الصداقة هي واحدة من تلك الجواهر التي تُثري وجودنا، فهي أحد أهم العلاقات الإنسانية بالحياة، فالصديق هو من يشاركك رحلة الحياة بتقلباتها، معه يكون الدعم في الأوقات الصعبة، والمرح في الأوقات السعيدة، حيث يصبح الأصدقاء امتداداً للعائلة وشركاء في المغامرات وآبار عميقة تلقي بها الأسرار، وفي عالم تسود فيه العلاقات السطحية والافتراضية من الضروري أن نفهم الجوهر الحقيقي للصداقة، حتى نتمكن من إيجاد صديق حقيقي لنصطحبه بالحياة، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبير التنمية البشرية نجوان عبدالفتاح لتخبرك عدداً من النصائح الهامة التي تساعدك في إيجاد الأصدقاء الحقيقين.
التكنولوجيا قد تضللنا فلا نجد الأصدقاء الحقيقين
تقول نجوان لسيدتي: في ظل التكنولوجيا التي تحيط بنا من كل مكان وفي ظل العصر الرقمي والفضاءات السيبرانية التي فُرضت علينا حيث تحدد وسائل التواصل الاجتماعي شعبية الشخص وقيمته، أصبح من الأهمية بمكان أن يعرف الإنسان كيفية التمييز بين الصداقات الحقيقية والعلاقات العابرة، حيث يمكن أن تؤثر جودة الصداقات على ذواتنا وقراراتنا ومسار حياتنا، وعلى الرغم من أننا قد نعتقد أننا اخترنا الصديق الأمثل إلا أننا قد لا ننتبه ونجد أنفسنا قد سقطنا في خيبة أمل كبرى بعد أن نكتشف أن بعد سنوات من العلاقة مع هذا الشخص كيف أنه خذلنا وندرك أنه شخص سام، فنعود لنفس الدائرة من الشكوى أننا لا نستطيع العثور على الأصدقاء الحقيقيين.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين كيف تكون الصداقة.. رابطة تحقق رفاه الإنسان
كيف نختار أصدقاء حقيقيين ومثاليين؟
تقول نجوان: هناك عدد من النصائح التي إذا اتبعتها ستتمكن من العثور على الأصدقاء الحقيقيين ومنها:
اكتشف ماهية العلاقة وهل هي تتعلق بالمصلحة أم الاهتمام بك أنت
تقول نجوان: النصيحة الأهم لاختيار أصدقاء أفضل هي الملاحظة ، لا بد أن تلاحظ أصدقاءك بدقة، يقول السياسي والكاتب الإسباني فرانسيسكو دي كيفيدو: "يجب أن يكون الصديق كالدم، الذي يأتي إلى جرحك دون انتظار مناداته"، ولذلك حدد ما إذا كان أصدقاؤك يقتربون منك لأنهم يريدون وضع خطط ومشاركة وقتهم معك لأنهم يهتمون بقضاء الوقت معك ويسعدون بذلك أو على العكس هم يبحثون عنك فقط لأنهم يحتاجون لك أو يريدونك في مصلحة ما، وسوف تكتشف ذلك بطريقة سهلة للغاية، لأنهم عندما يريدون مقابلتك سيكون هناك غرض أو طلب لن يتمكنوا من إخفائه طويلاً".
ابحث عن الأصدقاء في أماكن مختلفة ولا تتعجل
للعثور على الأصدقاء الحقيقيين من المهم أن تنتقل عبر مناطق مختلفة. بهذه الطريقة سوف تتجنب القيود المفروضة على الملفات الشخصية النفسية التي تأتي مع البحث الدائم عن الأشخاص في نفس المكان (مواقع التواصل الاجتماعي) أوبالعمل أو النادي.. فتنوع الأماكن التي تبحث فيها لن يضمن لك المزيد من الخيارات فحسب، بل سيكون عقلك أكثر انفتاحاً وانتباهاً عندما يتعلق الأمر بتحليل ما تحبه وما لا تحبه في الآخرين. إن مقابلة أشخاص مختلفين لن يؤدي إلا إلى إثراء حياتك.
تحدث عن اهتماماتك المشتركة مع أصدقائك
إحدى النصائح الضرورية لاختيار الأصدقاء الحقيقين بشكل أفضل هي التحدث عن اهتماماتنا المشتركة. وعلى الرغم من أننا قد نشعر في البداية بالتعاطف والتقارب مع بعض الأشخاص من خلال حديث سطحي عابر إلا أنه من المستحسن إجراء محادثة أكثر عمقاً يمكن من خلالها أن ندرك إن كنا نتشارك الآراء والأفكار وبعض الهوايات، فالحديث عن اهتماماتنا المشتركة سيسمح لنا بالعثور على أشخاص ذوي تفكير مماثل لنشاركهم وقت فراغنا.
تأكد كيف يعاملون الآخرين
هذه النصيحة مهمة جداً وضرورية. حتى لو كان الشخص يعاملنا بشكل جيد، فهذا لا يعني أنه الشخص المناسب الذي نريد أن تكون لنا صداقة قوية معه، وأنه الشخص الذي يشاركنا نفس قيمنا وأخلاقنا، فمن الضروري أن ننتبه إلى كيفية تعامله مع الآخرين سوا أكانوا أصدقاء آخرين أو حتى عائلته، واعلم أنه لا ينبغي التسامح مع السلوك السيئ من الأصدقاء، حتى لو لم يكن معك.
تحدث معهم في المواضيع الأكثر حساسية
هناك بعض الموضوعات التي من الممكن أن تكون مثيرة للجدل، والتي ستكشف لك الغطاء عن شخصية هؤلاء الأصدقاء فيمكنك من خلالها تناول بعض المواضيع الأكثر حساسية التي يمكن من خلالها معرفة كيف يتفاعل الأصدقاء مع هكذا مواضيع والذي سيوضح لنا طريقة تعاطي الأصدقاء مع هذه الأمور، كما أن تناول المواضيع المثيرة للجدل سيساعدنا أيضاً في قياس درجة التسامح التي يتمتع بها أصدقاؤنا. حتى لو لم يكن لدينا نفس الرأي حول موضوع معين، فمن المهم الاستماع إلى الشخص واحترام اختلاف رأيه.
تأكد أن صديقك يحترمك ويعاملك بشكل جيد
على الرغم من أن هذه النقطة تبدو واضحة، إلا أن الحقيقة هي أن بناء بيئة آمنة ومحترمة بالتعامل أمر هام، فالكثيرون لا يتسامحون مع احتياجات الآخرين أو يكونون قادرين على احترام الحدود الموضوعة لهم، ولهذا السبب من الضروري أن نكون منفتحين على طريقتنا في الوجود وأن نوضح مَن نحن وما نحتاج إليه منذ البداية. ولا ينبغي إهمال الاهتمام بالآخرين، بل ينبغي أن يكون الاهتمام متبادلاً ومتوازناً.
لا تخف من الوحدة
وفي ها السياق تقول خبير التنمية البشرية: على الرغم من أن هذه النصيحة قد تبدو متناقضة، إلا أنها فكرة أساسية عندما يتعلق الأمر بإدخال أصدقاء جدد في حياتك. فإذا كان الخوف هو ما يدفعك إلى أن تصبح صديقاً لشخص ما قلقاً من عدم وجود صحبة، فسوف تسمح لأي شخص بالدخول إلى حياتك، مما يزيد من فرص حدوث خطأ، فإذا ما كنت تريد المضي قدماً نحو الصداقة، فما سيمنحك الهدوء والصبر للتعرف على شخص ما، هو عدم الحاجة إلى هذا الشخص في حياتك. لذلك استمتع بعزلتك، واجعلها ملكك، واتركها تختفي فقط عندما تريد وتجد الشخص المناسب ليكون صديقك الحقيقي.
ونحو المزيد من ذات السياق التالي يمكنك التعرف على: صفات الصديق الحقيقي