كيف نفرق بين الحب الحقيقي والحب العابر؟

كيف نفرق بين الحب الحقيقي والحب العابر؟
كيف نفرق بين الحب الحقيقي والحب العابر؟

في عالم الحب المثير، حيث المشاعر متدفقة والأحاسيس جياشة والعواطف كالموج العرم، يفقد الإنسان بوصلته الحقيقية لمعرفة حقيقة مشاعره، ويكون من الصعب أحياناً تحديد ما إذا كان ما نشعر به تجاه شخص ما هو إلا افتتان بسيط وحب عابر أم إعجاب حقيقي وحب صادق. في كلتا الحالتين يمكن أن تولد مشاعر حادة، ولكن من المهم أن نفهم الفرق حتى لا نتحمس أكثر من اللازم، أو الأسوأ من ذلك، أن نؤذي أنفسنا. بالسياق التالي سيدتي تعرفك الفرق بين الحب الحقيقي والحب العابر.

الحب العابر والعواطف التي تشتعل وتخبو

في عالم الحب المثير حيث المشاعر متدفقة والأحاسيس جياشة


تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية آمال إسماعيل لسيدتي: الحب العابر هو ذلك الشعور بالسعادة الذي قد ينتابك فيدفعك للابتسام بدون شعور عندما تلتقي بشخص جديد، حيث تجد الفراشات الملونة الناعمة تحلق حولكما بأجنحتها الرائعة تحتضن هذه المشاعر المفاجئة التي تحيط بكما من كل جانب، وتتميز هذه المرحلة الأولية من الحب بالعاطفة المشتعلة والانجذاب الجامح، وتظل هذه الحالة تحيط بك وتتقمصك بمجرد أن تعلم أنك ستلقى هذا الشخص.
وتؤكد آمال أن هذه المرحلة من الافتتان العابر تميل إلى أن تكون سريعة الزوال. فهي مثل الجذوة المشتعلة التي تقابلها الريح، فما تلبث بعد فترة من الوقت أن تخبو وتخفت حتى تتلاشى بما تحتضنه من مشاعر وأحاسيس، حيث ستكتشف أنه ليس لديك الكثير من القواسم المشتركة مع الشخص الآخر كما كنت تعتقد. وعلى الرغم من أنك يمكنك الاستمتاع بهذه المرحلة المؤقتة إلا أنك لا بد أن تنتبه جيداً لموضع قدميك على الأرض ودون وضع خطط طويلة المدى مع هذا الشخص أو آمال تعلم أنها لن تتحقق عاجلاً أم آجلاً.
ويمكنك عبر هذا الرابط التعرف إلى: مراحل الحب بين الزوجين.

الحب الحقيقي عكس الحب العابر

الحب الحقيقي يتجاوز الانجذاب الشكلي لعلاقة أكثر قوة ومتانة


تقول إسماعيل: الحب الحقيقي يتجاوز الانجذاب الشكلي، ويحدث عندما نجد شخصاً تتشارك معه القيم والاهتمامات والأهداف في الحياة، فيكون هناك اتصال عميق على المستوى العاطفي والروحي، مما يجعلك تشعر بأنك وجدت توأم روحك وينتابك ذلك الشعور بالنشوة والسعادة اللامتناهية، والفرح والمرح والبهجة عندما تلتقي حبيبك فتود أن ترسل هذه المشاعر لأرجاء الكون، فيبدو الأمر كما لو أن العالم يتوقف فجأة وتختفي معالمه ولا يتبقى به إلا اثنان فقط أنت وحبيبك.
الحب الحقيقي عكس الافتتان العابر، فإن الإعجاب الحقيقي يستمر بمرور الوقت. فعندما نتعرف إلى هذا الشخص أكثر، ندرك أنه لا يجذبنا شكلاً فقط، بل يكملنا أيضاً في جميع جوانب الحياة. إنه اتصال فريد يملأ المحبين بالسعادة ويدفعهم إلى بناء المستقبل معاً.

الفرق بين الحب العابر والحب الحقيقي

تقول إسماعيل: كل من الحب العابر والحب الحقيقي يمكن أن يجعلنا نشعر بمشاعر شديدة وقوية ومع ذلك، من المهم أن نضع في اعتبارنا أن الحب العابر يميل إلى أن يكون مؤقتاً، في حين أن الحب الحقيقي يستمر بمرور الوقت ولا يتأثر بتحديات ولا توقفه صعوبات بل هو أبدي أزلي يحيا في القلوب ولا ينتهي مهما مر الزمن وتباعدت المسافات.
هل راودك هذا السؤال في يوم من الأيام: هل هناك حب كاذب؟ يمكنك التعرف إلى إجابة السؤال من الرابط: علامات الحب الكاذب كيف تتعرف إليها؟

علامات تساعدك للتعرف إلى الحب إن كان عابراً أم حقيقياً

الحب الحقيقي يستمر بمرور الوقت ولا يتأثر بتحديات ولا توقفه صعوبات
  • عندما تكون العلاقة عابرة تتجاذبها الأنواء والعواصف، وتواجه أي تحديات أو خلافات متكررة، قد تجد صعوبة في التعاطف مع مشاعر بعضكما البعض، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرار الانفصال، على العكس من ذلك، عندما تحب شريكك حقاً، فإنك تشارك في جهد تعاوني للتغلب على العقبات التي قد تنشأ في علاقتكما.
  • العقبات هي جزء متأصل من رحلة أي علاقة طويلة الأمد. وعندما يوجد حب حقيقي، فإن العاطفة الشديدة والعواطف المشتركة تكون بمثابة مصدر للمرونة، مما يمكّنك من التغلب على هذه التحديات بسهولة.
  • الحب الحقيقي لا يدفعك للسيطرة على الطرف الآخر، فأنت تشعر بالأمان معه ولا تقلق أنه سيغادر أو يترك العلاقة بسهولة والذي يخلق توازناً بينكما، فتضعان حدوداً صحية وتنظران لبعضكما على قدم المساواة. في هذا الجو الآمن والموثوق، لن تخافا من فقدان بعضكما، فالرابطة التي تربطكما وثيقة لا تتأثر بأي شيء.
  • عندما تكون في حالة حب حقيقي، وعندما تجد صعوبة في تخصيص الوقت لشريكك قد يكون من السهل الافتراض أن المشاعر وحدها ستحافظ على علاقة صحية، فشريكك سيقدر مشاغلك ولن يثقلك بالأعباء ومع ذلك، فإن الحب الحقيقي سيجعلك تبذل جهداً مستمراً لخلق المزيد من الفرص لقضاء وقت ممتع معاً.
  • عندما تحب شخصاً ما حباً حقيقاً، فإنك تعطي دون توقع أن تأخذ في المقابل. يتعلق الأمر بوضع سعادة شريكك قبل سعادتك والعمل الجاد لجعل يومه مميزاً. فسعادته ستصبح سعادتك وفرحته ستكون هي كل ما يهمك، ومعها ستتضاءل كل الأمور الأخرى.
  • عندما تكون في حالة حب حقيقي مع شخص آخر، ستتعلم بمرور الوقت كيفية تقبل عيوب شريكك، بينما عندما تكون في علاقة حب عابر لن يكون الأمر كذلك ستجد درجة تقبلك لعيوبه أقل بكثير وهو نفس الأمر بالنسبة له، لن تجده متقبلاً كل عيوبك، بل على العكس ستجد انتقادات تلاحقك وأحياناً تضايقك.
  • كل علاقة تشهد أعلى مستوياتها وأدنى مستوياتها. عندما تتضاءل طفرة الحب الأولية، قد تصبح الصراعات والاتهامات أكثر تواتراً. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يمتلكون القوة للتغلب على هذه العواصف هم الذين يمكنهم الصمود.
  • إذا بقيت أنت وشريكك ثابتين في التزامكما بتحديات الحياة، فإن حبكما حقيقي. إنه يدل على الولاء والاستعداد لدعم كل منكما الآخر دون قيد أو شرط. ومع ذلك، فإن الوقوع في الحب لا يضمن تلقائياً مرونة علاقتك، وقد تميل أنت أو شريكك إلى الابتعاد خلال الأوقات الصعبة.

بالنهاية تؤكد إسماعيل أنه لا توجد صيغة سحرية لمعرفة في أي من نوعي الحب الذي سنقع فيه، على أن الاستماع إلى قلوبنا ومراقبة كيفية تطور العلاقة يمكن أن يساعدنا في اكتشاف ما إذا كان مجرد افتتان عابر أم إعجاب حقيقي. حب طويل الأمد، أم حب وقتي عابر.
ويمكنك التعرف إلى المزيد عن الحب الحقيقي عند متابعة الرابط: ما هو الحب والمعنى الحقيقي له ؟