تعرفوا إلى أشهر الكتاب والأدباء العرب

كاتب يؤلف كتاباً جديداً
التاريخ العربي زاخر بالأدباء والكتاب العرب (صورة كاتب - تعبيرية) - المصدر: freepik by senivpetro

إنَّ التاريخ العربي زاخر بالأدباء والكتاب العرب، والتاريخ الأدبي والفني زاخر بشخصيات عربية بارزة أسهمت مساهمات بليغة في بناء عمارة الأدب العربي لتصمد وتبقى وتثري وتبدع بطول الزمان وعرضه، فمارست مختلف الأشكال الأدبية والفنية، فصالت وجالت بأرجائها لتترك لنا إرثاً أدبياً غنيّاً مهماً يضيء عوالم الأدب، ويثري عوالم الثقافة، ويترك بصمة متفرّدة ستظلّ خالدة نفتخر ونعتز بها، لتبقى منارة في ذاكرة الأجيال، بالسياق التالي سيدتي تقدم لك بعضاً من أشهر الأدباء والكتاب العرب ممن تركوا لنا إرثاً أدبياً عريقاً.

الجاحِظ

أديبٌ عربيٌّ من أئمةِ وأعلام الأدباء والكتاب العرب في العصرِ العباسي، له آثارٌ جليلةٌ تُعدُّ من المُكوِّناتِ الرئيسيةِ للثقافةِ العربية، وتعتزُّ بها المَكتباتُ العربيةُ حتَّى اليوم، وعاش الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، ووضع كل ثقافة العرب واليونان والفرس التي عرفها عصره والتي جمعها الجاحظ ووعاها، لقد ولد الجاحظ في البصرة، ويرجّح أغلب المؤرخين أن تاريخ ولادته كان عام 159 لُقِّبَ "بالحدقي"، لوجود نتوء واضح في حدقيته ولجحوظ عينيه، ولقد كان شغوفاً بالعلم ومحباً للقراءة حيث كان يستأجر المكتبات ودكاكين الوراقين يقضي فيها الليل ليقرأ ما فيها، ويعتبر الجاحظ واحداً من أغزر المؤلفين والكتاب حيث ترك موروثاً فكرياً ضخماً وهائلاً، يقدر بحوالي 360 بين كتاب ورسالة ومبحث، في مواضيع وعلوم متنوعة، أهم تلك المؤلفات (البيان والتبيين)، (الحيوان)، (البخلاء)، (التاج في أخلاق الملوك)، وغيرها العشرات، ولقد كان موسوعة تمشي على الأرض، وكتبه هي دائرة المعرفة لزمانه، لأنه كتب في كل شيء تقريباً، ورفع لواء العقل والمنطق والرجاحة، ويبقى الجاحظ أعجوبة زمانه والأزمنة التي تلته وتبقى سيرته خالدة إلى الأبد.

طه حسين

نشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة الفقيرة، وكان ترتيبه السابع بين 13 طفلاً، وكان والده حسين علي موظفاً صغيراً في شركة السكر بصعيد مصر، ولقد أُصيب طه حسين في سن مبكرة جداً بعدوى في العين، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقي العلاج اللازم أُصيب بالعمى وكان عمره 3 سنوات فقط، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، ويعتبر طه حسين عميد الأدب العربي علماً من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، فلقد اشتهر بعلمه الواسع في عالم الأدب والفكر، كما برز إلمامه بالفكر الغربي بشكل واضح سواء في الفلسفة أو الأدب، يُعتبر من رواد الفكر في المجتمع خلال القرن العشرين، وواحداً من رموز الأدب العربي للدرجة التي صار فيها عميدها، وطه حسين أحد أهم الأدباء والكتاب العرب، له العديد من المؤلفات والأعمال الأدبية التي اكتسبت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم، ومن أعماله المهمة "دعاء الكروان" و"المعذبون في الأرض" و"الأيام".
كما أصدر أكثر من كتاب عبر فيه طه حسين عن رأيه بكل صراحة وبساطة، ويعتبر كتاب "الشعر الجاهلي" من أكثر الكتب التي أثارت الرأي العام ضده، حيث جاء فيه بفكر جديد لم يسبق لأحد أن تطرق له قبل هذا، كالحديث عن تحرير المرأة والتنوير واحترام العقل والفكر، وبسبب هذا الكتاب الذي أصدر عام 1926م تم فصله من الجامعة المصرية.
قد ترغبين في التعرف إلى: كتب عمالقة الأدب العربي هل تستفيد منها الأجيال؟

نجيب محفوظ


 

نجيب محفوظ هو مؤلف وكاتب روائي، ومن أشهر الأدباء والكتاب العرب في القرن العشرين عامّة، ومصر خاصّة، وهو أولّ كاتب عربي يحصدُ جائزة نوبل في الأدب، وله إنتاج أدبي وافر يتسم بالجودة والواقعية، فكل أعماله الأدبية كانت تدور في مصر وتناقش مشاكلها الاجتماعية، وكتاباته كانت تتحدّث عن قضايا إنسانيّة مثل مكانة المرأة، كما نحت محفوظ بقلمه معالم الحارة المصرية وشخصياتها الغنية، ومن أشهر أعماله رواية "بين القصرين" ورواية "أولاد حارتنا"، ومن أشهر كتاباته كانت ما يسمي بالثلاثيّة المكوّنة من(بين القصرين، قصر الشوق، والسكّرية)، وحصل الأديب نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة: "إن نجيب محفوظ أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز الخمسين عملاً روائياً وقصصياً ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية".

حنا مينا

يعتبر واحداً من الكتّاب الأوسع انتشاراً في العالم العربي، وتعود شهرته الأدبية إلى معطيات كثيرة أبرزها أسلوبه الواقعي والسّردي السلس، وصوره الفنية الجديدة والمعاصرة، وشخصياته المألوفة التي تشعر القارئ بأنه يعرفها جيداً، ولقد عاش طفولته في إحدى قرى لواء الإسكندرون على الساحل السوري، ولقد كتب الكثير من الروايات والقصص يتحدث في معظمها عن البحر ويصف حياة البحارة في مدينة اللاذقية وصراعهم على متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر، وقد كرّس مينا من خلال روايات «أدب البحر» مفهوماً جديداً يُعنَى بثقافة التصالح والتقريب بين الأمم، على اعتبار تناوله بالدرجة الأولى حياة البحارة وصيد الحيتان ومغامرات القراصنة ورحلات المكتشفين والتّجار، ولقد بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية دون كيشوت، وكتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك، والتي زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة، أولى رواياته الطويلة التي كتبها كانت "المصابيح الزرق" في عام 1954، وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ويذكر أن الكثير من روايات حنا مينا تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية، ولقد ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب، ويعد حنا مينا أحد كبار كتاب الرواية العربية، وتتميز رواياته بالواقعية.

عبد الرحمن منيف

أحد أهم الأدباء والكتاب العرب في القرن العشرين، حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربية أو ما يدعى بالدول النفطية، وحيث ولد عبدالرحمن منيف في 29 مايو 1933 في مدينة عمان عاصمة الأردن ولكنه في الأصل من جذور سعودية، فقد كان والده أحد كبار التجار المشهورين والذي يسافر ويتنقل باستمرار بين الشام والسعودية، ولقد نشر روايته الأولى "الأشجار واغتيال مرزوق" عام 1973، وقدّم نحو 15 رواية منها "خماسية مدن الملح" من 1984 إلى 1989، والتي تعد أشهر أعماله، ولقد ترجمت روايات الأديب الراحل إلى أكثر من 10 لغات، وقد حصل على جائزتين متميزتين عن كتاباته، منها جائزة العويس الثقافية عام 1989، وجائزة ملتقى القاهرة للإبداع العربي في كتابة الروايات عام 1998.
والآن بعد أن تعرفت إلى أشهر الأدباء والكتاب العرب فهؤلاء أشهر الشعراء العرب في العصر الحديث