الطموح صفة رائعة، إلا أن كثيراً من الأزواج يقلقون من طموح زوجاتهم وتفوقها ويجدون أن جد المرأة ودأبها وطموحها بعملها خارج المنزل قد يكون سبباً في إهمال الزوجة لحياتها الأسرية، أو أن اهتمامها بشريك حياتها سيقل بسبب طموحها، ولا يدركون أن نجاح الزوجة هو نجاح للأسرة، وأن الزوجة عندما تشعر بدعم زوجها وسعادته لنجاحها يجعل تفكيرها منصبًّا حول كيفية إسعاده ودعمه بعمله وبحياتهما الزوجية عامة، فتكاد لا تألو جهداً في إرضائه والعمل على راحته بكافة الطرق، فالمرأة بطبعها كائن معطاء إذا وجدت البيئة الطيبة الداعمة والمؤيدة القائمة على الحب والرعاية والاحترام والاحتواء تنمو وتزدهر وتفيض وتتدفق حباً وعطاءً لجميع أفراد أسرتها، بالسياق التالي "سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية أماني محمد رضوان في حديث حول كيف يدعم الزوج زوجته الطموح؟.
دعم الزوج لزوجته الطموح سبيل لسعادة الأسرة وارتقائها
تقول أماني محمد رضوان: في بعض الأحيان، ما بين الأنشطة والعمل والطموح والمشاريع يعتقد الزوج أن زوجته تتناسى المنزل أو يظن أنها تتجاهله، خاصة لو كانت تسير بسرعة أكبر في طريق طموحها، فمن ثمّ يضع فوق كاهلها المزيد من الأعباء ليفاقم شعورها بعدم الاستطاعة وليزيد من شعورها بالعجز حتى ترفع الراية البيضاء وتتخلى عن طموحها وعملها تضحية وفداء لإنقاذ حياتها الأسرية، وهذا دأب كثير من الرجال، في حين أنه لو أعاد النظر ونظر للأمر من بعيد لأدرك أن الطموح صفة رائعة، وأن زوجته الطموحة تستخدم طموحها لكي ترتقي بعائلتها، وهي على استعداد للعمل أكثر وأكثر حتى تسعد عائلتها الداعمة لها والمبتهجة بنجاحها وتميزها، وأن هذه السمات هي سمات العائلة الناجحة السعيدة التي يدعم بعضها بعضاً ويشد كل من أزر الآخر.
تستطرد أماني: بصفتنا بشراً، نحن كائنات عاطفية تتوق دائماً إلى الحب والرعاية والاحترام والدعم، وعلى الرغم من وجود الأصدقاء والعائلة إلا أن المرأة الطموح دائماً ما ترغب في وجود زوجها بجوارها دون قيد أو شرط، هذا الشخص المميز في حياتها والذي اختارته بعقلها وقلبها والذي يحبها دون قيد أو شرط والذي يساعدها في أدنى اللحظات وفي أحلك المواقف ويعمل على تعزيز ثقتها بنفسها مهما كانت صعوبة الأمر، حيث تعتقد الزوجة دائماً أن وجود شريكها الداعم يجعلها تشعر أن كل شيء على ما يرام، وأنه يمكنها مواجهة تحديات الحياة مهما كانت، ومن ثمّ فيجب على الزوج أن يعلم أن دعمه أمر ضروري لأنه أحد أهم العوامل لبناء علاقة مستقرة، فالأبحاث تظهر أن الدعم من شريك الحياة ضروري لتعزيز رضا العلاقة، كما أن الزوجة عندما تدرك أن زوجها ليس داعماً لها فإن هذا يؤدي إلى الاستياء وانخفاض احترام الذات، ومن ثمّ يفاقم جسور الجفوة والتباعد بين الزوجين.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرف إلى: كلمات تجرح بها زوجتك من دون قصد
ماذا يعني أن تكون زوجاً داعماً؟
- الشريك الداعم يسمح لشريكه باتخاذ القرارات.
- الشريك الداعم دائم التشجيع.
- الشريك الداعم واثق بشريكه لا يشكك في قدراته.
- الشريك الداعم مؤمن بشريكه ويعزز ويكرس لقدرة شريكه على تحقيق أهدافه.
- الشريك الداعم متعاون ويؤازر شريكه ويشجعه على السعي وراء أحلامه.
- الشريك الداعم يُشعر شريكه بأهميته واحترامه.
- الشريك الداعم مستمع جيد لرأي شريكه.
- الشريك الداعم لا يستنكف الاعتذار لشريكه.
- الشريك الداعم دائماً ما يخصص الوقت للضحك مع شريكه.
- الشريك الداعم ذو حديث رقيق غير قاسٍ حتى لا يجرح مشاعر شريكه.
خطوات تجعلك شريكاً داعماً
تقول أماني: لا يمكننا بالضرورة أن نصيغ مثالاً مثالياً وواضحاً لما يعنيه أن تكون زوجاً وشريكاً داعماً. قد لا تنجح فكرة كونك داعماً بشكل نظري، إلا أن أهم شيء هو تلبية احتياجات زوجتك ومساعدتها أياً كانت هذه الاحتياجات، وهذه بعض الخطوات لكي تكون شريكاً وزوجاً داعماً لزوجتك الطموح.
- انظر لرأي زوجتك باهتمام واجعلها أولوية بحياتك، واستمع دائماً لرأيها وناقشها به ولا تتعنت لتتخذ قراراً منفرداً، بل افسح لها المجال وتقبل رأيها برضا.
- اعلم أن كونك داعماً في العلاقة لا يعني ببساطة أنك توافق على كل ما تقوله زوجتك أو تستسلم لكل مطلب، ولا يعني كذلك أن تكون متسلطاً، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
- حاور زوجتك عندما تجد أنها لا تتخذ أفضل الخيارات لنفسها، وامنحها مساحة لاستكشاف اهتماماتها.
- توقف عن انتقاد زوجتك بمناسبة وبدون مناسبة، فعندما تكون لدينا ثقة كبيرة بشخص ما، فمن السهل جداً انتقاده دون أن ندرك ذلك. ولهذا السبب قم بتحليل ما ستقوله قبل القيام به؛ إذا لم يكن ذلك ضرورياً، فمن الأفضل ألا تقوله.
- أخبرها أنك فخور بها، فلا تنسى أنه من المهم تذكير زوجتك بأنك تشعر بالفخر بها مهما فعلت، فهذا يعزز ثقتها بنفسها ويكسبها سعادة رائعة.
- ارسل لها تذكاراً سعيداً يذكرها أنك تشعر بأنك محظوظ لوجودها بجانب أنك متحمس لقضاء وقت ممتع معها بعطلة نهاية الأسبوع أو الإجازة القادمة. لا يهم السبب، يمكنك إرسال رسالة نصية أو بريد إلكتروني تحتوي على رسالة إيجابية وغير متوقعة لتحسين حالتها المزاجية.
- احترام وقت شريكتك وخططها الفردية، تماماً كما تتوقع منها أن تحترم خططك ومساحتك الشخصية.
- شجعها وأخبرها أنها تستطيع الوصول لحلمها، ولو كان لديها مشروع أو حلم، آزرها وأخبرها أنك تؤمن بها وأن لديها المهارات اللازمة لتحقيق ذلك، وأنه لا ينبغي لها أبداً أن تشك في قدرتها فهي كفؤ وقادرة على تخطي المستحيل.
- انظر إلى احتياجات زوجتك على أنها مهمة مثل احتياجاتك، وتعامل معها بصدق، وقل لها رأيك بصراحة، ولكن بطريقة لا تجرح كرامتها ولا تهز ثقتها بنفسها.
نحو المزيد من ذات السياق يمكنك متابعة الرابط: طموح المرأة وغيرة الأزواج!