تزداد السماء زرقة في فصل الشتاء، عكس بقية أيام السنة، ويعود السبب في ذلك إلى تبعثر ضوء الشمس بفعل جزيئات الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي وهو ما يُعرف باسم "تبعثر رايلي".
وتسبب ظاهرة "تبعثر رايلي" اللون الأزرق للسماء في فترة النهار، واللون المائل للاحمرار عند الغروب.
أسباب زيادة زرقة السماء في الشتاء
وفي هذا الصدد، فقد فسّر رئيس الجمعية الفلكية بجدة، ماجد أبو زاهرة، أسباب ظاهرة زيادة زرقة السماء في فصل الشتاء، موضحًا، أن هذه الظاهرة ترتبط بشكل مباشر حول مدى شدة التبعثر عكسيًا بالطول الموجي، فكلما كان الطول الموجي أقصر زاد انتشاره, ويعتمد اللون الذي نراه في السماء على الاتجاه الذي يصل منه الضوء إلى أعيننا وكلما زاد انتشاره زاد وصوله إلى أعيننا من اتجاهات مختلفة، لذلك نرى سماء النهار الصافية زرقاء, لأن الجزيئات الموجودة في الهواء تبعثر الضوء الأزرق ذو الطول الموجي الأقصر من ضوء الشمس أكثر مما تبعثر الضوء الأحمر ذو الطول الموجي الأطول.
وأضاف أبو زاهرة، أن اللون البنفسجي له طول موجي أقصر من الأزرق لذلك يجب أن تظهر السماء بنفسجية بالنسبة لنا، ولكن سبب ظهورها باللون الأزرق لأن عين الإنسان أكثر حساسية للضوء الأزرق، مما يجعلنا نرى السماء زرقاء، حيث يكون المسار الظاهري للشمس في السماء منخفضًا بسبب ميل محور الأرض وعلية فإن تأثير "تبعثر رايلي" يقوم بتوجيه المزيد من الضوء الأزرق نحو أعيننا بينما يقلل ضوء الشمس غير المباشر من المستويات الواردة من الضوء الأحمر والأخضر لذلك تظهر السماء أكثر زرقة.
ماهي ظاهرة "تبعثر رايلي"؟
تبعثر رايلي هو أحد أنواع التبعثر سمي على اسم الفيزيائي البريطاني جون وليم رايلي وهو تبعثر مرن للضوء أو أي أشعة كهرومغناطيسية أخرى يتبعثر نتيجة تأثير جسيمات أصغر من الطول الموجي للضوء.
ويمكن أن تكون هذه الجسيمات إما ذرات مستقلة أو جزيئات، ويحدث هذا التبعثر عند انتقال الضوء في وسط شفاف صلب أو سائل، لكن أغلب حالات يحدث في الغازات.
تسبب الظاهرة الفلكية "تبعثر رايلي" لضوء الشمس في الغلاف الجوي ظاهرة النشر الإشعاعي للسماء، وهو السبب الرئيسي للون الأزرق للسماء واللون المصفر للشمس.
ويتم حساب التبعثر الناتج عن جسيمات أكبر قليلاً أو مساوية للطول الموجي عن طريق نظرية ماي.
اطلعي على: الكرة الأرضية على موعد مع تساقط زخات شهب التوأميات.. وهذا أفضل وقت لرصدها
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس
