بعدسات مصورين سعوديين.. لحظات ومحطات

من منطقة السمحانية (تصوير د. فدوى الغريميل)
من منطقة السمحانية (تصوير د. فدوى الغريميل)

خلفَ العدسةِ، يقفُ مبدعون، يؤطِّرون الجمالَ، واللحظاتِ الحلوة، ويبتكرون لوحاتٍ من الذكرياتِ، والانفعالاتِ، والملامح، وعبر تلك العدسةِ، يقولون للعالم: «هذه مملكتنا الحبيبة. هذه مصدرُ فخرنا واعتزازنا».

إعداد: عبير بو حمدان حرب

 

بعدسة سعودية
   الإبل من منطقة رماح (تصوير فهد باهدى) 



يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط


التصوير قوة خارقة
د. فدوى الغريميل: «نستطيع بوصفنا سعوديين وسعودياتٍ تصوير الجانب الحقيقي لبلدنا وبكل فخرٍ»

 

د. فدوى الغريميل



عرِّفينا على شخصيَّة الدكتورة فدوى الغريميل، ونظرتها للحياة؟


أولاً، أفتخرُ بأن أكون امرأةً سعوديَّةً «ابنة الشمال» من مدينةِ حائل، وممتنَّةٌ لتربيتي ما بين الثقافتَين السعوديَّة والألمانيَّة، كون أمي، رحمها الله، من ألمانيا، ووالدي، رحمه الله، الدكتور محمد الغريميل سعودي. هذا جعل نظرتي للحياةِ مرنةً، ومتقبِّلةً لاختلافِ الثقافات، ورؤيةِ الجمالِ في ذلك.

تخصُّصي الرئيسُ، كان التعليم، وأحببتُ المجالَ كثيراً، لأنني كوَّنت علاقةً قويَّةً ومميَّزةً مع طالباتي، ليس فقط في حدودِ تعليمِ الموادِّ الدراسيَّة، بل وكتوجيهٍ عامٍّ أيضاً لجميع أمورِ الحياة التي يمكنني أن أساعدهن فيها. لكنْ رحلتي في التعليمِ توقَّفت حتى أتمكَّن من التركيزِ على تحقيقِ حلمي بأن أصبح مصوِّرةً، وهو شغفي منذ الصغر. والحمد لله، تمكَّنت من تحقيقِ ذلك، ولا يزالُ حلمي ينمو، ويكبرُ كلَّ يومٍ، لا سيما أن بلادنا وقيادتنا تدعمُ الفنَّ بجميع أشكاله، وتوفِّرُ لنا البيئةَ المناسبةَ للإبداع.

 


ما الذي جذبكِ إلى عدسةِ الكاميرا؟


بطبعي، أحبُّ الهدوءَ والجمال، سواءً جمالَ الطبيعةِ، أو الأشخاصِ، أو الأماكن. الصورةُ، تحكي قصَّةً ما، وفيها دقَّةٌ، وتفاصيلُ، لا يمكن أن نراها بأعيننا. أعشقُ التصوير، لأنه مثل القوَّةِ الخارقة، إذ تستطيع أن تجمِّد لحظةً معيَّنةً من الزمن، وأن تحتفظَ بالذكرى للأبد.

 

 


وجوه الأطفالِ مصدرُ إلهامكِ، ما السبب؟


صحيحٌ. اخترت تصويرَ الأطفالِ لسببٍ، ودون تردُّدٍ. خلال دراستي الدكتوراه في أمريكا، التقطت مصوِّرةٌ بعض الصورِ لي مع عائلتي، وعندما قمتُ بطباعتها، وتعليقها على جدرانِ المنزل، شعرت بفرحةٍ لا توصف، وقلتُ لنفسي: «أنا أستطيع تحقيقَ هذا الشعورِ بالسعادةِ للعائلاتِ السعوديَّة، لأهلي وناسي». هذا كان الدافعَ الأوَّلَ لبداياتي مع التصوير. لقطاتُ الأطفالِ هذه بالنسبةِ للأمِّ والأبِ وحتى الجدِّ والجدَّة، لا تُقدَّر بثمنٍ.

 

 


ما التحدِّياتُ التي تواجهينها خلال تصويرِ الأطفال؟


من المعروفِ أن تصويرَ الأطفالِ من أصعبِ أنواعِ التصوير، ويتطلَّب كثيراً من الصبرِ، والمجهود، وهذا يعني أن أكون متمكِّنةً، ومُجهِّزةً الإعدادات تماماً. وللعلم، التجهيزُ لتصويرِ الأطفال، يبدأ قبل الجلسةِ بكثيرٍ بالاتفاقِ مع الأمِّ، ويحتاج إلى شرحِ كلِّ ما يلزم أن تعرفه حول الجلسةِ من ملابسَ، وأفضلِ وقتٍ للتصوير، وحتى العمرِ المناسب.

 

 

 

"نظرتي للحياة مرنة، ومتقبّلة لاختلافِ الثقافات، ورؤية الجمال في ذلك"
المصوّرة د. فدوى الغريميل

 

 

 

 

سائحة كندية في منطقة البجيري (تصوير د. فدوى الغريميل)

 

 


كيف يخدمُ التصويرُ البلدَ والمجتمع؟


التصويرُ في غايةِ الأهميَّة، لا سيما إذا استطاع المصوِّرُ، أن يعكسَ الصورةَ الحقيقيَّة للمجتمع. نحن نرى اليوم، أن مختلفَ الجهاتِ والمؤسَّسات، والناس في المجتمع السعودي، تستعين بمصوِّرين سعوديين للعملِ معها بدل أن يأتي مصوِّرٌ أجنبي، لا يعرف عاداتنا وتقاليدنا. هذا جيِّدٌ، لأننا بوصفنا سعوديين وسعودياتٍ، نستطيع تصويرَ الجانبِ الحقيقي لبلدنا، وبكلِّ فخرٍ. كذلك التصويرُ مهمٌّ لتحقيقِ النجاحِ لروَّاد الأعمالِ بالذات في التسويقِ، وتحقيقِ المبيعات، والوصولِ للجمهورِ في مجالاتٍ مختلفةٍ، ولا غنى عنه في أي شركةٍ، تريد أن تعرضَ خدماتها، أو منتجاتها للناس.

 


ما الصورةُ التي ترغبين للعالمِ أن يراها عن السعوديَّة؟


أنا فخورةٌ ببلادي وأهلها، وأتمنَّى أن يتعرَّف كلُّ العالمِ على شيمنا وطيبتنا. السعوديَّة حلوةٌ بأهلها وناسها، وتتميَّز بطبيعتها الجميلةِ من جبالٍ، وصحراءَ، وبحارٍ، لا سيما الشُّعب المرجانيَّة، ولا أنسى تراثها مثل مدائنِ صالح في الشمال، وقريةِ ذي عين في الجنوب، إضافةً إلى مدننا المتطوِّرة في كلِّ أنحاء البلاد.

 

 


إلى جانبِ صورِ الناسِ والأطفال، ما الذي تهتمين بتسليطِ عدسةِ كاميرتكِ عليه؟


أحبُّ تصويرَ الأشخاص، لكنني أيضاً، أصوِّر كل ما يجذبُ عيني. أنا أرى الجمالَ من حولي بكلِّ شيءٍ، وأعشقُ تصويرَ الطبيعةِ مثل غروبِ الشمسِ، والسماءِ مع الغيومِ وقتَ الغروب، والأشجارِ بجذوعها وأغصانها وأوراقها الخضراءِ والصفراء، ونورِ الشمسِ الذي يتغلَّل بينها، والسماءِ الزرقاءِ خلفها، وقد اكتشفت أخيراً حبِّي لتصويرِ الآلاتِ الموسيقيَّة بتفاصيلها الدقيقةِ بعد مشروعي في معهدِ مسك للفنون حيث حاولت تجسيدَ تعلُّقِ الفنَّانِ بآلته الموسيقيَّة، وصرتُ أصوِّر الآلاتِ المختلفة، وأتمعَّن في تفاصيلها الجميلة، وأغلبها صناعةٌ يدويَّةٌ، وفنٌّ بحدِّ ذاته من اختيارِ الخشبِ والأوتار، والمقابضِ والأزرار.

 

 


بمناسبةِ اليومِ الوطني السعودي، ما أجملُ صورةٍ قد تُلتَقطُ في هذا اليوم؟


تصويرُ الفرحةِ على وجوه الناس، كباراً وصغاراً، وهم يتزيَّنون باللونِ الأخضر، ويلوِّحون بالعلمِ السعودي. حفظ الله لنا بلدنا وقيادتنا العظيمة.

يمكنك أيضًا الاطلاع على هذا اللقاء مع المصورة سوزان باعقيل ورحلة التوثيق للتراث والهوية السعودية

 

 

 

 

من منطقة السمحانية (تصوير د. فدوى الغريميل)

 

 

 

 

 

 

عازف آلة الكلارينيت (تصوير د. فدوى الغريميل)

 

 

 

 


البصمة المتفرِّدة
المصوِّر فهد باهدى: «السعوديَّة لديها تاريخٌ عظيمٌ يحتِّم علينا إظهاره للعالم أجمع»

 

 

المصوِّر فهد باهدى



حدِّثنا بدايةً عن علاقتكَ بالكاميرا؟


علاقتي بالكاميرا علاقةُ الفنَّانِ بريشته وألوانه، والكاتبِ بقلمه. أنا والكاميرا توأمٌ متلازمٌ، ننظر باتِّجاهٍ واحدٍ، ونرى الجمال بعينٍ واحدةٍ، ونحلم الحلمَ ذاته.

 


ما الذي يجذبكَ أكثر لتوجِّه عدسةَ كاميرتكَ نحوه؟


ما يجذبني عادةً حياةُ الناس، وتعابيرهم، وحركاتهم في حياتهم اليوميَّة، وأثناء عملهم. هذه الحركةُ، والتعابيرُ، يستحيل أن تتكرَّر مرَّةً أخرى بالطريقةِ نفسها، والصفةِ والتوقيتِ ذاتهما، فهي مثل البصمةِ متفرِّدةٌ.

 

 


هنا المملكة العربيَّة السعوديَّة، ما الشعورُ الذي تُولِّده لديك هذه العبارة، وما الصورةُ التي ترغبُ في أن تُريها للعالم عن بلادك؟


هذه العبارةُ، تعني لي، أن التاريخَ بدأ من هنا، وأن علينا مسؤوليَّة إبرازِ هذا الجمالِ التاريخيِ الأصيلِ والفريد لبلادنا، سواءً كان في موقعٍ، أو زي تقليدي، أو أطباقٍ ومشروباتٍ، أو حتى في رقصاتٍ وعاداتٍ. أهدفُ إلى التعريفِ بتاريخِ السعوديَّة، وإظهارِ هذا الأمرِ للعالمِ أجمع، فبلادنا لديها تاريخٌ عظيمٌ، يُحتِّم علينا نحن الفنَّانين البصريين، أن نُظهِره للناسِ والعالم كلّه.

 

 

 

 

قصر سلوى في حي الطريف في الدرعية (تصوير فهد باهدى)

 

 

 

 

 

"علاقتي بالكاميرا علاقة الفنان بريشته وألوانه، والكاتب بقلمه"
المصوّر فهد باهدى

 

 

 

 

التشكيل بالطين من منطقة شقراء (تصوير فهد باهدى)

 

 


صورُ الوجوه والشخصيَّات بكلِّ ما فيها من مشاعرَ وانفعالاتٍ، هل صعبٌ، أم سهلٌ التقاطها؟


هي كما يقالُ: السهلُ الممتنع. لكلِّ شخصٍ طريقته في التفاعلِ مع حياته وعمله، إضافةً إلى قبوله، أو رفضه فكرةَ التصوير، فهناك ما نقولُ عنه «وجوهٌ صديقةٌ للكاميرا» حيث تتقبَّلها، ولا تنزعج منها، وهذه الوجوه، يكون التعاملُ معها سهلاً، عكسَ شخصيَّاتٍ أخرى، تحتاج إلى وقتٍ أطولَ حتى تكون هناك صداقةٌ، وتفاعلٌ بينها وبين المصوِّر والعدسة.

 


من وجهة نظرك، ما الدورُ الذي يلعبه التصويرُ وطنياً؟


الجميع يؤكِّد، أن الصورةَ، والفيديو المحرِّكُ الأساسُ للسياحةِ، وإبرازِ جمالِ أي مكانٍ في العالم. لولا الصورة ما تعرَّفنا على مناطقَ جميلةٍ حول العالم، لذا من المهمِّ جداً دعمُ هذا الأمر، وتشريعُ قوانينَ، تسهِّلُ ذلك حتى يشاهدَ العالمُ كلّه ما تحتوي عليه السعوديَّة من مناطقَ جميلةٍ، وثقافةٍ أصيلةٍ، وموروثٍ عظيمٍ.

 

 


في اليوم ِالوطني السعودي، ما الصورةُ التي تحلمُ بالتقاطها؟


أحلمُ بأن يكون لي مشروعٌ خاصٌّ، أوثِّق فيه اللباسَ التراثي لكلِّ منطقةٍ من مناطقِ السعوديَّة.

يمكن الاطلاع على قصة نجاح أخرى مع 4 مصورات عربيات محترفات يتحدثن عن تحديات مهنة يعشقنها

 

 

 

 

البيوت السعودية من منطقة جيزان (تصوير فهد باهدى)

 

 

 

 

 

 

العمارة السعودية التقليدية من منطقة شقراء (تصوير فهد باهدى)

 

 

 

 

 

 

حرفية سعودية من منطقة جازان (تصوير فهد باهدى)