زوجة تشاجرت مع زوجها وتركته وغادرت وهو مازال يحاول ان يقنعها بالاستمرارزوج
البيئة المنزلية المزعجة التي يكثر بها المشاحنات تؤدي لهجر الزوجة لزوجها

الهَجْرُ هو إهمالُ الشريك للطرفِ الآخر، أو تجاهُلُه، أو الإمتناع عنه بالكلمة أوالنظرة، أو الأفعال، وقد يتم الهجر في العلاقات الزوجية نتيجةَ تفاقُم الخلافات والمشاكل عديدة بين الزوجين، والهَجْر يقع من الزوج تجاه الزوجة أو العكس، حيث يَنقَطِع الشريكين المُتخاصِمان عن أن يتعامل أحدهما الآخر، بالسياق التالي سيدتي تعرفك أسباب هجر الزوجة لزوجها.

لا تهجري زوجك مهما كان السبب..!

الشعوربالإيذاء العاطفي أحد أهم أسباب الهجر


تقول إستشاري العلاقات الأسرية نسرين عدلي لسيدتي: "الإسلام قدس العلاقة الزوجية وقرر لكل من الزوجين حقوقاً وواجبات ولكل من الشريكين تجاه الآخر، ومن هذه الحقوق حسن المعاشرة الزوجية، وأنا أرى أن هجر الزوجة لزوجها غير جائز، لما قد يترتب عليه من بعض المحاذير التي نهى عنها الشرع والعادات والتقاليد، كعدم الاستجابة لمطالبه، وتصبح هذه المشاعِر حائلًا بين الزوجين وتسبب في تزايد المشاحنات والمشاكل بين الزوجين، ممَّا يُسبِّب لهما وللأبناء بعض المشكلات النفسية والسلوكية والعاطفية، تجعلهما يشعران بعدم الآمان وبالقَلَق والإكتئاب والتوتُّر والخوف الدائم من نهاية هذا الفعل، ولكن ينبغي على الزوجة أن تتعامل بعقلانية في هذا الأمر بأن تبتعد عن فكرة هجر زوجها مهما كان السبب، وأن تتحلى بالصبر، لأن هذا لن ينهي المشكلة، بل ننصحها بالصلح والحوار الهادئ والنقاش وتحديد سبب المشكلة ثم السعي الجاد في حلها، ولو بتوسيط العقلاء من الأقارب وأن تكثر من الدعاء لها ولزوجها بأن يصلح الله أحوالهما".

الأثارالسلبية لهجر الزوجة على نفسيَّة الأسرة

الشعور بالإضطراب النفسي

الشعور بالإيذاء العاطفي، والقَلَق والإحباط والتوتُّر والخوف من المستقبل، كما يؤدي إلى افتقاد الثقة بالنفس لجميع أفراد الأسرة في التعامل مع المواقف في الحياة الإجتماعية، كما يزيد من تفاقم المشاكل والخلافات بين الزوجين، لأنها تخل بالمقصد الأسمى من الزواج المتمثل في حصول المودة والسكينة والرحمة.يتطور القلق

ضغوط الحياة اليومية

الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأزواج، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الزوجية الموجودة بالفعل، عندما يمرىأحد الزوجين بيوم مرهق يكون أكثرىعرضة للإنفعال لدى عودته إلى المنزل، فيؤدي إلى حدوث نوبات عنيفة من الغضب والعصبية والصراخ، وقد يصل إلى الضرب، فتتحوِّل الحياة الأسرية بأكملها إلى حالة من الفوضى وعدم الإستقرار، وعدم التركيز، وتتحول الحياة من سيء إلى أسوأ، فلا يتحملها الأبناء ولا الطرف الآخر بسبب تكرار الأمر.

الإنطواء والميل إلى الوحدة

لاشك أن هجر الزوجة يؤدي إلى فقدان الحب والإهتمام بين أفراد الأسرة،و يجعل هناك تباعد وفتور وحدوث مسافة كبيرة بين أفرادها، وهو ناتج عن عدم التوافق الزواجي وانفصال الوالدين داخل المنزل وهما تحت سقف واحد، مما يجعل الأبناء يلجأون للعزلة والميل للوحدة أوالإنطواء والميل إلى الإنفراد وعدم الرغبة في مشاركة الآخرين العمل والنشاط الاجتماعي، بل وعن المجتمع الخارجي، كما تلجأ الزوجة لترك مناسباتها الاجتماعية، والأولاد يمتنعون عن اللعب والضحك مع زملائهم.

فرار الزوج من البيت

عندما تهجر الزوجة زوجها وتذهب إلى بيت أهلها، ينعدم جو الهدوء والسكينة في البيت، ويبدأ الزوج بالخروج بكثرة من المنزل للتنفيس عن نفسه، فيلجأ إلى السهر والإنشغال بأعماله وعلاقاته حتي يفر ويبتعد عن مشاكل الأسرة، فيلجأ الأبناء إلى الأصدقاء وتتغيب الرقابة على الأبناء، فينهار البيت تماماً، فالكُلٌّ مشغولٌ بنفسه وأصدقائه وهواياته حتى تصبح الأسرة مُفَكَّكة عاطفيًّا وجسديًّا.

تشتت للأبناء

البيئة المنزلية المزعجة التي يكثر بها المشاحنات والمشاكل، تؤدي إلى حدوث فوضى والصوت العالي، فتتفكك الأسرة ويحدث تصدع بها، كما يحدث حالة من الخلل الوظيفي نتيجة تخلي الأم عن دورها الأساسي، فيحدث خلل وظيفي عام لعمل الأسرة ككل، نتيجة لإنفصال أجزاء الأسرة عن بعضها، وقد يسبب للأبناء الكثير من المشكلات نفسية والسلوكية والعاطفية، تجعلهما يشعران بالقَلَق والاكتئاب والتوتُّر والخوف الدائم من نهاية هذا الهجر.
ويمكنك أن تتعرفي بالسياق التالي على: صفات يتمنى كل زوج وجودها في زوجته

لماذا تهجر الزوجة زوجها؟

بخل الزوج

الزوج البخيل بالتأكيد يغرق حياة الأسرة في مشكلات إجتماعية تكاد لا تنتهي، فهو لا ينفق على المسؤولين منه من أهل بيته، أما الزوجة فإن بخل الزوج ينعكس عليها بشكل مباشر، فيقع عليها العبء الأكبر، فهي المسؤولة أيضاً عن الأسرة، وعدم تأمين المصروف اللازم لها وللأسرة يوقعها في قلة الحيلة، وتبدأ مشاعر المحبة تجاه هذا الزوج بالتلاشي لتحل مكانها مشاعر النفور والبغضاء، والكره وفي كثير من الأحيان قد يؤدي بخل الزوج إلى حدوث الهجر من الزوجة.

تعلق الزوج بالأم

إرتباط الابن بوالدته شىء طبيعي، وهناك حالات يكون تأثر الزوج بالأم شديداً وبصورة مبالغ فيها، ويتعامل بكافة المواقف مع الزوجة والأسرة وفقا لما تقوله الأم أو ما تمليه عليه من قرارات خاصة ببيته وزوجته، وتكاد تصل لإنعدام شخصية الزوج، وتصبح الزوجة سجينة وتحت رحمة الحماة، تتحكم فى اختياراتها وقرارتها، فتكون سبباً فى إنهيار كيان الأسرة، بسبب التنشئة الخاطئة للزوج، لأنه لا يريد أن يتحمل المسؤولية بمفرده، بل يريد أن يشعر أنه مازال عازب والأم مسؤوله عنه.

الإفراط في استخدام السوشيال ميديا

إن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي لساعات طويلة من جانب الزوج، يقلل من الألفة بين الزوجين و يؤثر على التفاصيل اليومية في الحياة الزوجية وبالإعتناء بالزوجة والأبناء، فهذه الوسائل أصبحت شبحًا يؤرق استقرار الزوجة، فمكوث الأزواج على الأجهزة الإلكترونية يمزق أواصر التواصل بين أفرادها، ويحدث الخرس الزواجي، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل، وتكثر الخلافات التي قد تصل لدرجة الهجر ثم الانفصال.

العنف الزواجي

انتشرت ظاهرة تعنيف الزوجات حديثًا، نتيجة لعدم وجود أسس قويمة للتعامل بنضج وموضوعية بين الزوجين، وبالتالي أصبح قهر وإمتهان الزوجة بشكل مستمر هو النتيجة الطبيعة لذلك الخلل الخطير في بنيان الأسرة، فهذا السلوك بالتأكيد يؤثر على إستقرار واستمرار العلاقة بينهما، بل ويقوم بهدم بنيان الأسرة من جذورها، فيجعل الزوجة تنفر وتتباعد وتهجر زوجها.

الخيانة

خيانة الزوج هي عدم الوفاء والإخلاص للزوجة، لا يقتصر مفهومها على الخيانة الزوجية فقط بل تكون خيانة المشاعر والنظر إلى الغير والتعلق بالغير ومحادثة الغير ومشاهدة المحرمات والإعجاب والانشغال العاطفي والفكري بغير الزوجة، وخيانة الزوج تجعل السكينة والمودة تهرب من الحياة الزوجية، وتحيل السعادة إلى حزن وشقاء، والمودَّة والرحمة إلى كراهية وبغضاء، وتجعل الزوجة تيأس من إصلاح زوجها فتهجره إلي بيت أهلها.
قد ترغبين في التعرف على: واجبات الزوج تجاه زوجته.. وأفكار مثالية لحياة هادئة