لا أحدَ يتخيل كيف يمكن أن تجرح الكلمة القاسية أو النظرة أو الطُرفة التي قد تنطلق من أفواهنا من دون قصد، لتهدم معنويات شريكة الحياة، وتخلق في أعماقها شعوراً بالمرارة والإحباط؛ فبعض الكلمات تفتك بالنفوس وتُدمي القلوب، وتكون كالسهم إذا خرجت لا تعود؛ فتستقر في القلب وتميته ولا نستطيع إحياءه من جديد، والكلمة الطيبة لها أثر في إحياء القلب، إذا تم ترجمتها لأفعال تُثبت مصداقيتها وتُطمئن بها قلب مَن أحبك بصدق.
يقول استشاري العلاقات الأسرية، سمير توفيق لـ«سيدتي»: البعض لا يدرك أن الكلمة القاسية والتي تخرج من فمه، تكون كالسهم تخترق شغاف القلب؛ فكم من عبارة قاسية أو كلمة جارحة، هدمت معنويات شريكة الحياة؛ فتخلق في أعماقها شعوراً بالمرارة.. وسواء أكانت هذه الكلمة بقصد أو من دون قصد، ويمضي الزوج في طريقه من دون أن يدرك ما سببه من ألم لزوجته؛ فينتج عن ذلك كثير من المشاعر السلبية والحزن، وأحياناً الخصومة بين الطرفين؛ فيقف بعدها الزوج ويعتريه الشعور بالندم.
كلمات جارحة تهدم معنويات شريكتك من دون قصد:
• النقد الدائم
لا أحد يحب أن يكون مثار انتقاد الآخرين، والزوج الذي ينتقد زوجته باستمرار بالكلمة القاسية أو بالإشارة أمام الآخرين، يتسبب لها في الكثير من الحرج والشعور بالألم؛ فالنقد الدائم للزوجة قد يؤثر سلباً عليها، ويؤثر في نفسيتها بشكل عميق، ويؤدي إلى زعزعة ثقتها بنفسها، والزوج الذي يتخذ هذا النقد اللاذع منهجاً له في حياته الزوجية، بالتأكيد ستنفر منه زوجته، وتبتعد المحبة عن قلبيهما؛ بل ويحفز البغض والكراهية، وربما القطيعة؛ فلا بد من الحرص على أن يكون النقد بأسلوب لطيف، الغرض منه لفت النظر والتوجيه وليس التوبيخ والكلام اللاذع.
• المقارنة بإمرأة أخرى
بمجرد قيام الزوج بعمل مقارنة بين زوجته وأخريات، بالتأكيد سيحطم نفسية زوجته؛ فترى في نفسها أنها ليست كفئاً، أو عديمة القيمة عنده؛ فلا توجد امرأة ترغب في أن تتم مقارنتها بأية امرأة أخرى؛ فلكل منهن شخصية وطباع مختلفة وسمات مختلفة؛ فلا تحاول أن تقارن زوجتك بأخرى؛ حتى وإن كان ذلك على سبيل المزاح؛ فهذا سيعطيها شعوراً بعدم تقديرك لها وعدم حرصك على مشاعرها؛ مما يؤثر على نفسيتها بالسلب، ويفجّر الغضب بل ويسبب الطلاق.
• التركيز على السلبيات
إن النظر فقط إلى سلبيات الزوجة والانتقاد الدائم لتصرفاتها، سوف يخلق روحاً سلبية بالبيت، وسوف يجرح مشاعرها وتشعر هي بالحرج الشديد، كالتركيز على عيوبها، سواء العيوب في المظهر أو زيادة الوزن، أو عيوب في شخصيتها، أو الانتقاد الدائم لتصرفاتها، سوف يَزيد من حدة عصبيتها؛ فبدلاً من طريقة الاتهام الدائم، قدّم لها النصيحة من قبيل الخوف عليها وعلى تأثر زواجكما.
• التقليل من أهدافها في الحياة
إن الزوجة تعشق الاهتمام بها من جانب الزوج، وبأهمية نجاحها وتحقيق طموحها من خلال دعم زوجها لها؛ فعندما تضع الزوجة أهدافاً في الحياة، حتى وإن كانت بسيطة، يجب على الزوج أن يُظهر لها مشاعر التقدير والاحترام والاهتمام، والحرص على تشجيعها على النجاح وتحقيق حُلمها، ولا تحاول مجرد التقليل من احترامك لطموحها وهدفها في الحياة؛ للحفاظ على نجاح حياتكما الزوجية والأسرية.
• اتهامها بعدم الفهم
عند اتهامك لزوجتك بقولك لها جملة: "أنتِ لا تفهمين شيئاً"، جملة تجعلها تشعر بالانكسار والغضب منك، وتحس بالجرح الكبير داخل نفسيتها؛ فالزوج يريد أن يبدي تفوقه على زوجته بتقديم حججه وبراهينه؛ ليكون رأيه هو السائد من دون حوار أو مشورة مع زوجته؛ لاقتناعه بعدم فهمها في أمور تسيير الحياة الأسرية.
• الطعام ليس جيداً
هذه الكلمة القاسية تتسبب في جرح كبير للزوجة، بأنها لا تجيد إعداد الطعام؛ فينبغي لمن صنعت له زوجته طعاماً لم يعجبه، أو لم يشتهه، أن يشكرها على صنعه، وإذا كان الطعام معيباً، لا بد أن يتلطف مع زوجته بنصيحتها؛ فيوضح لها مثلاً، أنه ليس كامل النضج مثلاً، أو أنه قليل الملح، أو هذا النوع من الطعام لا أشتهيه، بأسلوب هادئ ولطيف.
• الإشادة بالمحبوبة السابقة
الحديث عن العلاقات ما قبل الزواج والإشادة بها، أو مقارنة الزوجة بالحبيبة السابقة؛ فيقول الزوج: حبيبتي السابقة كانت رائعة الجمال والرقي، وهنا تضعها فى موضع مقارنة لا تحبه أيّة زوجة، ويقلل من ثقتها في نفسها، فما كان من حياة الزوج السابقة، هي ماضٍ انتهى، ولا يجوز النبش فيه أمام الزوجة، ولا ينبغي ذكره أمامها؛ حفاظاً على كرامتها وكيانها.
• أنتِ مثل أمك
هي كلمة تشعر فيها كأنك تقوم بسب الزوجة أو التقليل منها بسبب كرهك لحماتك، ومن ثَم قد تنزعج منك أنت شخصياً، بسبب تقديرها واحترامها لوالدتها؛ فالأفضل أن تحتفظ بمشاعرك ناحية حماتك لنفسك.
• أنا مللت منك
أنا مللت، بعض الكلمات التى يلجأ لها الزوج لاستخدامها للتعبير عن الملل والمعاناة من أعباء ومشاكل الحياة الزوجية، والتي تشغل حيزاً كبيراً من تفكيره لتصبح محوراً للحوار مع زوجته، وقد يتطور الأمر لتصبح شكوى دائمة، وقد تتسبب فى تفاقم المشاكل وليس حلها، وحدوث فتور بينه وبين زوجته؛ لتتحول الحياة الأسرية إلى حياة روتينية مملة تفتقد الدفء العائلي، وهي كلمة تؤدي إلى إحباط المرأة، وتقلل من ثقتها بنفسها؛ كما وتؤدي إلى الكره؛ بل وقد يتطور الأمر إلى الطلاق.
• الندم على الزواج
يكرر بعض الرجال عبارات أثناء الغضب، عبارات تنم على ندمهم على الزواج أو الارتباط؛ فيقول الزوج: تسرعت في الاختيار، وندمت على زواجي منك، وهي من العبارات التي تؤدي إلى جرح الزوج لمشاعر زوجته؛ فتبعث لها رسالة غير مباشرة عن الشعور بنفور الزوج منها وعدم الرضا والسعادة برفقتها.
• وزنك زاد
كلمة تكرهها كل النساء؛ فهي تعبير حاد وقاسٍ؛ فقد يكون سبب الزيادة اضطراباً في الهرمونات، أو ضغوطاً نفسية؛ فيعطيها الزوج إحساساً بمظهرها غير اللائق جسدياً، ويُشعرها بعدم الراحة النفسية، وأنها لم تعد حسنة المظهر فى عين زوجها كالماضي؛ فيفضَّل أن يرشدها الزوج على مركز للتخسيس لإنقاص الوزن، ولا مانع من دعمها ومساندتها على ممارسة الرياضة والتمارين، والتوضيح لها بأسلوب لطيف، بأن يقول لها من أجل شد بعض الأجزاء المترهلة، وأنك في كل الحالات أحبك وأنك في كل حالاتك جميلة في نظري.
• أنا الرجل وصاحب الأمر فقط
هذه الكلمة القاسية تعكس شخصية" سي السيد "في كل شيء؛ فالزوج يحب أن يشعر بهيمنته وسيطرته على الأمور من أصغرها إلى أكبرها، وهذه الجملة تجعل الزوجة تشعر بالغضب تجاه زوجها، وأحياناً تجعلها عدوانية؛ لأنه بهذه الجملة، كأن الزوج يلغي وجودها، أو يقلل من قيمتها، حيث تظهر الشخصية الذكورية المتسلطة، وهذا التجريح تحديداً، تعاني منه أغلب الزوجات.