فقدان الثقة بين الزوجين من أخطر المشاكل الأسرية، فعندما تمرّ العلاقة الزوجية ببعض المطبات من وقت لآخر، فتتسبب بعض التصرفات من أحد الطرفين بأزمة ثقة لدى الطرف الآخر؛ فقد يصعب في كثير من الأحيان استعادة الثقة، وإذا لم يتخذ الطرفان إجراءات ضرورية لاستعادة الحب والثقة إلى الحياة الأسرية؛ فيمكن أن يؤثر ذلك سلباً على الحياة الزوجية، بل انهيارها بالكامل.
انعدام الثقة بين الزوجين مشكلة خطيرة
ويقول خبير العلاقات الأسرية ماهر الورشاني لـ"سيدتي": "إن استعادة الثقة بين الزوجين ليس بالمشكلة الهينة، بل هي خطيرة، فمن الممكن أن تكون سبباً لتدمير الحياة الزوجية بأكملها، وقد يفقد الطرفان بسببها الإحساس بالأمان، وتدخل العلاقة في نفق مظلم من الشك الدائم، وأحياناً ما ينهار جدار الثقة أو يتعرض لشرخ يهدد الحياة الزوجية باستمرار، وقد يكون السبب هو الكذب المتكرر، أو الوعود الخيالية، أو الخيانة العاطفية، ومتى انتهى الشعور بالأمان والثقة؛ انتهت الحياة الزوجية المستقرة، وحلّت محلها مشكلات لا نهاية لها، ومن الممكن استعادة الثقة بين الزوجين إذا كانت لدى الطرفين نية للتسامح والرغبة في فتح صفحة جديدة، خاصة إذا كان الطرف المخطئ صادقاً في رغبته في الإصلاح، وذلك من خلال وضع إستراتيجية لاستعادة هذه الثقة مرة أخرى".
قد ترغبين في التعرف إلى: أهمية الثقة في العلاقات.. نحو بناء أساس قوي للزواج
إستراتيجيات فعالة لاستعادة الثقة بين الزوجين
يقول ماهر الورشاني: "في حالة عدم وجود الثقة بين الزوجين، من الضروري أن تكون هناك إستراتيجيات مفيدة تساعد على تحسين العلاقة وإعادة بنائها من جديد".
التواصل الفعال مع الشريك
التواصل الفعّال يعزز من مشاعر الأمان والاستقرار في العلاقة، مما يعزز الثقة بين الزوجين، ويزيد من تقاربهما العاطفي، لذلك لابد من التواصل والتحدث مع الشريك ومصارحته بالمشاعر بوضوح وصدق، فإن ذلك يُسهم في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجين، فإذا شعر أحد الطرفين بعدم الأمان؛ فينبغي عليه أن يبوح بمشاعره لشريكه؛ للوصول إلى نقطة للتلاقي، ولحل تلك الأزمة، فالتواصل وسيلة فعالة لحل النزاعات بشكل بنّاء، ولكن الصمت يزيد من اتساع الفجوة وانعدام الثقة بين الطرفين.
إعطاء المساحة الشخصية
المساحة الشخصية مهمة جداً للشريكين لاستعادة التوازن في العلاقة، وهي ضرورية لاستمرار العلاقة بشكل صحي، واقتحامها يسبب حالة من عدم الارتياح وعدم الثقة بين الشريكين، وهي تعتبر كدرع واقية؛ تحمي طرفي العلاقة من التوتر والضغوط المحتملة، لذلك على الطرفين إعطاء بعض المساحة لبعضهما للتنفس من خلالها، ولإعادة الثقة مرة أخرى، فالثقة ضرورية جداً بين الزوجين، ولكل إنسان الحق في الاحتفاظ بالخصوصية في بعض أموره، خاصة إن كانت لا تتعلق بأي حال من الأحوال بالطرف الآخر، أو قد تؤثر سلباً على حياته.
الصدق بين الزوجين
الصدق عنصر أساسي في بناء الثقة في الحياة الزوجية، وهو يعني الشعور بالأمان والثقة اللذيْن تحتاجهما أي علاقة، وانعدامهما يعني القلق والتوتر والشك، ومن ثَمَّ فشل العلاقات، ومن دونه لا يمكن وجود أي ثقة بين الزوجين، وهو يعتبر أول أساس لبناء الثقة، وينبغي أن تكون صادقاً مع نفسك أولاً ومع شريكك ثانياً، فذلك سيؤدي إلى ازدهار الحياة الزوجية، وتحولها إلى علاقة دائمة ومثمرة.
نسيان الماضي
نسيان الماضي مهم لاستعادة الثقة بين الزوجين
عندما يسعى أحد الزوجين في البحث عن ماضي شريكه؛ فذلك يعتبر سبباً رئيسياً في تدمير الحياة الزوجية، فالماضي العاطفي ملك لصاحبه، ولا يؤدي فقط إلى اللوم المستمر، بل إلى فتح باب سوء الظن والشك السلبي مستقبلاً، وهي من المشاكل الخطيرة التي تعترض الزوجين، خاصة إذا ارتكب أحدهما أمراً كان السبب في زعزعة الثقة بينهما، فنجد أحد الطرفين لا يسعي لنسيان هذا الماضي وتخطّي الخطأ، لذلك فالماضي ليس من حق أحد أن ينبش فيه، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، وليس من حق الزوجات أن ينبشن في ماضي الأزواج ونزواتهم السابقة، والعكس، ولابد من وجود ثقة بينهما؛ حتى يكون الزوجان على درجة كافية من التفهم والوعي واستعادة الثقة بينهما مرة أخرى.
التسامح
التسامح يعزز الثقة بين الزوجين، ويخلق بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر والأفكار من دون خوف من الانتقاد أو الحكم، فمن الضروري أن يتحلى الشريكان بقيمة التسامح، فعندما يسود التسامح في العلاقة الزوجية؛ فإن ذلك يخلق جواً من السعادة والسلام النفسي والثقة بين الشريكين، فكل إنسان معرّض للوقوع في الخطأ، لذلك لابد من عدم المبالغة في عقاب الشريك على أي خطأ يقع فيه، بل محاولة تفهم موقفه، والاستعداد لمسامحته، حتى يتم استعادة الثقة مرة أخرى.
الالتزام بإعادة بناء العلاقة
لابد من تجاوز الأخطاء الماضية، وإعادة بناء العلاقة مع الشريك على أسس سليمة، ويكون الزوجان على استعداد تام لخوض هذا التحدي، وفتح صفحة جديدة، وفتح باب للحوار الصادق بينهما؛ حتى يعملا على بناء الثقة من جديد، فالأسرة أكثر استقراراً وسعادة؛ إذا شعر جميع أفرادها بالأمان والحب.
الشفافية
تعتبر الشفافية هي أكبر حماية للحياة الزوجية، ومن أهم أسباب بناء جسور التواصل الإيجابي والسعادة الزوجية، فعدم الصدق والغموض في جميع المعاملات يهدد العلاقة الزوجية، وعلى الزوجين التكلّم عن أساس أي مشكلة بشفافية وصراحة، وإظهار رغبة حقيقية في نسيان أي خطأ وغفرانه ومسامحة مُرتكبه، والبحث عن طريقة لبدء حياة جديدة مليئة بالحب والثقة، فالشفافية والإخلاص هما أكبر مصدر للنجاح والاستقرار واستعادة الثقة في الحياة الزوجية.
ونحو المزيد، يمكنك متابعة الرابط: أهمية الدعم في استعادة الثقة وتحسين المستقبل