"السعودية هي أكبر قصة نجاحٍ في القرن الواحد والعشرين". ربما كانت تلك أكثر مقولةٍ تمَّ تداولها والتفاعل معها للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بعد لقائه مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ولا شكَّ أن المرأة السعودية شريكٌ أساسٌ في التنمية، وكتابة فصولٍ من هذه القصة الرائعة التي أبهرت العالم بما حققته من إنجازاتٍ وأحلامٍ متلاحقةٍ في كافة المجالات على المستويين المحلي والعالمي، بعد تمكينها من قِبل القيادة الرشيدة، وتوفير كل مقومات النجاح لها.
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي 93 نستعرض إنجازات عددٍ من الأسماء النسائية السعودية التي حققت كثيراً من أحلامها، وما زالت تمتلك سلسلةً طويلةً من الأحلام التي ستعانق بها عنان السماء.
الفضاء
ريانة برناوي
تمكَّنت ريانة برناوي من تحقيق أكبر أحلام المرأة السعودية بالوصول إلى الفضاء، حيث مثَّلت السعوديات في رحلةٍ تاريخيةٍ غير مسبوقةٍ نحو المحطة الدولية للفضاء، وظفرت بلقب أول رائدة فضاءٍ سعودية وعربيةٍ ومسلمةٍ، تخوض هذه الرحلة، التي استمرت عشرة أيامٍ بمشاركة مواطنها رائد الفضاء علي القرني.
وتمَّ خلال المهمة تنفيذ 14 تجربةً علميةً رائدةً، منها ستٌّ في الدماغ والجهاز العصبي، وأربع تجارب في الخلايا المناعية، وتجربةٌ في تكنولوجيا استمطار المياه.
وتتمتَّع برناوي، اختصاصية أبحاث المختبرات، بخبرةٍ تزيد عن تسعة أعوامٍ في برامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة، وعملت خلال حياتها المهنية على تحسين بروتوكولات البحث، واستكشاف عديدٍ من التقنيات، وإدارة مشروعاتٍ لأبحاث سرطان الثدي، ونشر منشوراتٍ في المجال.
السياحة
بسمة الميمان
تقديراً لجهودها وإسهاماتها في رفع مستوى السياحة العربية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والمستدامة في منطقة الشرق الأوسط، والعمل مع حكومات المنطقة للتعافي من تبعات جائحة كورونا، اُختِيرَت بسمة الميمان، المديرةُ الإقليميةُ للشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، أولَ شخصيةٍ عربيةٍ، وأول امرأةٍ تنال لقب "سفيرة السياحة" من قِبل جوائز السفر العربية.
وتُعدُّ بسمة أول مسؤولٍ خليجي في المنظمة الدولية، وأول سيدةٍ في هذا المنصب في تاريخها، وتحت إدارتها تمَّ افتتاح أول مكتبٍ إقليمي لمنظمة السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط "الرياض، المملكة العربية السعودية".
كذلك صُنِّفت في المرتبة الـ 13 ضمن أقوى 100 امرأةٍ عربيةٍ لعام 2020، ضمن قائمة مجلة "فوربس الشرق الأوسط"، والوحيدة من قطاع السياحة في المنطقة، وصنَّفتها أيضاً في المرتبة الـ 15 ضمن أقوى 50 امرأةً في الشرق الأوسط عام 2022، والوحيدة من قطاع السياحة في المنطقة، وفي المرتبة الـ 20 ضمن أقوى قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط في العام نفسه من بين رؤساء مجالس إدارات شركات الطيران في المنطقة.
ولخِّصت الميمان دورها القيادي بالقول: "بعد أعوامٍ من العمل والتأسيس، أصبح عملي في الهيئة يركز على تطوير وتعزيز علاقات السعودية مع المنظمات الدولية المرتبطة بأعمال الهيئة، مثل البنك الدولي، ويونسكو، والمشاركة في تسجيل المواقع السعودية على قائمة التراث العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي".
الصناعة والعقار
مشاعل بن سعيدان
تعدُّ مشاعل بن سعيدان من أوائل السعوديات اللاتي دخلن مجال العقار، وتمثِّل الجيل الثالث من أسرة ابن سعيدان العريقة في هذا المجال، وقد تمكَّنت من إدخال التحوُّل الرقمي للقطاع العقاري بالتعاون مع شركة SyncWorld اليابانية بهدف خلق نمطٍ متكاملٍ افتراضي من خلال تقنية الـ «ميتافيرس» لتجربة أنماط البناء قبل البدء بتنفيذها من أجل تفادي الأخطاء والمشكلات، وتوفير التكاليف، كذلك إدخال الاستنساخ بالذكاء الاصطناعي للتصنيع فيما يتعلَّق بالقطع الخرسانية، ما يحقق تقليلاً أكثر للتكلفة، وتوحيداً لمقاييس البناء.
وتملك مشاعل بن سعيدان ثلاث براءات اختراعٍ، وتتطلَّع لتسجيلها مع بداية العام المقبل بعد الوصول إلى منتجٍ خاصٍّ بها، واقتحام السوق.
وما زالت تحمل قائمةً طويلةً من الأحلام، أشارت إليها في حوارها مع "سيدتي" بالقول: "نطمح إلى تصدير منتجاتنا للعالم أجمع، وبناء قادة المستقبل في هذا القطاع من خلال تأهيل وتدريب الكوادر السعودية في اليابان، من ثم استكمال التدريب في مركز التدريب بمصنعنا، كما نتطلَّع إلى إطلاق أكاديميةٍ متطورةٍ للتقنيات، تستقطب السعوديين والعقول العربية والعالمية، وأن أسهم في تحوُّل القطاع رقمياً وصناعياً، وأن أتفرَّغ، للمبادرات التنموية غير الربحية، وخلق كياناتٍ مستدامة، تسهّل أمور الناس، وترفع جودة حياتهم، وتدعم روَّاد الأعمال، لذا في المرحلة المقبلة، سأركز على أمرين، وهما صناعة الإنسان، وصناعة العقار".
الرياضة
السباحة -مريم بن لادن
وصلت الطبيبة والسبَّاحة مريم بن لادن إلى كثيرٍ من أحلامها، وسجَّلت باسم وطنها إنجازاتٍ عالمية، إذ دخلت التاريخ بوصفها أول امرأةٍ عربيةٍ تسبح في ماءٍ "ثلجي" على ارتفاع 3200 مترٍ عن سطح البحر، وتحديداً في منطقة تيرول الجبلية النمساوية، وسط درجة حرارةٍ للماء، بلغت 4 درجات تحت الصفر، وبمسافة تحدٍّ 85 متراً، قطعتها خلال دقيقةٍ واحدةٍ و55 ثانية.
وضمن سجل نجاحاتها وأرقامها القياسية، يبرز أيضاً عبورها البحر الأحمر سباحةً من السعودية إلى مصر في ثلاث ساعاتٍ و45 دقيقة، والسباحة في قناة دبي، التي تقدَّر مسافتها بـ 24 كيلومتراً، كما أنها أول خليجيةٍ تجتاز القناة الإنجليزية سباحةً قاطعةً مسافة 21 ميلاً، وأول امرأةٍ تقطع نهر التايمز.
ونظير هذا التميُّز، حصدت مريم جائزة أفضل رياضية لعام 2022 في حفل توزيع جوائز JOY AWARDS.
وفي حوار مع "سيدتي" وصفت السبَّاحة السعودية شعور الإنجاز وتحقيق الحلم بالقول: "إنه شعورٌ جميل، وأكبر سعادةٍ يمكن أن يحصل عليها أي شخصٍ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالعمل الجاد والإصرار على النجاح وتجاوز كافة الصعوبات".
وأضافت: "في كل مرةٍ أخوض فيها تحدياً ما، أحاول أن تكون تجربتي جديدةً، وأن أحقق فيها رقماً قياسياً لم يسبقني إليه أحدٌ، لذا يمكن وصف تجاربي وأهدافي بالمتجددة، وهذا الأمر يشعرني بالسعادة، إذ أتشرَّف بتمثيل المرأة السعودية، كما أفتخر بأن أكون قدوةً وملهمة للمواهب الجديدة الشابة في عالم السباحة والباحثات عن المغامرة".
القفز المظلي - رازان العجمي
ومن المواهب الشابة التي مثَّلت المرأة السعودية في مجال الطيران والقفز المظلي رازان العجمي التي حققت حلمها بأن تكون من أوائل السعوديات اللاتي يحترفن هذه الرياضة، وتدرَّجت فيها إلى أصبحت مدربةً للقفز المظلي في الطيران الداخلي، واستثمرت الإعلان رسمياً عن يوم العلم بالقيام برحلة قفزٍ مظلي محتضنةً العلم السعودي.
ووصفت رزان تلك القفزة بقولها: "كانت قفزةً جميلةً جداً، بل ومن أفضل القفزات التي نفذتها في حياتي، فالقفز بالعلم السعودي فخرٌ وشرفٌ لأي مظلي ومظلية، وبإذن الله سأمثل وطني في مناسبات أخرى، وسأرفع رايته الحبيبة عالياً".
ولم يتوقف حلم رزان على تحقيق هذه الإنجازات فقط، إذ تسعى إلى الوصول لأحلامٍ كبيرةٍ أخرى، منها إنشاء نادٍ لممارسة هذه الرياضة في السعودية، يكون مقرُّه الرياض.
اقرأ المزيد :اليوم الوطني السعودي 93... السعودية رؤية مملكة حلمها يتحقق