لطالما اعتمد الإنسان على ماضيه وتراثه كدليل لبناء حاضره ومستقبله، وحيث تحكي لنا الأرشيفات السمعية والبصرية قصصًا عن حياة الناس وثقافاتهم من جميع أنحاء العالم، لما تمثله من تراث لا يقدر بثمن، فهي تأكيد لذاكرتنا الجمعية ومصدرًا قيمًا للمعرفة لأنها تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي لمجتمعاتنا، وفق هذا السياق يحتفل العالم اليوم 27 أكتوبر، باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري.
- تدابير عاجلة للاعتراف بأهمية الوثائق السمعية والبصرية
وفقًا للموقع الرسمي لليونسكو unesco.org، فاليوم العالمي للتراث السمعي البصري (WDAH) هو إحياء لذكرى اعتماد المؤتمر العام الحادي والعشرين في عام 1980 للتوصية المتعلقة بصون الصور المتحركة والحفاظ عليها. ويتيح اليوم العالمي فرصة لرفع مستوى الوعي العام بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة والاعتراف بأهمية الوثائق السمعية والبصرية، ومن ثمّ الحفاظ على هذا التراث وضمان بقائه في متناول الجمهور والأجيال القادمة، وهو هدف حيوي هام لجميع مؤسسات الذاكرة وكذلك الجمهور بشكل عام، حيث يساعد على النمو وفهم العالم الذي نتشاركه جميعًا، وقد أطلق أرشيف اليونسكو مشروع "رقمنة تاريخنا المشترك" مع وضع هذا الهدف بعين الاعتبار.
وبهذه الطريقة، يمثل اليوم العالمي فرصة للدول الأعضاء في اليونسكو لتقييم أدائها في ما يتعلق بتنفيذ توصية عام 2015 بشأن الحفاظ على التراث الوثائقي والوصول إليه، بما في ذلك التراث الرقمي
- احتفالات WDAH في عام 2023
تنعقد احتفالية العام 2023 باليوم العالمي للتراث السمعي البصري تحت شعار "نافذتك إلى العالم". يعد هذا الاحتفال مبادرة رئيسية لليونسكو والمجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية والبصرية (CCAAA) لتكريم المتخصصين في مجال الحفاظ على التراث السمعي والبصري والمؤسسات التي تعمد لحفظ وحماية التراث باعتباره نافذة على العالم، نستكشف منها كثير من صور الماضي التي خبأها التاريخ بدهاليزه التراثية.
ومن ثمّ فيوم 27 أكتوبر هو وسيلة لتذكير الجميع بأهمية الحفاظ على التسجيلات السمعية والبصرية قبل فوات الأوان. فقد فُقدت بالفعل العديد من هذه المصادر بسبب الإهمال ونقص جهود الحفاظ عليها.
- المجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية البصرية
وفقًا للموقع الرسمي للمجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية البصرية ccaaa.org، فقد تم الاحتفال باليوم العالمي الأول للتراث السمعي البصري في عام 2005. وتعاونت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مع المجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية البصرية (CCAAA) لإحياء هذا اليوم، حيث CCAAA هي منظمة عالمية تضم في عضويتها العديد من المنظمات السمعية والبصرية.
لا توجد مناصب خاصة للموظفين في CCAAA حيث أن كل جمعية مسجلة لديها رئيس ونائب رئيس منتخبين في مجلس الإدارة، والذي يتغير وفقًا للأشخاص الراغبين في التطوع لشغل هذه المناصب، وقد ظهرت اتفاقية CCAAA إلى حيز الوجود بعد صدور "توصية اليونسكو بشأن حماية الصور المتحركة والحفاظ عليها" عام 1980. وحثت مبادرة التوصية المؤسسات والجمعيات على العمل معًا للحفاظ على الأرشيف بشكل عاجل. وكانت النتيجة المائدة المستديرة للسجلات السمعية والبصرية، حيث اجتمعت العديد من المنظمات مثل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) والمجلس الدولي للأرشيف (ICA) في اجتماع المائدة المستديرة.
وقد أدركت جمعيات الأرشيف المعنية أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود، ومن هنا ولدت جمعية CCAAA. وتشير التقديرات إلى أن الأمر يستغرق ما بين 10 إلى 15 عامًا فقط حتى تتدهور المصادر السمعية والبصرية إذا لم يتم الحفاظ عليها وصيانتها بشكل صحيح، وذلك بسبب طبيعة المواد التي تم تسجيلها عليها. وإذا حدث ذلك، فسوف نفقد تاريخًا لغويًا واجتماعيًا وثقافيًا مهمًا من حولنا.
- لماذا نحتفل باليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
تنظر اليونسكو إلى فوائد الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي البصري على أنها:
- رفع مستوى الوعي العام بالحاجة إلى الحفاظ على التراث.
- توفير الفرص للاحتفال بجوانب محلية أو وطنية أو دولية محددة للتراث.
- تسليط الضوء على إمكانية الوصول إلى المحفوظات.
- جذب اهتمام وسائل الإعلام إلى قضايا التراث.
- رفع المكانة الثقافية للتراث السمعي البصري.
- تسليط الضوء على التراث السمعي البصري المهدد بالخطر، خاصة في البلدان النامية.
- كذلك يعد الأرشيف الوطني الثقافي السمعي البصري، المخصص في المقام الأول للفنانين والباحثين والطلاب والعلماء، مصدرًا لا يقدر بثمن لصانعي الأفلام الوثائقية ومحترفي السينما والتلفزيون والمؤلفين ومحترفي GLAM (المعارض والمكتبات والمحفوظات والمتاحف) وعشاق الثقافة والخبراء أيضًا.
نحو المزيد يمكنك التعرف على التراث السمعي البصري باستفاضة إذا تابعت في اليوم العالمي له.. ما هو التراث السمعي البصري؟