثمد.

مستوطنة من العصر الحجري

ويعتقد علماء الآثار أن منطقة "يشيلوفا هويوك" التي تعد موقعاً قديماً في غرب تركيا، كانت مأهولة بالسكان بشكل مستمر بين عام 6500 قبل الميلاد وحتى نحو عام 4000 قبل الميلاد.

كما تم الكشف أيضًا خلال عمليات الحفر عن بقايا القصب المستخدم في صنع الأكواخ والرماد الناتج عن نيران الطهي في أقدم الطبقات.

وكشفت الطبقات الأحدث كذلك عن تطور مستوطنة كبيرة من العصر الحجري الحديث تحتوي على منازل حجرية وورش عمل وساحات، ومع ذلك، تم التخلي عن الموقع الأصلي من العصر الحجري الحديث الذي عُثر فيه على القطعة الأثرية وتدميره بسبب حريق في عام 5700 قبل الميلاد، ما ترك المنطقة مخفية بطبقة من الطمي لآلاف السنين.

وقال عالم الآثار الدكتور ديرين، لقرون من الزمان، كان الكحل يوضع من قبل أفراد من جميع الأجناس والوضعيات والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، وقد تم استخدامه في أجزاء مختلفة من العالم، وهي مصر وبلاد الشام وسوريا وإيران والأناضول، واستخدم منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، وما يزال يستخدم في العديد من المناطق اليوم.

ولفت، إلى أن عصا الكحل المكتشفة في "يشيلوفا هويوك" هي أقدم مثال معروف تم العثور عليه على الإطلاق.

يمكنك أيضًا قراءة: يعيد كتابة الحضارة.. علماء الآثار يكتشفون أقدم تقويم زمني في العالم

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس