غالباً ما ترتبط الموسيقى الكلاسيكية بهالة من الجدية والرقي، ومع ذلك، خلف المؤلفات الرصينة والمهيبة لأساتذة الموسيقى الكلاسيكية العظماء، هناك عالم من الحكايات المضحكة والفضول غير العادي، وتكشف هذه القصص عن إنسانية الملحنين وروح الدعابة الطيبة التي يتمتع بها المؤلفون الموسيقيون، وتظهر أنه حتى في الموسيقى الأكثر جدية؛ هناك مجال للمسة من الخفة. بالسياق التالي، تدعوكِ "سيدتي" وبحسب ما ورد في موقع classical-music.com لاستكشاف بعض هذه الحكايات التي تنبئ عن الطقوس والعادات الغريبة والأكثر روعة، والتي تكشف عن الجانب الممتع للموسيقى الكلاسيكية، ولعدد من أعظم الموسيقيين الكلاسيكيين بالتاريخ، مع تسليط الضوء على فنانين محددين شاركوا في هذه الممارسات.
لودفيج فان بيتهوفن و60 قطرة قهوة
كان أحد أهم طقوس وأغرب العادات وأكثرها فضولاً لبيتهوفن هي روتينه الصباحي، حيث يُقال إنه كان يعدّ بالضبط 60 قطرة من القهوة لفنجانه، معتقداً أن هذه الكمية المحددة تساعده في العثور على الإلهام، وقد كان بيتهوفن دقيقاً جداً في روتينه اليومي، فقد كان يعتقد أن النظام والدقة يساعدانه على التركيز وإنشاء روائع موسيقية.
جيواتشينو روسيني والنوم في الأماكن العامة
كان جيواتشينو روسيني، المشهور بأوبراه الكوميدية، يتمتع بحياة شخصية مليئة بالحكايات المضحكة. ويقال إنه كان معتاداً على النوم في الأماكن العامة، وذات مرة، خلال إحدى أوبراه، نام على كرسي بذراعين بالقرب من المسرح. وعندما استيقظ، ظن أن الموسيقى التي كان يستمع إليها هي لملحن مشهور، فصرخ بصوت عالٍ مستغرباً: "من كتب هذا، أنا؟".
يوهان سيباستيان باخ وطقوس الإلهام
من المعروف أن يوهان سيباستيان باخ أعظم الملحنين للموسيقى الكلاسيكية في التاريخ، كان له توجه روحي في الموسيقى، وكان يعتقد أن مؤلفاته هبة من الله ، فقد كان قبل تأليف أي مقطوعة موسيقية يتلو صلاة قصيرة، واعتاد أن يوقع بالأحرف الأولى "SDG "Soli Deo Gloria، والتي تعني "المجد لله وحده"؛ تعبيراً عن الامتنان والتواضع لله الخالق تجاه ما منحه الله من موهبة موسيقية فريدة.
لودفيج فان بيتهوفن والبندول المكسور
كان لودفيج فان بيتهوفن، أسطورة الموسيقى الكلاسيكية، معروفاً بشخصيته القوية والعنيدة. تتضمن القصة الغريبة بندول الإيقاع الخاص به، وهو جهاز يستخدم لتحديد إيقاع الموسيقى، ففي أحد الأيام، بينما كان بيتهوفن يتدرب على مقطوعة موسيقية جديدة، انزعج من بندول الإيقاع الخاص به، معتقداً أنه معطل، مما تركه في حالة من الغضب، حتى إنه التقطه وألقى به على الأرض، فكسره إلى قطع. المفارقة في هذا الموقف هي أن بندول بيتهوفن كان يعمل بشكل مثالي، وكان الموسيقيون المرافقون له يتبعون الإيقاع بشكل صحيح، وأن بيتهوفن هو الشخص غير المنتبه.
أماديوس موزارت وروح الدعابة الفجة أحياناً
يشتهر فولفغانغ أماديوس موزارت بعبقريته الموسيقية، ومرحه اللامحدود، وكمثال على ذلك هو تكوين مقطوعة Leck mich im Arsch وهو تعبير فج شائع في ذلك الوقت، يستخدم لوصف شخص يتصرف بغطرسة. وقد قام موزارت بتأليف هذه المقطوعة الموسيقية بهذا العنوان الغريب، والذي يظهر موهبته في التلاعب بالألفاظ وروح الدعابة التي يتمتع بها.
قد ترغبين في التعرف إلى المزيد من حياة موزارت من الرابط: العبقري موزارت أيقونة موسيقية خالدة رغم حياته القصيرة
فولفغانغ أماديوس موزارت وحظ البنطلون الأخضر
كان موزارت معروفاً بخرافاته المتعلقة بالألوان، وخصوصاً اللون الأخضر، وتحديداً عندما يتعلق الأمر بملابسه، فقد كان يعتقد أن ارتداء السراويل الخضراء يجلب الحظ السعيد، خاصة قبل الأداءات الموسيقية المهمة. كان موزارت أيضاً معتاداً على حمل كرة بلياردو أثناء عروضه، ربما كشكل من أشكال الراحة وللمساعدة على تخفيف قلقه.
إيجور سترافينسكي والجلوس على الأرض
كان للملحن الروسي الشهير إيجور سترافينسكي طقوس فريدة قبل أن يبدأ في التأليف. كان يجلس على الأرض بجوار طاولة صغيرة، ويضع عليها وعاء من التفاح. يعتقد سترافينسكي أن هذا الوضع ووجود التفاح يساعد في تحفيز إبداعه ووضعه في حالة ذهنية تساعد على التأليف.
جوزيف هايدن: مفاجأة الجمهور
أشهر مؤلفات الموسيقى الكلاسيكية لجوزيف هايدن هي السيمفونية رقم 94، الملقبة بـ"المفاجأة"، وقد أراد هايدن أن تكون اسماً على مسمى، فخلال العرض الأول لهذه السيمفونية، قرر أن يلعب خدعة على الجمهور. في منتصف الحركة البطيئة، عندما كانت الموسيقى هادئة وشاعرية، أدخل هايدن انفجاراً مفاجئاً للصوت، مما أذهل المستمعين. جلبت هذه اللفتة غير المتوقعة الضحك والمفاجأة بين الجمهور، مما جعل السيمفونية ناجحة جداً.
ريتشارد فاغنر: القماش الأسود
كان لريتشارد فاغنر، المعروف بأوبراه الكبيرة والمعقدة، طقوس محددة لضمان نجاح البروفة. قبل كل بروفة، يطلب فاغنر وضع قطعة قماش سوداء فوق النوتة الموسيقية؛ حتى لا يخترق أي ضوء ويشتت انتباه الموسيقيين. كان يعتقد أن هذه البيئة المظلمة والمركزة تسمح بتقدير الموسيقى بشكل أعمق وأكثر كثافة.
إذا كانت هذه بعض غرائب عادات الموسيقيين أنفسهم، فيمكنك من السياق التالي التعرف إلى: أغرب معزوفة موسيقية فوق الثلج لإنقاذ القطب الشمالي!