من منا لم يمر بلحظات حيث استحوذ التفكير السلبي علينا ولساعات طوال، كالتفكير في سيناريوهات غير حقيقية لموقف نمر به، الخوف من حدوث مشكلة في أمر لم يحدث بعد وقد لا يحدث من الأساس، أو جلد الذات بسبب طريقة تصرفنا مع أحد الأشخاص حتى وإن كان التصرف هو ردة فعل لإيقاف الأذى بحقنا، كثيرة هي المواقف التي تنبع من التفكير السلبي الذي يولد بدوره وسوسة في الأفكار والخوف من المجهول، وفي بعض الأحيان يستمر هذا الشعور لساعات طوال ما يعطلنا عن القيام بأعمالنا ومهامنا ودراستنا، ولأن إيقاف هذا النوع من التفكير قد يكون خارج إرادتنا، فلا بدّ من تعلّم بعض التقنيات التي تخلصنا منه، وفي هذا المقال تحدثنا الأخصائية سيرين زيادة، مدربة تطوير المهارات والمختصة بالبرمجة اللغوية العصبية NLP والذكاء العاطفي الاجتماعي، عن بعض الخطوات التي تساعدنا في التخلص من أوهام التفكير السلبي ووسوسة الأفكار.
هل يمكنك التحكم بوسوسة الأفكار؟
للإجابة عن هذا السؤال، تطرح الأخصائية سيرين سؤال آخر: "هل يمكنك التحكم بالوقت الذي تأتي به هذه الأفكار؟، بالطبع لا، فهي تتولد بشكل تلقائي وليست منك، كما أنها ليست حقيقية، بل هي تظهر لأنك تخاف من حدوثها وتبعات حدوثها"، ولتبسيط الأمر فلنأخذ مثالاً، كأن تتخيل بأنك لن تنجح في الامتحان القادم، وإن لم تنجح ستحدث مشكلة كبيرة مع الأهل، وقد تتأجل بسبب الرسوب مخططات ترتبط به كالسفر أو خسارة منحة منتظرة، كل هذه وسوسة أفكار، وقد لا تحدث بتاتاً، فإذا لماذا نضيع الوقت في التفكير بها أساساً؟
كيف أتخلص من الوسوسة القهرية والخوف العالي؟
تقول الأخصائية بأن أحد أسباب الوسوسة القهرية والخوف العالي هو عدم انتظام في كيمياء الأعصاب، واحتمالات ظهورها تزداد في بعض الحالات مثل:
- ارتفاع الحديث الذاتي الذي يعزز القلق
- البحث عن الكمال
- الرغبة في السيطرة
- انتقاد النفس
حلول تخفف وسوسة الأفكار
إذا ما هي الحلول لتخفيف الوسوسة القهرية بالتدريح؟ إليك بعض الخطوات:
تمارين أوامر الدماغ Brain Command
هي عبارة عن التمارين أو الأنشطة المصممة لتحسين وظائف الإدراك، الذاكرة، التركيز، أو الصحة العامة للدماغ. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة الألغاز، ألعاب الذاكرة، التأمل، التمارين البدنية التي تعزز صحة الدماغ، أو الأنشطة التي تتحدى القدرات الإدراكية.
تعمل هذه التمارين على مساعدة الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري على تعلم التكيف والاستجابة بشكل مختلف للأفكار والحوافز المتطفلة، تقليل القلق خاصة عند ممارسة التأمل الذهني أو تقنيات الاسترخاء، كما أنها تعزز التركيز وتوفر إلهاءً صحيًا عن الأفكار الوسواسيةز
تحريك شيء من يد لأخرى
كأن يتم حمل زجاجة ماء بلاستيك أو "بندول" في يد من ثم قذفها لليد الأخرى وتكرار هذه الحركة أكثر من مرة، وقد أثبت علمياً بأن هذه الخطوة تخفف من تحفيز الدماغ للخوف ويجعله يركز على الحركة فقط.
الدندنة
تعزز الدندنة من العصب المبهم، ولمن لا يعلم يوجد عصب مُبهَم واحد في كل جانب من جانبي الجسم، يمتد من الجزء الأسفل من الدماغ مروراً بالرقبة ووصولاً إلى الصدر والبطن، وبما أنه يمر عبر الحنجرة والبلعوم في الحلق، فإن الطنين يخلق اهتزازًا يحفزه وعند تنبيهه تنتقل النبضات الكهربائية إلى مناطق في الدماغ، وبهذا يعمل العصب المبهم على تنظيم استجابات التوتر هذه عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ لإبطاء الاستجابة للقلق والخوف.
ومن تمارين الدندنة التي تنصح بها الأخصائية سيرين الدندنة بـ "مممممم، ااااااااه، للللللللل"، عند دندنة هذه الأحرف ستستطيعون التركيز بأمر آخر غير الأفكار الوسواسية.
تخيّل الأفكار على شكل صور
من التمارين التي تخفف من الخوف أيضاً، هي تخيّل الأفكار على شكل صور أو أفلام كرتون مع تغيير هذه الصور بما يريحك كإضافة شيء لها أو حتى تخيل تمزيقها، فمثلاً إن كان الخوف من المرض، يمكن تخيله على شكل صور من ثم تخيل بأنك تمزقها أو تطير بعيداً عنها.
ومع هذا التخيل يمكن الطبطة على الأرجل بشكل تسلسلي.
تقول الأخصائية بأن تأثير هذه التمارين يختلف من شخص لآخر لذلك تفضل أن يتم تطبيقها جميعها للمساعدة في التعامل مع أي نمط تفكير فيه وسوسة قهريه وخوف عالي، تنصح كذلك بالإكثار من الدعاء وعدم السماح للوسوسة أن تؤثر على روتين حياتك لأن الفراغ يعززها بشكل كبير.
والآن اطلعي على 9 تمارين للشباب لشحذ الذاكرة واستعادة التركيز