تُعد الشخصية الانطوائية والشخصية الاجتماعية أحد أشهر أنماط الشخصيات الإنسانية، ولا يمكن الجزم بأن إحداهما أفضل من الأخرى، فبالرغم من وجود العديد من نقاط التشابه بين هاتين الشخصيتين إلا أن هناك الكثير من الفروقات الواضحة، فالاجتماعيون محبوبون ومقبولون اجتماعياً؛ لأن لديهم القدرة على الحديث دون ملل ولا كلل، ووجودهم بين الناس يمنحهم الطاقة التي يحتاجونها لمتابعة حياتهم، والانطوائية تعتمد على الشحن من العالم الداخلي ولا تحتاج العالم الخارجي، لذا يسعى الانطوائي دوماً للنشاطات الفردية، ولا يهمه العالم الخارجي كثيراً.
الشخصية الاجتماعية ليست أفضل من الانطوائية
تقول دكتورة إيمان خضير، استشاري العلاقات الإنسانية لـ "سيدتي": لا يمكن القول بأن الشخصية الاجتماعية أفضل من الانطوائية أو العكس بشكل عام، فبعض الأفراد يرون بأن الشخصية الاجتماعية مفيدة وممتعة، بينما يفضل البعض الآخر الانطوائية، لأنها تتيح لهم الاسترخاء والتأمل والتفكير بشكل أفضل، ورغم أن الشخصية الانطوائية والشخصية الاجتماعية تبدوان على نقيض، إلا أن أغلب الشخصيات تقع في المساحة المشتركة بينهما، فقد تجد لديك بعض صفات من الشخصية الانطوائية والشخصية الاجتماعية معاً، وهو أمر طبيعي، وتلعب قوة الشخصية دوراً كبيراً في تكوين العلاقات الاجتماعية، وقد تجد الشخص اجتماعي الشخصية، محط أنظار الجميع ويؤثر في الكثير، والجميع يرغب في صحبته، وبالمقابل تجد ضعيف الشخصية، انطوائياً منعزلاً، يخاف من المواجهة، يكاد يكون غير مرئي لمن حوله.
تعريف الشخصية الاجتماعية
أصحاب هذه الشخصية، هم أولئك الأشخاص الذين يستمدون الطاقة بالتفاعل مع الناس الآخرين والتواصل معهم، وتُسلّط عليهم الأضواء في كلّ مناسبة اجتماعية تقريباً، وتلك الشخصيّة التي يستمتِع صاحِبها بالتواجُد قُرب الناس والتّفاعُل معهم، وحُضور المُناسبات المُختلفة، ويُفضّل أنْ يبقى بصُحبة الآخرين على الاختلاء بنفسه، ويَتمتّعُ الشخصُ الاجتماعيّ بكاريزما وشخصية مميّزة تجعلُ الجميع يرغبون بتواجُده بينَهم، ويحبّون الاستماعَ إلى حديثهِ، وهم في الغالب أناس ودودون يحبّون التعامل مع الآخرين ويتمتّعون في معظم الأحيان بمهارات قيادية مميزة، تجعل منهم قياديين ناجحين، ويحبون الاهتمام والتكلم كثيراً والتعرف إلى أصدقاء جدد، كما أنهم يتصفون بالحماس والنشاط والإيجابية.
وإذا تابعتِ السياق التالي ستتعرفين إلى: كيف تصبحين شخصية اجتماعية ومحبوبة؟
تعريف الشخصية الانطوائية
الشخصية الانطوائية هي نوع من الشخصيات التي يشعر أصحابها بعدم الراحة في العلاقات الاجتماعية والمواقف التي تشمل تجمعات من الناس، والشخص الانطوائي هو شخص يشعر براحة أكبر في التركيز على مشاعره وأفكاره الداخلية، بدلاً من التركيز على ما يحدث خارجياً، فهو يستمتع بقضاء الوقت مع شخص واحد أو شخصين فقط، بدلاً من المجموعات الكبيرة، حيث يستمدون الطاقة بالانعزال عن الناس الآخرين، وينشطون عندما يكونون بمفردهم أو بالقرب من صديق قريب، وغالباً ما يُساء فهم تصرفات الانطوائية على أنها خجل أو رهاب اجتماعي، ولكن ما لا يعرفة الناس أن الانطوائيين اجتماعيون جداً ولكن في حدود الدائرة الضيقة والتي فيها أشخاص معدودون.
ونحو المزيد عن الشخصية الانطوائية يمكنك الولوج للرابط التالي للتعرف على صفات الشخصية الانطوائية
الفرق بين الشخص الاجتماعي والانطوائي من حيث السمات والسلوكيات
عندما تسمع كلمة انطوائي، قد تُفكر في شخص خجول أو هادئ ويفضل أن يكون بمفرده، أما الشخص الاجتماعي فهو إنسان ذو كاريزما ومحبوب ومفعم بالحيوية والنشاط، في حين أن هذا قد يكون صحيحاً إلا أن هناك الكثير من الفروقات بين كلتا الشخصيتين.
-
الفروقات الإيجابية
حسن الإنصات
الانطوائيون بارعون بشكل طبيعي عندما يتعلق الأمر بالإنصات الفعال، فالشخص الانطوائي يمكن أن يكون الصديق أو القريب لك في كل الأحوال، فيمكنك الاعتماد عليه عندما تكون غاضباً أو سعيداً، فهو قادر على الاستماع إلى شكواك مهما كانت طويلة وأن يقف بجانبك مهما كانت صعوبة الأمر، أما الشخص الاجتماعي فيميل أكثر إلى الدخول في الأحاديث وفهم الموضوع بتفاصيله، قبل معالجة ما قاله الشخص الآخر بشكل كامل وتفاعلي.
التفاعل مع زملاء العمل
يمكن أن يكون مكان العمل بيئةً تنافسيةً ويحاول الجميع الوصول لأهدافهم الخاصة ومع ذلك، فالشخص الاجتماعي بذكائه يستطيع بمهاراته الاجتماعية، في بناء علاقة جيدة، مع أصدقاء وزملاء العمل، أما الشخص الانطوائي فهو ليست لديه القدرة على إقامة علاقات ثابته مع زملائه في العمل.
المشاركة الاجتماعية
يستطيع الشخص ذو الشخصية الاجتماعية التفاعل مع الآخرين بسهولة واستمتاع، من خلال التواصل الاجتماعي وإقامة علاقات وثيقة مع العديد من الآخرين، ولكن الانطوائي وجوده بمفرده أكثر طموحاته، ووجوده بمفرده ليس دليلاً أكيداً على اكتئابه، بل تدل على قبول الذات والنمو الشخصي، كما أن هذه الفترة من عزلته تعطيه المزيد من الإبداع الروحي والتفكير الذاتي النقدي ككثير من الكتاب والفنانين، لذلك حتى الشخص الاجتماعي فهو في احتياج لقضاء بعض الوقت بمفرده.
صياغة الأفكار
الشخص الاجتماعي لا يخشى إظهار نفسه كما هو، فهم لا يختبئون وراء قناع لإخفاء آرائه أو مشاعره، لا يمكن للشخص الاجتماعي أن يكون عقلانياً للغاية، بل يظهر سماته العاطفية والتعاطفية للآخرين دائماً، ولكن الشخص الانطوائي نجده شديد التحليل، ويسعي للتفكير قبل التحدث أو فعل أي شيء، وهذا ما يُقلل من إمكانياته الاجتماعية، كما أن الشخص الانطوائي نجده يختار كلماته بدقه، فهو يتحدث فقط عندما يكون لديه ما يقوله، وقد يستغرق الانطوائي الكثير من الجهد والوقت لترتيب أفكاره قبل التحدث بها، ولكن نجده أكثر فاعلية على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنه أقل عرضة لردود الفعل المفاجئة من الشخص الاجتماعي.
وبالسياق التالي يمكنك تحديداً التعرف إلى: صفات المرأة الانطوائية وكيفية التعامل معها؟
أسلوب القيادة
ذو الشخصية الانطوائية دائماً ما يعالج المعلومات بشكل بطيء ومدروس عن الشخص الاجتماعي، فنجد أن القائد الانطوائي يجمع المزيد من المعلومات بتركيز شديد عن مرؤوسيه، من أجل تعلم مهاراتهم وشغفهم ونقاط قوتهم، حتى يستطيع مساعدة كل عضو في فريقه ليكون أكثر كفاءة في العمل.
امتلاك قوة الملاحظة
يمتلك الانطوائي قوة الملاحظة والتركيز لديه، فهو يلاحظ أشياءً قد لا يلاحظها الشخص الاجتماعي أثناء الحديث، ويستطيع معالجتها بصوت مرتفع، رغماً من هدوئه أثناء الاجتماع، إلى جانب أن الانطوائي يستخدم طبيعته في قوة الملاحظة لقراءة أفكار من حوله، كلغة الجسد وتعبيرات الوجه، مما يجعله أفضل في التواصل بين الأشخاص من الشخص الاجتماعي.
اختيار الأصدقاء
قد يشعر ذو الشخصية الانطوائية بفرط طاقته من خلال تواجده حول أشخاص آخرين، على خلاف الشخص الاجتماعي، الذي يكتسب طاقته، من خلال تواجده مع الآخرين، فنجد الانطوائي يكون لديه القليل من الأصدقاء ويستطيع اختيار أصدقائه بحكمة، بخلاف الشخص الاجتماعي الذي تزداد أعداد أصدقائه باستمرار.
فترات الراحة
يمكن للانطوائيين تحمل الاستيقاظ لفترات طويلة، ومقاومة النوم رغم الجهد المبذول في العمل، فالانطوائيون أكثر يقظةً من الاجتماعيين، قد يكون السبب في ذلك هو أن الانطوائيين يتمتعون بقدرة على التحمل أكثر من الاجتماعيين، وفي المقابل فإن الاجتماعيين عرضة لفقدان النوم بعد التفاعل مع العديد من الأشخاص أثناء النهار.
-
الفروقات السلبية
رغم الاختلاف بين الشخص الاجتماعي والانطوائي من حيث الصفات الإيجابية إلا أن هناك أيضاً فرقاً بين "الفروقات السلبية" لهاتين الشخصيتين.
سلبيات الشخص الانطوائي
- الانسحاب والتقوقع في منطقة الراحة الخاصة به بعيداً عن الآخرين.
- صعوبة أكبر في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الشخص الانطوائي يُخفي مشاعره مما يؤثر عليه بشكل سلبي جداً ويصيبه بالغضب و الحزن الداخلي.
- يصعب اندماجه مع المجموعات، وهذا يجعل من الصعب الانتباه عليه.
- يحاول بجهد كبير من أجل توسيع شبكة علاقاته الاجتماعية.
- الشعور بعدم الراحة تجاه أداء أعماله الصالحة، خاصة في مكان العمل.
- غالباً ما يتم تصنيف الشخص الانطوائي على أنه شخص متشائم وغريب الأطوار ومغرور.
- يقع ضحية لجلد الذات، حيث إنه ينسى جميع الإنجازات و الأشياء الإيجابية التي فعلها ويركز على السلبيات.
وإذا كانت هذه سلبيات الشخصية الانطوائية فمن قال بأن أصحابها ليسوا سعداء؟
سلبيات الشخص الاجتماعي
- على الرغم من أن الشخص الاجتماعي قد يكون لديه الكثير من العلاقات والأصدقاء، إلا أن هذه العلاقات قد تبدو غير ثابتة وهشة، وذلك لتعدد علاقاته بالآخرين.
- تقل مهارة استماعه للآخرين وأحياناً بمشاركة أفكاره ومشاعره لدرجة أنه قد يتوقف حبه الشديد في الاستماع بالتعامل للآخرين، فلديه العديد من الروابط السطحية.
- لديه نشاط وحيوية زائدة عن اللازم، وقد تكون مرهقة لمن حوله، فهو نشيطٌ دائماً، ويصعب عليه فهم أن الآخرين بحاجة إلى لحظات الهدوء والسكينة.
- لا يعرف كيف يكون بمفرده فهو لا يحب أن يشعر بالوحدة، لأنها تجعله متوتراً، ويحاول الابتعاد عن الوحدة التي تحدث طوال اليوم.
يمكنك بالسياق التالي التعرف إلى: كيفية التعامل مع إقصاء زوجك لك في العلاقات الاجتماعية
دراسات حالة وأمثلة توضح تأثير الشخصية الانطوائية والاجتماعية على العلاقات والسلوكيات الشخصية
- الشخص الانطوائي هو الشخص المنعزل على نفسه في عمليات الاتصال المباشر ولكنه يتصف بنوع من أنواع الخوف المرضي، فيمكنه أن يتم عملية الاتصال بشكل غير مباشر عن طريق وسائل اتصالات حديثة كمواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكون متميزاً أكثر من الشخص الاجتماعي فى هذا الشكل من الاتصال، فالشخص الاجتماعي يميل إلى التواصل البشري أو المباشر أكثر من التواصل الوهمي من طرق الاتصال الحديث.
- الأشخاص الانطوائيون بعيدون عن التواصل وجهاً لوجه، حيث يشعرون أنهم مراقبون في الكلام أو الحركات أو الإيماءات، ومن ثمّ فالبعض منهم لا يُحب أو لايرتاح للتواصل البصري، فيلجأ لمواقع التواصل حيث يركز الشخص على الكتابة ويسترسل فيها بأريحية.
- الشخصية الانطوائية تكون أكثر تحفظاً وأقل صراحةً في وجود مجموعة من الأشخاص، وتستمتع بالنشاطات الفردية، مثل القراءة والكتابة واستخدام الحاسوب وصيد السمك والتخييم والنشاطات العلمية والفنية، بل إنه من الشائع أن يكون الفنانون والعلماء والمخترعون والمؤلفون والأدباء ذوي شخصية انطوائية.
- أما الشخصية الاجتماعية فتتألف من مزيج فريد من الصفات والقيم التي تُساهم في إثراء الحياة الاجتماعية، وبناء علاقات متوازنة وإيجابية مع الآخرين، وتؤثر الشخصية الاجتماعية في نمو الفرد وسلوكه وتعامله مع الآخرين، فالأفراد ذوو الشخصية الاجتماعية القوية يميلون إلى التفاعل مع الآخرين بطرق إيجابية، حيث يتمتعون بمهارات اجتماعية متقدمة تُعزز العلاقات، مثل القدرة على التواصل الفعال والتعاون وحل المشكلات بشكل مشترك.
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى: كيف تصبح اجتماعياً
طرق التعامل مع الشخصية الانطوائية
التعامل مع الشخص الانطوائي وتكوين علاقات معه يستدعي أولاً فهم طبيعته وطريقة تفكيره المختلفة، حتى يتم إيجاد الأساليب المناسبة للتعامل معه والتي تتضمن:
- التعرف عليهم جيداً فاستماعهم يغلب كلامهم.
- ينتبهون إلى التفاصيل.
- منظمون ويحبون إكمال مهامهم دون ضجة، ولا يتفاعلون مع الغرباء.
- لا يحب الانطوائيون أن تقاطعهم وأن تسمعهم بنشاط وحيوية، بمعنى أن تومئ برأسك أو تدون حتى الملاحظات أوغيرها من علامات الاستماع الفعال.
- يحب الاجتماعيون التفكير بصوت عالٍ، لكن ذلك قد يُربك الانطوائي ما لم يكن كلامك محسوباً، وبالتالي التفكير فيما ستقوله لهم يجعلهم أكثر انسجاماً معك، ويصلون معك إلى الاستنتاجات التي تريد دون ما يبدو الموقف غريباً.
- احترم حاجتهم للخصوصية، عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل الشخصية، احترم رغبة الشخص الانطوائي في الخصوصية، فالانطوائي قد يكون منزعجاً في مكتب مفتوح، وينزعج أكثر لو انخرطت معه في محادثة على الملأ، خصوصاً لو كان فيها لوم، لذا قم بدعوته إلى مكان هادئ وخاص فيه وسيتفاعلون معك بشكل كامل.
- اختر الأماكن الملهمة والهادئة، عند التعامل مع الشخصية الانطوائية حاول البعد كل البعد عن المشتتات، فبينما يستطيع الشخص الاجتماعي أن يوزع انتباهه على الناس والأشياء، يكره الانطوائي ما يقطع اتصاله بمن معه؛ لأن سلسلة أفكاره تسير على مسار واحد، وأي انقطاع يفصله عنك تماماً.
- لا تطالبه برد سريع أو تفاجئه، فالانطوائيون لا يحبون التوقف المؤقت فحسب، بل يحبون أخذ وقت للتحليل، يسمعون ما تقوله ويذهبون بعيداً ويبحثون عن معناه، لذا إذا كان هناك حاجة إلى قرار أو رأي، فقد يكون من الصعب عليهم الوصول إليه دون وقت مستقطع للمعالجة، لذا حاول أن تطلب منهم أخذ وقت للتفكير في الأمر والعودة للنقاش مرة أخرى في هذا الأمر معهم.
ونحو المزيد يمكنك التعرف إلى كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي
طرق التعامل مع الشخصية الاجتماعية
أصحاب هذة الشخصية متفائلون، مبتسمون، وهم رواد المجتمع في كثير من المجالات، ويتميز الاجتماعي بأن لديه ابتسامة عفوية، وتميل إلى التحدث معه، متواضع، مرن، لين وينتقي عباراته، متعدد الاهتمامات ويحب العمل الجماعي، إلى جانب أنه يميل إلى مشاركة الآخرين مشاعره وأفكاره المختلفة، وتتميز هذه الشخصية بالتفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، وتحب الشخصية الاجتماعية العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين.
- يحتاج الشخص الاجتماعي إلى الاهتمام والاعتراف بمشاركاته ومساهمته في الفريق.
- يمكن تحفيز الشخص الاجتماعي عن طريق الشكر والتقدير وتشجيعه للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- مستعد للتفاعل الاجتماعي، ومنفتح على الأفكار الجديدة.
- إيجابي ومرح، فالنجاح في التعامل مع الشخصية الاجتماعية يتوقف في بعض الأحيان على ذكر إيجابيات تلك الشخصية، مثل إبداء الإعجاب بالشكل أو بطريقة التحدث، فيما يعد توجيه الإهانة لأصحاب تلك الشخصية أو الظهور بصورة غير جيدة أو ناجحة، بمثابة أسهل طرق قطع العلاقة مع هؤلاء الأشخاص الاجتماعيين بالفطرة.
- التعامل مع أصحاب الشخصية الاجتماعية سهل وبسيط، وذلك ببساطة لأنهم محبوبون وتلقائيون.
- في كثير من الأحيان دون قصد يتطفل على عالمك، وهنا يأتي دورك في وضع الحدود لحياتك، لكن دون أن تؤذي مشاعره.
وإذا أردتِ المزيد عن الشخص الاجتماعي فتابعي السياق التالي لتتعرفي إلى: مميزات الشخص الناجح اجتماعياً
الدور المجتمعي والثقافي في تشكيل الشخصية الاجتماعية والانطوائية
إن أغلب سلوكيات الناس هي مكتسبة من البيئة الاجتماعية، والانطواء يخضع لهذه القاعدة فهو يُكتسب إما من الأسرة التي هي انطوائية؛ لأنها تمارس نشاطها في حدود منزلها الصغير، ولا تطمح بل ترفض الدخول في علاقات وممارسات مجتمعية، ومن هنا ينشأ الطفل انطوائياً بالتقليد، وإما أن يكون الإنسان وصل إلى مرحلة من النضج والتعب من المجتمع، ومن بعض قيمه وعاداته غير السليمة، والتي يرفضها ويرفض الانصياع لها؛ لأنها لا تنسجم مع توجهاته واهتماماته التي يضعها لنفسه، مما يضطره إلى الانعزال بنفسه طلباً للراحة النفسية وابتعاداً عن منغصات الحياة والبشر، ويمكن أن تؤثر الثقافة على سلوك الإنسان وتحدد كيفية تفاعله مع العالم الخارجي، وما يعتبر مقبولاً أوغير مقبول من السلوك والتصرفات، وفي العديد من المجالات مثل العمل والتعليم والصحة والدين والعلاقات الاجتماعية والسلوك السياسي والمشاركة المجتمعية، وبشكل عام، يمكن القول إن الثقافة تشكل نظاماً من الرموز والمعاني والأنماط السلوكية، وتؤثر بشكل كبير على سلوك الإنسان وتوجهه في الحياة والثقافة، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، وتؤدي إلى تشكيل الشخصية وتوجيه السلوك والتصرفات، ويمكن أن تكون هذه التأثيرات إيجابيةً، مثل تشجيع الأخلاق الحميدة والتعاون والتسامح، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، ويمكن أن تكون التأثيرات سلبيةً، مثل تعزيز العنف والتطرف والتمييز والتعصب، وتشجيع السلوك غير الأخلاقي والأناني.
عملية التنشئة الاجتماعية هي عملية تعلم وتعليم وتربية وتقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف إلى اكتساب الفرد "طفلاً، فمراهقاً، فراشداً، فشيخاً" سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها، وتكسبه الطابع الاجتماعي، وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية، إلى جانب الوراثة والبيئة (التربية) عاملان يتصارعان من أجل ترك بصماتهما على شخصية الإنسان، سواء كان اجتماعياً أو انطوائياً، إلى جانب أن الفرد له الدور الأكبر في تكوين شخصيته وصقلها، وجعلها بالشكل الذي يبتغيه لكون كل فرد لديه صفات ذاتية وصفات مكتسبة، إضافة إلى عوامل كثيرة تساهم في تكوين شخصية الفرد وتحيط به، من أصدقاء والمحيط الأسري.
إستراتيجيات التعامل مع التحديات والصعوبات التي تنشأ من التناقضات الشخصية
تقول الدكتورة إيمان خضير: إن معظم مشاكل حياتنا هي مشاعرنا وعلاقتنا بالآخرين، فهي مليئة بالتناقض في النفس وفي الكلام، فأحياناً نشعر بالسعادة وأحياناً نشعر بالحزن، وأحياناً نشعر بالانطلاق وأحياناً يكون الانطواء والانعزال أسلوبنا، واليوم هذا الشخص صديق لنا، وغداً يصبح عدواً لنا، فالتناقض صفة متأصلة في شخصية الإنسان، فهي في جوهر وصميم شخصيته، فالوئام، والتناقض، والتصالح صفات مكونة لشخصيته، وخطورة التناقض تكمن بعدم قدرة الإنسان على الانسجام الذي قد يقود الشخصية الإنسانية في حالاتها القصوى إلى الانفصام أو تتحول إلى أداة لتدمير شخصيته بكثرة العتاب والملامة، والتناقض الذاتي ما بين القول والفعل ظاهرة أصبحت جزءاً من واقعنا الاجتماعي نتعايش معه بأية طريقة كانت، وهو ما يدل على غياب التناغم داخل الانسان، وهذه ظاهرة نفسية ولها أبعاد اجتماعية، خصوصاً أن سلوك الإنسان يعكس فكره الشخصي.
بحسب موقع .simplypsychology.org يرى عالم النفس السويسري كارل جوستاف يونج أن "الانطواء والانفتاح ليسا بمتناقضين"، وقد ربط يونج الانبساط بالميول الهستيرية، بينما ربط الانطواء بالاكتئاب والقلق، وهذا التناقض هو الذي يقوم عليه تمييزه بين أنماط الشخصية، في سياق الشخصية، وعندما يستعمل الناس كلمة "المنفتح" أو المنبسط" فإنهم يعنون الشخصية الاجتماعية الأنيسة الجازمة التي تسعى وراء الأشياء الظاهرة المثيرة، بينما تُستعمل كلمة "المنطوي" لتعني الشخصية الاستبطانية الهادئة غير الاجتماعية، ليست بالضرورة منعزلة، ولكن لها عدد قليل من الأصدقاء، ولا ينتج هذا من صعوبات اجتماعية لدى الشخص المقصود بل من تفضيله الاجتماعي؛ فقد لا يكون خجولاً ولكنه يفضل نشاطاً اجتماعياً، ويري أنه إذا زاد انطواء الشخص قل انفتاحه، والعكس صحيح وقد ابتكر منظوراً مختلفاً، وهو أن كل شخص لديه جانب انطوائي وانبساطي، ويكون جانب منهما أقوى من الثاني فيغلب عليه، وعوضاً عن التركيز على جانب التواصل والعلاقات بين الأشخاص عرّف يونج الانطواء بأنه "نوع من السلوك يتميز بالتوجيه في الحياة من خلال محتويات نفسية شخصانية" (أي أن الشخص يكون مركزاً على نشاطه النفسي الداخلي)، بينما عرف الانبساط بأنه "نوع من السلوك يتسم بتركيز الاهتمام على الأشياء الخارجية" (أي أن الشخص يصب تركيزه على العالم من حوله).
ومعظم الناس تظن خطأً أن الانطوائية تعني عدم القدرة على التعامل الاجتماعي بشكل سهل، ولكن هذا ليس إلا إشاعة ظالمة؛ لأن الانطوائية أكبر من هذا بكثير فهي اختلاف في التفكير والتصرف والرغبات وغيره، فهناك عوامل يجب أن تأخذها في الاعتبار وهي العوامل الوراثية التي لا يمكن أن تتحكم بها أو تتخلض منها والخبرات الحياتية والتربية وغيره من الأشياء التي تؤثر بشكل كبير على الشخصية.
في السياق التالي يمكن أن تتعرف إلى: أسباب فشل العلاقات الاجتماعية
لا تتخلص من سماتك بل استغل شخصيتك
تقول د. إيمان خضير إنه ينبغي ألا تغير أو تتخلص من سماتك بل ابحث عن مجالات لاستغلال شخصيتك بها استغلالاً أمثل، فليس علينا كلنا على اختلافاتنا أن نصادق ونتعامل مع الناس ونكون مرحين ومحبوبين على الدوام، فالانطوائي يفضل قراءة الكتب عن الأصدقاء وليس هذا لأنه "معقد أو مجنون" بل لأن هذه طبيعته التي خُلق بها، فالشخصية تنضج وتتطور بشكل ملحوظ على مدار سنين طويلة حتى أن هناك رأياً قوياً يدعم أن الشخصية تتكون بشكل كامل في الثلاثينيات أو ربما حتى الأربعينيات من العمر، ولكن بالتأكيد لن تتغير سماتها بالكامل، ولكن لا بد من اتباع بعض الطرق:
بعض الطرق للتعامل مع التحديات والصعوبات التي تنشأ من التناقضات الشخصية
- إن كل ما عليك أن تفعله هو أن تتخلى عن استعداداتك للانطواء والانعزال عن الآخرين.
- قم بمراقبة الأشخاص المنفتحة أي الاجتماعيين من حولك، ولاحظ كيف تختلف سماتهم الشخصية، وكيف يسعون جاهدين في مجالات مختلفة، بالتأكيد ستجد أن بعضهم يحتل المرتبة الأولى وسط التجمعات سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وأن البعض الآخر قد تنقصه الجرأة في بعض المواقف.
- قم بمحاكاة من راقبتهم مسبقاً، ويجب عليك اختيار من تريد التواصل معهم بعناية.
- يجب أن تعزز من ثقتك بنفسك حتى تستطيع أن تكسر حواجز الانعزال والانطوائية بنجاح.
- ضرورة الاطلاع على الأحداث الحالية في هذه الأوقات، حتى تستطيع أن تفتح حوارات ومواضيع مع الآخرين وتناقشهم.
- يمكنك تجربة الاندماج وسط مجموعة مختلفة كالانضمام لمجموعة تشاركك نفس اهتماماك في أحد الأندية.
- تجنب كثرة الحديث بشكل مفرط والخوض في التفاصيل المملة وخير الكلام ماقل ودل.
- حاول إدخال جو المرح على المتلقين كإلقاء بعض النكات أثناء الحوارات وتجنب السخرية منهم.
- تجنب كثرة الضحك والمبالغة في ذلك حتى لا يُستهان بك واكتفِ بالابتسامة.
- إعطاء الفرص في الحديث وعدم المقاطعة وشارك ولو بالقليل ولا تخف ولا تخجل.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: أسرار الكاريزما والجاذبية..اكتشفيها لعلاقات اجتماعية رائعة