مرحلة الدراسة هي مرحلة يتعلم فيها الشباب كثيراً من الأشياء. ليس فقط أكاديمياً ودراسياً، ولكن عملياً أيضاً عندما يخوضون سياقات العمل بشكل مبكر أثناء الدراسة؛ حيث يدرك كثير من الشباب أن هذه المرحلة من الأهمية بمكان؛ نظراً لما يكتسبونه من عادات وخبرات، والذي يوصلهم للنضج الذي يشكّل شخصياتهم للسنوات القادمة. فإذا كنت أحد هؤلاء الشباب ممن يعملون أثناء مرحلة الدراسة وواجهتك كثير من التحديات، على رأسها كيفية تحقيق التوازن بين كلا الأمرين؛ فتابع السياق التالي الذي التقت فيه «سيدتي» مع خبير التنمية البشرية نجوان عبدالفتاح، وتحدثت عن كيفية التعامل مع ضغوط العمل أثناء الدراسة وتحقيق التوازن.
أسباب عمل الشباب أثناء مرحلة الدراسة
تقول نجوان لـ«سيدتي»: يعمد كثير من الشباب للعمل أثناء الدراسة، وهناك من يفعل ذلك لضرورةٍ ما، تتعلق بالشأن الاقتصادي، وآخرون لشغل أنفسهم، وآخرون لاكتساب الخبرة العملية. على أن هناك أيضاً أشخاصاً يعتقدون أنه من الأفضل التركيز بالدراسة وعدم البدء في العمل إلا بعد الانتهاء من كامل التحصيل العلمي والدراسي والحصول على الشهادة الأكاديمية؛ حيث يعتقدون أنها اللبنة الأساسية في صرح نجاحهم وتقدُّمهم عملياً ومهنياً، والتصريح الرسمي المعتمد والقانوني لهم بممارسة المهنة. على أننا لا يمكن أن ننكر أن هناك إيجابيات وسلبيات للعمل أثناء الدراسة، والأمر يكون متروكاً على مصراعيه لكل فرد لكي يتخذ القرار الذي يناسب ظروفه واحتياجاته.
مميزات العمل أثناء الدراسة
تقول نجوان: هناك العديد من المميزات للعمل أثناء الدراسة، ومنها:
- الميزة الأولى للعمل أثناء الدراسة هي الدخل. كما قلنا من قبلُ، هناك أشخاص، بسبب احتياجاتهم الشخصية، ليس لديهم خيار سوى العمل أثناء الدراسة لتغطية نفقاتهم.
- خبرة العمل المكتسبة: فهناك العديد من المهن والوظائف التي يكون فيها التعلُّم العملي أمراً ضرورياً، وكلما بدأ الطالب في حياته العملية والتطور مبكراً، كان ذلك أفضل.
- إذا كان الطالب أثناء دراسته في الجامعة أو عندما يكون بدورة تدريبية؛ فمن المحتمل أن يستفيد بشكل أفضل؛ فهو سيرى ويعيش ويتعايش بطريقة عملية مع كلّ ما يتعلمه؛ مما يجعله قادراً على تجربته بطريقة أكثر واقعية.
- سيتمكن الطالب من التعرُّف إلى من ينافسونه بالمهنة، ويدرك كيفية التعامل معهم؛ بل والتفوق عليهم.
- يضيف العمل أثناء الدراسة خبرة مميزة تمكن إضافتها للسيرة الذاتية؛ مما يجعل الملف الشخصي أكثر جاذبية للقائمين بالتوظيف.
- العمل أثناء الدراسة يُكسب الشاب نضجاً وخبرة حياتية مهمة جداً؛ فهو يفتح عينيك على ما ستواجهه عاجلاً وليس آجلاً.
- يعلّم العمل أثناء الدراسة الشخص أن يكون أكثر فعالية وواقعية؛ حيث يعطيه تصوراً أكثر واقعية للمال، وتكاليف الحياة، وبالطبع تنظيم الوقت؛ مما يمكّن الشاب من تحقيق الأهداف المرجوّة في كلٍّ من العمل والدراسة.
نحو المزيد من ذات السياق يمكنكِ التعرُّف إلى فوائد العمل أثناء الدراسة الجامعية
عيوب العمل أثناء الدراسة
تقول نجوان: إذا كان العمل أثناء الدراسة يمكن أن يجلب العديد من الفوائد، إلا أننا يجب علينا أن نضع في الاعتبار، أن هناك جوانب أخرى ليست إيجابية.
- ستكون قدرة الشاب على الدراسة أقل، وهذا لا يشير إلى الوقت فقط؛ بل إلى الطاقات التي ستبذلها للتكيُّف والمواءمة؛ خاصة وقت الامتحانات؛ فالطاقة التي سيحتاجها الشخص لمواجهة التحديات الأكاديمية ستكون كبيرة.
- الوظائف ليست دائماً كما يتخيل المرء. وهذا لسوء الحظ؛ فهناك وظائف تتطلب من الناحية العملية أكثر بكثير مما تتطلبه من الناحية النظرية، ومن ثَم سيكون عليك أن تكون مستعداً للمفاجآت غير السارة المحتملة، من حيث الجُهد والساعات الإضافية المخصصة.
- خطر نسيان أنك طالب وأن أولويتك يجب أن تكون الدراسة؛ فهناك أوقات تظهر فيها أمامنا وظيفة جيدة، وترى إمكانية كسب مبالغ مالية قد تكون مغرية؛ مما قد يدفعك للتخلي عن الدراسة أو حتى تأجيلها.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: كيفية التوازن بين العمل والحياة العائلية؟
تحقيق التوازن بين العمل والدراسة أمرٌ ضروري للنجاح
تقول نجوان: قد يكون تحقيق التوازن بين العمل والمدرسة مهمة صعبة؛ خاصة عندما تحاول تطوير إمكاناتك الكاملة في كلا المجالين. ومع ذلك؛ فإن تحقيق التوازن الإنتاجي بين العمل والدراسة أمرٌ ضروري للنجاح. وللتعامل مع ضغوط العمل والدراسة، هناك بعض النصائح.
حدد أولويات مهامك
لا بد من تحديد أولويات المهام وترتيبها من دون فقدان أيّ شيء على طول الطريق. يتيح لك هذا النهج التركيز على المهام الأكثر أهمية؛ مما يؤدي إلى إنتاجية أكبر ونتائج أفضل.
لتحديد أولويات المهام، ابدأ بإعداد قائمة بجميع المهام التي تحتاج إلى إكمالها (سواء بالعمل أو الدرسة). بعد ذلك، حدد ما هو الأكثر أهمية والذي يجب إكماله أولاً.
استخدام التقويم أو جدول الأعمال
يتيح لك التقويم أو المخطط، تنظيم وقتك بفعالية، والتأكد من تخصيص وقت كافٍ للعمل والدراسة.
لاستخدام التقويم أو المخطط، ابدأ بتخصيص وقت لأهم مهامك. ثم حدد وقتاً لممارسة الأنشطة الأخرى؛ خاصة ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي والاسترخاء. فقط تأكد من ترك بعض وقت الفراغ في جدولك للتعامل مع المهام أو حالات الطوارئ غير المتوقَّعة.
خذ فترات راحة واسترح
عندما تعمل أو تدرس باستمرار؛ فمن السهل أن تشعر بالتعب والإرهاق في مرحلة معينة. يتيح لك أخذ فترات راحة والراحة إعادة شحن بطارياتك، والحفاظ على مستويات الطاقة لديك؛ مما يؤدي إلى نتائج أفضل. ولا تنس أن تحصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة؛ حتى تشعر بالراحة والنشاط لليوم التالي.
تجنب تعدد المهام
يعَد تعدد المهام خطأً شائعاً يرتكبه الكثير من الأشخاص عند محاولة الجمع بين العمل والدراسة. ومع ذلك؛ فإن تعدد المهام غير فعال، ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة مستويات التوتر.
لتجنب تعدد المهام، ركّز على إكمال مهمة واحدة في كل مرة. أنت لست روبوتاً، وستكون أكثر كفاءة من خلال التركيز على شيء واحد فقط بنسبة 100%.
قلل عوامل التشتت
يعَد الإبقاء على التنظيم، وتقليل عوامل التشتُّت، أمراً ضرورياً لتحقيق توازن إنتاجي بين العمل والدراسة. عندما تكون منظماً، يمكنك بسهولة العثور على ما تحتاجه؛ مما يقلل من مستويات التوتر.
اطلب الدعم من الآخرين
إن طلب الدعم من الآخرين هو أمرٌ لا يقدّر بثمن، ولكنه ضروري للغاية. عندما تحصل على دعم الآخرين، يمكنك تفويض المهام أو طلب المساعدة عندما تحتاج إليها. لا تقلل أبداً من أهمية الحصول على دعم خارجي سواء في عملك أو دراستك.
قد ترغبين في التعرُّف أكثر إلى ذات السياق إذاً تابعي الرابط: كيفية تنظيم الوقت بين العمل والدراسة