كيفية التعامل مع اختلاف الثقافات في الزواج

اختلاف الثقافات في الزواج
زوجان يبدو انهما مختلفان بأمر ما يقفان كل بظهر الآخر

إن الاختلافات الثقافية تؤثر بشكل كبيرعلى العلاقات، و يجعل التواصل بينهما شبه مستحيل، فمن أكثر الأمور التي يجب مراعاتها عند الارتباط، هو المستوى الاجتماعي والثقافي والديني أيضًا، فمدى قربه أو مدى اختلافه يؤثر كثيراً على العلاقة بين الأزواج، فتدخل حياتهما الزوجية في حالة انفصال عاطفي، حيث يختفي فيها الشعور بالحب والأمان، اللذين يمثلان الركيزتين الأساسيتين لنجاح العلاقة الزوجية وإستمراريتها.

التوافق هام لإنجاح العلاقة الزوجية

اختلاف الثقافات في العلاقة الزوجية
زوجة تناقش زوجها بضيق حيث الاختلافات الثقافية قد تؤثر على الحياة الزوجية بطريقة سلبية


تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي: قد يواجه الأزواج من خلفيات ثقافية وبيئية متنوعة تحديات مختلفة، يمكن أن تضغط على أسلوب علاقتهما معاً، فالتوافق بين الزوجين في المستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي من الأمور الهامة لإنجاح العلاقة الزوجية، فالزوجان شركاء حياة يتعايشان مع بعضهما البعض بحلو الحياة ومرها، يُكمّل كل منهما الآخر، فهما نصفان من مجتمع واحد، لا يستقيم المجتمع بأحدهما دون الآخر، ومن هذا المفهوم تظهر أهمية التوافق والتناسب بين الزوجين خاصة من حيث المستوى الثقافي والتعليمي، وفي حال عدم وجود هذا التناسب يظهر الأثر السلبي على العلاقة سريعًا وينتابها الكثير الضعف والخلل بسبب سوء التفاهم، وعلى الرغم من ان بعض الأزواج قد يتمكنون من التعايش مع بعضهما في ظل اختلاف المستوى الثقافي بينهما، إلا أن هذه الحقيقة ليست هي المطلق بل الاستثناء، فنجاح أو فشل العلاقة الزوجية يكون رهينًا بعدة عوامل داخلية وخارجية، أحد أهم وأقوى هذه العوامل هو اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين.

الاختلافات الثقافية بين الزوجين تمثل تحديًا كبيراً

تقول آمال إسماعيل إن التعامل مع الاختلافات الثقافية في الزواج يشكل تحديًا كبيراً، ولكنه يمكن أن يتحقق فتستقيم الأمور، على أن هذا النوع من الاختلاف قد يكون مفيدًا فيثري كلاً من الشريكين ويمثل إضافة فكرية وحياتية له، على أن تحقيق التواصل بين الزوجين ممكن من خلال تعزيز التفاهم والسعي لفهم الآخر وتقبله، والاستعداد للتنازل بمرونة ومن ثمّ يمكن للشريكين إنشاء ديناميكية متناغمة تحترم وتقدّر تراث كل شريك، وقد يختلف الرجل والمرأة من ناحية الخلفية الثقافية، وذلك نظرًا لطبيعة حياة كل منهما قبل الزواج، سواء فيما يتعلق بالعادات والتقاليد أو الخلفية الفكرية والاجتماعية أو غيرها من العوامل، فتؤدي إلى حدوث بعض المشكلات الزوجية، نتيجة لاختلاف التفكير بين الرجل والمرأة.
قد ترغبين في التعرف على: نصائح هامة للتخلص من عاداتك السيئة

طرق للتغلب على الاختلافات الثقافية في الزواج

وللتعامل مع الاختلافات الثقافية في الزواج هناك عدة طرق:

اختلاف الثقافات في العلاقة الزوجية
 زوجة مختلفة مع زوجها وهو يبدو متضايقًا من الحوار حيث الاختلافات الثقافية تمثل عائقاً أمام تفاهمهما

 

التقرب إلى عقلية الشريك

من أهم خطوات التعامل الصحيح مع الاختلافات الثقافية بينك وبين الشريك هو محاولة فهم عقليته، وطريقة تفكيره، ومنهجه في الحياة واهتماماته ورؤيته، واكتشاف صفاته الشخصية ومدى توافقها، كما يجب التأكد من وجود لغة تواصل بين الشريكين لكي تستطيعا التقرب من بعضكما بشكل أفضل ولكي تذوب الحواجز الثقافية المختلفة بينكما، وهذا يتم من خلال بناء التواصل الفعال بينكما، ليتم التعارف بشكل أفضل.

البحث عن أوجه التشابه بينكما

عند اختيار شريك حياتك، من الأفضل التأكد من وجود بعض الصفات والأهداف المشتركة بينكما، حتى تستطيعا الاستمتاع بالاشتراك ببعض الأنشطة معاً، وحتى تعيشا حياة هادئة مستقرة، لأن هذا الأمر من شأنه بناء علاقة زوجية صحية، فلا يفضل وجود اختلافات كثيرة بين الشريكين حتي لا يؤدى لصعوبة فى التفاهم، فإذا كان هناك اختلافات ثقافية كبيرة بين الطرفين، لابد من محاولة اكتشاف نقاط التشابه، والتأكد من وجود رؤى وتطلعات متقاربة للمستقبل، سواء كانت تتعلق بالعمل، الأسرة، أو نمط الحياة، وسواء كانت هواية أو نشاط ما، ويمكنكما اتباعه سويًا، حتى تعملا على كسر الحواجز والاختلافات الثقافية.

التحلي بالصبر والمرونة

من أهم الأمور التي ستساعدك على التعامل مع الاختلافات الثقافية في الزواج، هي التحلي بالصبر والمرونة، فالمرونة هي القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والقدرة على التغاضي عن بعض الأمور حتى لا تتفاقم المشكلات بين الطرفين، فكل العلاقات الإنسانية التي لا تمتاز بصفة المرونة قد تنتهي نهاية غير محببة للنفس، فمن المرونة أن تسمع وتتعلم من ثقافات الآخرين.

إنشاء أرضية مشتركة

تحديد المعتقدات والقيم المشتركة التي تتوافق مع كلا الشريكين، قد يتطلب ذلك بعض التنازل، لكنه يسمح للأزواج بفتح طريق جديد معًا، وسيؤدي إقامة توازن فيه، حيث يمكن لكلا الطرفين الاستمتاع بتفضيلاتهما إلى خلق مزيج غني من الثقافات، لذا فمن الضرورة خلق أرضيّة مشتركة للتفاهم على مختلف الأمور من خلال تحديد الأسس والمبادئ والحدود والهدف الأساسيّ للعلاقة.

استشارة ذوي الخبرة

قد يحتاج الشريكان إلى مساعدة خارجية لإدارة الاختلافات الثقافية بفعالية، وقد يساعد الاستماع إلى تجارب الآخرين أحيانًا مساعدتك على التصرف بشكل صحيح ورؤية الأمور بصورة أفضل، لذلك يمكنك استشارة أحد المتخصصين لتقديم رؤى تتناسب مع الوضع الخاص بكما، من خلال تقنيات لتعزيز الفهم وتحسين التواصل، أوأحد الأصدقاء المقربين المتزوجين الذي مروا بتجربة اختلاف المستوى الثقافي بين زوجاتهم، حتى يكون مصدر إلهام لك، لتخطي تحديات هذه الفترة بسلام.

جذب شريكك إلى عالمك

من أهم الخطوات الفعالة التي ستساعدك على التعامل مع الاختلافات الثقافية بينك وبين شريك حياتك هي محاولة جذبه إلى عالمك وإشراكه معك، فمع التقرب إليه والتعرف على أفكاره وآرائه وأحلامه، يمكنك إشراكه أفكارك وخلفياتك الثقافية وطموحاتك بسهولة ويسر، وبإمكانك أخذ رأيه في مشكلاتك الشخصية والتي تتعلق بالعمل أيضًا لبناء جسر من الثقة بينكما.

إنشاء تقاليد جديدة

لاشك أن القيم والمبادئ المشتركة هي التي تشكل أساس العلاقات المتينة والمستدامة، فالتوافق في القيم والأهداف الحياتية يضمن استمرارية العلاقة بشكل إيجابي، ولكن أحيانًا يمكن إنشاء تقاليد جديدة تضم جوانب من كلا الخلفيتين، وهذا لاحترام التراث الفريد لكل شريك، فيمكن أن يتبادل الأزواج الاحتفالات خلال العطلات، مع إدماج عناصر من كلا الثقافتين في تجربة واحدة مشتركة.

التواصل المفتوح

يجب على الأزواج إنشاء مساحة آمنة لمناقشة خلفياتهم الثقافية بصراحة، عن طريق التواصل الفعال، كما يجب أن يعبر كل شريك عن مشاعره ومعتقداته بصراحة تجاه الممارسات الثقافية، ومن خلال الاستماع الجيد يجب على الشركاء السعي لفهم الآخر، مما يعزز بيئة من الاحترام بينهما.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين على ما بين الأصالة والثقافة.. التقاليد نظرة شبابية