العلاقة الزوجية إحدى أسمى وأرقى وأهم العلاقات الإنسانية والتي تجمع بين قلبين وروحين وتربطهما برباط أبدي خالد يقوم على مشاعر من المحبة والرحمة والسكن والمودة والرومانسية والاحترام بين الطرفين، وهذه الأمور تحتاج إلى جُهد دؤوب حتى تستمر وتثمر ثمرة طيبة يسعد بها الزوجين، فهي من مسببات التناغم والوفاق بين الزوجين، ومما يُعد دافعاً قوياً للحفاظ على المودة بين الزوجين ومشاعر الحب العميقة طوال فترة الزواج.
العلاقة الزوجية تحتاج لجهد من الطرفين لاستمرارها
تقول خبيرة العلاقات الأسرية ثناء موافي لـ"سيدتي": الحياة الزوجيّة هي من أكثر العلاقات التي تحتاج إلى اهتمام، فهي عبارة عن حياة مشتركة تحتاج إلى الحب والاحترام معاً، وهي بدون المودّة والاحترام المتبادلين فالحياة لا قيمة لها، ولكي يستمرّ الحب والود والانسجام والمودة بين الزوجين في العلاقة الزوجيّة، لابد من التفاهم وتقوية الروابط العاطفية واحترام الخصوصيات بين الزوجين، فيصبح استمراره ممكناً، وقد يعاني الأزواج بعد مرور سنوات على الارتباط من بعض الفتور أوالملل، وهذا يتطلب جهداً من الزوجين لإعادة الروح إلى الحياة الزوجية وتجديد مشاعر الحب والحفاظ عليه طوال العمر.
قد ترغبين في التعرف إلى: أسهل الطرق إلى السعادة الزوجية
نصائح تحفظ الحب والمودة بين الزوجين
تقول ثناء موافي إن هناك العديد من النصائح المفيدة والفعّالة لإحياء مشاعر الحبّ والحفاظ على المودة بين الزوجين، ومنها :
بناء صداقة قوية
الحب وحده لا يكفي لبناء حياة زوجية مستقرة وهادئة، ولكن مع وجود عنصر الصداقة والاحتواء بين الشريكين تزداد الحياة الزوجية بهجة وسعادة، فالزواج السعيد هو الذي يقوم على صداقة عميقة بين الشريكين وهذا يعزز الحب والاحترام المتبادل بين الزوجين، ويخلق بيئة آمنة ومريحة للتعبير عن المشاعر والأفكار، ويمكن للطرفين من خلال الصداقة الاستمتاع بمغامرات اللحظة، ومشاركة العديد من الذكريات الجميلة معاً، كما يفعل أفضل الأصدقاء، وهذا يعزز علاقتهما على المدى الطويل.
تجاوز أخطاء الشريك والجدال
لابد من تجاوز أخطاء الشريك والخلافات والهفوات، وتجنب الجدال العبثي الهدام، فهو يتسبب في الخصومة، وهو مهلك ويؤدي إلى الضغينة والحقد والكراهية في النفوس والبعد عن الجدال على صغائر الأمور والمواقف التي لا فائدة منها، بل تجنب التركيز على الأخطاء الصغيرة، بل لابد أن يتمكن الزوجان من التجاوز والصفح من أجل الحفاظ على المودة والحب طوال سنوات الزواج.
ممارسة هوايات واهتمامات مشتركة
بعد الزواج لا شك أن هوايات الزوجين تقضي على الملل وتولد الانسجام بينهما، خاصة فيما لو كانت هوايات مشتركة بين الطرفين، فالأهم هو إيجاد نقاط مشتركة على الأقل بين الشريكين تزيد من الألفة، ويمكن أن يتم هذا عن طريق التحدث وسماع كل شريك للآخر، واحترام الاهتمامات الفردية، وسماع المواضيع التي تثير الطرف الآخر وتحمّسه، لكي يتحقق الاتزان والصحة النفسية للزوجين وللأسرة ككل، ويقوي أركان العلاقة الزوجية طوال العمر.
الامتنان للشريك
الامتنان أحد أهم أسرار الحفاظ على المودة بين الزوجين، وهو مفتاح بقاء الحب لسنوات طويلة، فاستخدام كلمة "شكراً" في كل فرصة ضرورة لتحقيق امتنان الآخر، وهو يتحقق من خلال معرفة الخصال الجيدة لشريك الحياة وتذكرها في كل الأوقات، لاسيما في الأوقات الصعبة، ومعرفة كل منهما للقيمة التي يضيفها الآخر لحياته، وأن يحاولا القيام بأشياء معاً لإحياء ذكرى الماضي والذكريات الجميلة بينهما، فالامتنان يجعل الحياة الزوجية أكثر سعادة وصحة ونجاحاً، وارتياحاً واطمئناناً طوال سنوات الزواج.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: أساسيات الحياة الزوجية السعيدة للإبقاء على دفء العلاقة
المناسبات الخاصة
يساهم تذكّر المناسبات الخاصة كأيام الميلاد وذكرى الزواج مثلاً، في إحياء جوّ الرومانسية من جديد بين الزوجين، وله الكثير من التأثير العميق في النفس لأنه يعمل على زيادة المودة ويعزز التفاهم بين الزوجين، ويبرهن على استمرار الحب بينهما، وله تأثير كبير في تجديد العلاقة الزوجية، وإشعار الطرفين بالاهتمام والحب على طول السنين.
تبادل الهدايا بين الطرفين
لتبادل الهدايا من حين إلى آخر تأثير مميّز على العلاقة الزوجيّة، فهو يحافظ على المودة بين الزوجين، وهو دليل محبّة واهتمام، فالهدية تزيد من الشعور بالسعادة والرضا والألفة، وهي لغة لتبادل المشاعر والأحاسيس وتقدم من فترة لأخرى لتجديد وتغيير من رتابة العلاقة، لأنه بمجرد أن تعطي شريكك هدية ما فهذا معناه أنك تطمئنه أنه داخل قلبك وفكرك دائماً، فالهدية لها تأثير فعال في زيادة مشاعر الحب التي يتم البحث عنها دائماً، ولا يحتاج ذلك الأمر إلى الهدايا الضخمة، فالهدايا البسيطة لها مفعول مميز وساحر خاصة إذا تم اختيارها بعناية، فهي تؤكد على دوام الحب بين الطرفين.
الاحترام المتبادل
وهذا يعني أن الاحترام المتبادل هو أن تقبل اختلاف الآخر وخصوصيته، والاحترام يساعد الشريكين ويدفعهما من أجل المزيد من التقارب، فلا يجوز التقليل من شأن الطرف الآخر، أو الاستخفاف بأفكاره وآرائه، وخصوصياته ومشاعره، فإذا شعرت باحترام زوجك والعكس صحيح، فسوف ينمي لديك الأمان والثقة في الحياة الزوجية، واحترام الشريك في الأوقات والمواقف الصعبة يساعد الطرف الآخر على الشعور بالتقدير والحب الحقيقي طوال فترة الزواج.
تبادل عبارات الحب والتقدير
الحياة الزوجية شراكة عميقة مبنية على الاحترام، الثقة، التفاهم، والتقدير المتبادل، فعندما يكون شريك الحياة يقدر شريكه لما يقوم به من مجهود، فذلك يزيد المودة والحب بين الطرفين، ومن شأنه أن يُشعر الشريك بأنه محل تقدير، وسيبذل جهداً أكبر في العلاقة لإنجاحها وجعلها أكثر استقراراً، فالإشادة بصفات الشريك الإيجابية، وتقدير جهوده وتضحياته، يزيد من المودة، ولها الكثير من التأثير الإيجابي على الزوجين، فهذه الكلمات لها قدرة سحريّة على إيقاظ المشاعر وتقليص المسافات بين الطرفين طوال فترة الزواج.
الثقة المتبادلة
هي أهم أسس العلاقات الطويلة، ولها دور حاسم في تعزيز المودة بين الزوجين وترسيخ قيم السعادة والاستقرار بين الشريكين، فالثقة تسهم في تقوية الروابط العاطفية، كما أن الزواج الناجح يقوم بالأساس على الثقة المتبادلة، وبدون وجود الثقة تنهار العلاقة الزوجية، فهي تكسب الشريكين الراحة والأمان والاطمئنان، ولها أهمية كبيرة في بناء علاقة قوية ومتينة ومستدامة.
نحو التعرف إلى المزيد من ذات السياق يمكنك متابعة الرابط: كيفية بناء علاقة زوجية قوية تعزز الأسرة