تعتمد كثير من الزوجات على أزواجهن في قضاء كثير من أمور الحياة، فالزوجة ترى أن الرجل له القوامة في كل الأمور فهو من يقوم بمصالح زوجته ورعايتها والإنفاق عليها، وهو من تأخذ برأيه في كل أمر وتستعين بحجته بكل صغيرة، وهو حلاّل كل المشاكل ومفتاح مغاليق كل العُقد، فتجد نفسها بدون أن تشعر تعتمد عليه كماً وكيفاً وتفصيلاً ولا تترك لنفسها الفرصة لكي تفكر بنفسها في أي معضلة، أو تسهم بأي حل، أو تشاركه في أي قرار، فتهمّش نفسها بنفسها، وتنتقص من حقوقها برغبتها، وتدفع ذاتها إلى وحشة مظلمة من الحاجة الدائمة إليه وإلى عقله وحكمته (المزعومة)، فيتحول الرجل من شريك حياة للقائم بأمر الحياة. هو من يأمر فيطاع، ومن يستبد فلا يكبح جماح استبداده أحد، بالسياق التالي سيدتي التقت خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل في حديث حول اتكالية الزوجة كيف تدفع الزوج للاستبداد وتكرس لديكتاتوريته؟.
الحياة الزوجية حياة تشاركية
تقول حنان قنديل: الحياة الزوجية حياة تشاركية لا بد أن يقوم طرفا العلاقة كل بدوره ولا يعتمد طرف على الآخر تماماً في تصريف كل الأمور واتخاذ كل القرارات بشكل منفرد، إما بسبب الهروب من المسئولية أو عدم الثقة بالنفس أو مجرد الكسل والدعة والاتكالية على الطرف الآخر، لذلك فلا بد للزوجة أن تشارك الزوج القرارات والاختيارات، ولا تترك له كل أمور الحياة يحكم ويتحكم ويأمر، فتعزز لديه ملكة الإحساس بالذات المفضية إلى الغرور، وتكرس لديه شعوره بالتميز فيتصرف بديكتاتورية بدعوى أنه الأقوى أو أن رأيه هو الأمثل، فعندما تترك له الحبل على غاربه كما يقولون ستفاجأ أن آراءه تحولت لقرارات واختياراته ومساعداته تحولت لأوامر لا تقبل النقاش أو الرفض فيتحكم بزوجته وأسرته كلها كيف يشاء، ويلقي بأوامره يميناً ويساراً كيفما يحلو له، أو قد يحدث العكس تماماً، فالزوج تحت وطأة طلبات زوجته التي لا تنتهي واعتمادها الكامل عليه قد يأنف من هذه الاتكالية المفرطة وينفجر من ثقل المسئولية الثقيلة الملقاة على عاتقه، ويرفض أن يتحمل كل هذه الضغوط فيهرب منها أو يبحث لنفسه عن مخرج ومتنفس آخر، وقد يصل الأمر لبحثه عن شريك آخر يشاركه المسئوولية ويرفع عن عاتقه ما ألقته عليه زوجته (بعمد أو بدون عمد) من مسئوليات وتحديات وقد يحدث كل هذا دون انتباه من الزوجة فتتكاثف السحب الثقيلة بين الزوجين، ومن ثمّ يحدث الكثير من المشاكل بينهما مما قد يهدد العلاقة الزوجية.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية التخلص من التسويف والكسل؟
علامات تخبرك أنك زوجة اتكالية
تقول حنان: أهم علامات الزوجة الاتكالية:
- الزوجة الاتكالية تعتمد على شريكها بشكل كامل في كل القرارات وتحتاج إلى موافقته في كل مرحلة، وفي كل خطوة، وكل موقف، وكل دقيقة تقريباً.
- الزوجة الاتكالية لا تعطي لنفسها فرصة التفكير في أي شئ، فعندما تُسأل عن أمر ما تحيله لزوجها.
- الزوجة الاتكالية تلقي على كاهل زوجها كل الطلبات والاحتياجات، فعندما تحتاج لأمر ما مهما كان تافهاً أوبسيطاً وحتى لو كان بإمكانها تدبره بنفسها فهي ترفض ذلك وتفضل أن تطلبه من زوجها.
- الزوجة الاتكالية تفتقر إلى الشعور بالثقة بنفسها ودائماً ما تكون بحاجة إلى طمأنة زوجها.
- الزوجة الاتكالية من الممكن قد تكون على استعداد لتحمل الأذى خشية أن تفقد دعم زوجها.
- الزوجة الاتكالية يمكن أن تفسح المجال للزوج لاستغلالها إذا اعتمدت عليه في أمورها المادية أو غيرها.
تقول حنان: كما ذكرنا من قبل فبعض الزوجات يعتقدن أن الاتكالية أمر بسيط ومريح، فهي لا تتعب نفسها بأي طريقة ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ليس بسيطاً ولا مريحاً أبداً وإنما تبعاته أكثر عمقاً وقوة وقد تخرج عن السيطرة، فهي تضع اللبنة الأولى لتسلط الزوج والذي يبدأ بشكل خفي وتزداد سوءاً بمرور الوقت حتى يتحول لديكتاتور.
كيف تتخلص الزوجة من اتكاليتها؟
تقول استشاري الأسرة: في البداية لا بد أن تدرك المرأة أن الحياة بين الزوجين يتحمل تبعاتها كلا الزوجين ويقوم عليها كلا الزوجين وأنها ليست مهارة أو ذكاءً أن تريح نفسها لتلك الدرجة، ومن ثمّ فلا بد أن تشارك في المسئولية وتدلي برأيها وتتناقش في كل ما يخصها ويخص أسرتها.
- يجب أن تعيد صياغة أطر العلاقة مع زوجها وتضع حدوداً معينة ليبدأ الزوج في إعادة التفكير أنه ليس هو المنوط بكل الأعباء ولا متخذ كل القرارات.
- يجب أن تتحدث الزوجة الاتكالية مع زوجها بصراحة وتعترف له أنها كانت تعتمد عليه بشكل كبير وأن هذا الأمر مجحف له ويحمله أعباء كثيرة في أمور حياتهما.
- يمكن أن تقوم المرأة ببعض من مسئوولية المنزل بنفسها بدون الرجوع لزوجها، ومن الأفضل (حتى لا يحدث تضارب بالآراء ومشاكل) أن تحدد مع زوجها مسئوليات كل طرف لكي يلتزم بها.
- لا بد للمرأة أن تتحمل مسئولية نفسها وأن تتخذ قراراتها بنفسها خاصة لو كان الأمر يعينها على وجه الخصوص.
- يجب أن تفي الزوجة بوعودها وأن تكون قدر الإمكان على قدر المسئولية حتى تستعيد ثقة زوجها بها.
- يمكن أن تبدأ في مشاركة الزوج وسؤاله عن عمله ويومه وتخبره برأيها في بعض الأمور حتى يبدأ في مشاركتها والاعتماد عليها.
- إذا شعرت الزوجة ببعض القلق من اتخاذ بعض القرارات بنفسها يمكنها التفكير بروية وهدوء وتقلّب الأمر يميناً ويساراً وتبحث إيجابياته وسلبياته، ويمكنها أن تدون هذا الأمر كتابة لكي تكون على بينة من اتخاذ القرار السليم، ويمكنها أن تشرك زوجها في قرارها ولكن يجب أن تخبره أن الرأي النهائي سيكون لها وأنه لن يجبرها على اتخاذ قرار لا يتفق مع وجهة نظرها.
وإذا كان السابق يعرفك كيف تتخلص الزوجة من اتكاليتها فالرابط التالي يعرفك كيف تتعاملين مع زوجك الاتكالي؟