الحزن عاطفة إنسانية أساسية وطبيعية، تتميز بمشاعر الإحباط أو الخسارة أو اليأس، والتي تحدث استجابةً لمواقف خيبة الأمل أو الخسارة أو الإحباط أو الفقد. إنها استجابة عاطفية صحية لمواقف الحياة التي تسبب الألم أو المعاناة، وفي كثير من الحالات، لا يُعاني جميع الناس من الحزن بنفس الطريقة، فيمكن للعوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية أن تؤثر على كيفية شعور الشخص بالحزن وكيفية التعبير عنه، وعلى الرغم من أن الحزن قد يكون مؤلماً، إلا أنه قد يكون أيضاً فرصة للنمو والتأمل، حيث يكتشف العديد من الأشخاص وجهات نظر جديدة ويكتسبون فهماً أكبر لأنفسهم وللآخرين من خلال تجاربهم مع الحزن، بالسياق التالي "سيدتي" تشاركك أحزانك وتؤنسك في وحشة أيامك من خلال أشعار قصيرة حزينة تضرب لك أمثلة حية لحكايات حزن الآخرين من الشعراء السابقين واللاحقين، تعرفي إليها وأخبرينا رأيك وهل خففت بعضاً من حزنك، وحجّمت من مستوى ضيقك وألمك، قلصت من لوعة قلبك وأعادت إليك جزءاً من نبض الحياة والأمل من جديد..!
يقول ابن الرومي مواسياً في الحزن الذي لا يبقى ولا يستمر:
ولا تحسَبنَّ الحُزنَ يَبقَى
فإنَّهُ شِهابُ حَرقٍ، واقدٌ ثُمَّ خامدُ
ستألَفُ فِقدانَ الَّذي قدْ فقدتَهُ
كإلْفِكَ وِجْدان الَّذي أنتَ وَاجِدُ
علَى أنَّه لابُدَّ مِن لذْع لَوعةٍ
تَهبُّ أحايينا كَما هَبَّ رَاقدُ
ومَن لَم يَزَل يَرعَى الشَّدائدَ
فِكرهُ عَلى مَهلٍ هَانت عَليهِ الشَّدائدُ.
ويقول عنتره بن شداد في حزنه:
إذا كانَ دمْعي شاهدي كَيفَ أجْحَدُ،
ونارُ اشتياقي في الحَشا تتوقَّد
هيهاتَ يخفى ما أُكنُّ مِن الهَوى
وثوبُ سقامي كلَّ يومٍ يجدَّدُ
أقاتلُ أشواقي بصبري تجلداً
وقلبيَ في قيدِ الغرامِ مقيدَّ
إلى الله أشكُو جَوْرَ قَوْمي وظُلْمَهُمْ
إذا لم أجِدْ خِلاً على البُعد يَعْضُدُ
خليليَّ أمسى حبُّ عبلة قاتلي
وبأْسِى شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ
حرامٌ عليّ النومُ يا ابنةَ مالكٍ
ومَنْ فَرْشُهُ جمْرُ الغَضا كيْف يَرْقُدُ
ومن أبيات الخنساء الحزينة في رثاء أخيها صخر:
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذْ رابهَا الدَّهرُ إنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
وتكريساً للشعور بالحزن يمكنك متابعة الرابط التالي للإجابة على سؤال لماذا لا أرغب في فعل أي شيء بعد الآن؟ نظرة متعمقة إلى الملل وقلة الرغبة
وفي ذات السياق يرثى المهلهل حزيناً أخاه كليباً:
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
إنْ أنتَ خلّيتها في منْ يخليها
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة
تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها
نعى النعاة ُ كليباً لي فقلتُ لهم
مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ
وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
وفي حديثه عن مواساة الحزن يقول إبراهيم الصولي
أولَى البريَّةِ طَراً تواسِيَه
عِندَ السُّرورِ الَّذي واسَاكَ في الحَزَنِ
إِنَّ الكِرامَ إِذا مَا أسهَلوا
ذَكروا مَن كَانَ يألَفُهمْ في المَنزلِ الخَشِنِ
ويقول الأعشى في الحزن:
خالَطَ القَلبَ هُمومٌ وَحَزَن
وَاِدِّكارٌ بَعدَما كانَ اِطمَأَنّ
فَهوَ مَشغوفٌ بِهِندٍ هائِمٌ
يَرعَوي حيناً وَأَحياناً يَحِنّ
بِلَعوبٍ طَيِّبٍ أَردانُها
رَخصَةِ الأَطرافِ كَالرِئمِ الأَغَنِّ
وَهيَ إِن تَقعُد نَقاً مِن عالِجٍ
وَإِذا قامَت نِيافاً كَالشَطَن
يَنتَهي مِنها الوِشاحانِ إِلى
حُبلَةٍ وَهيَ بِمَتنٍ كَالرَسَن
ويقول فاروق جويدة في الحزن:
أنَا لَا أُصدِّقُ كَيفَ كُسِرنَا
وفي الأعْماقَ.. أصْواتُ الحَنِين
وعلى جَبينِ الدَّهرِ مَاتَ الحَبُّ مِنَّا.. كالجَنِين
قدْ يَسْألونَكِ.. كَيفَ ماتَ الحُبُّ؟؟
قُولي... جَاءَ في زَمنٍ حَزيْن!!
ويقول نزار قباني:
أنا أقْدمُ عَاصِمةٍ للحزن
وجُرحِي نَقشٌ فِرعُوني
وجَعِي.. يَمتدُّ كَبُقعةِ زيتٍ
مِن بَيرُوت.. إلى الصّين
وجَعِي قَافِلةٌ.. أرْسلَها
خُلفاءُ الشَّامِ.. إلى الصِّين
في القَرنِ السَّابِع للمِيلاد
وضَاعتْ في فَمِ تِنين
ويقول محمود درويش في شعره عن الحب بحزن:
وَحُبٌ هو الحُبُّ. فِي كُلِّ حُبِّ
أرى الحُبَّ مَوتاً لِمَوْتٍ سبقْ
وَما أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب،
حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ
يُعَلِّمُني الحُبِّ أن لاَ أُحِبَّ،
وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ
وبالنهاية قد ترغبين في التعرف على: مراحل الحزن الخمس وكيفية التعامل معها