تقوم الحياة الزوجية على المودة والرحمة والمحبة واحترام الزوجين لبعضهما، والمودة والرحمة تكرسان للحب الذي يربط ويؤلف بين القلوب، والمودة والرحمة ليستا كلمتين مطلقتي المعنى ولكنهما ذواتا أثر وتأثير عميق في الحياة الزوجية، فبالمحبة بين الزوجين تقوى الحياة الزوجية، وبالرحمة تتعمق جذور بناء الأسرة وتصبح قادرة على الصمود، ومن أهم علامات المودة والرحمة كف الأذي عن الزوجة، وقد تعاني بعض الأسر من مشكلة عدم تقدير الزوج وإهانته للزوجة، وهذا الأمر يأتي على رأس قائمة الأذى، مما ينعكس بطريقة سلبية على العلاقة بينهما.
ولفهم أسباب تقليل الزوج من شأن زوجته يمكنك متابعة السياق التالي.
الزواج رابط مقدّس يقوم على المودّة والاحترام المتبادل
تقول إستشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا لـ"سيدتي": "يعتبر الزواج رابطاً مقدّساً يقوم على أُساس المشاركة والمودّة والرحمة والاحترام المتبادل، فالعلاقة الزوجية علاقة طويلة ولها خصوصية غير موجودة في غيرها من العلاقات، وإن لم يتخللها التفاهم والمحبة والاحترام، فإنها لا تحقق الهدف منها".
ينبغي أن تقوم العلاقة بين الزوجين على التغاضي عن الهفوات، ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تعاني بعض الزوجات من عدم الحصول على مشاعر الاحترام والتقدير من الزوج، ما قد يؤدي إلى شعورها بالحرج والانزعاج الدائم حيال ذلك، فهذه الممارسات لا تنتقص فقط من كرامة الزوجة بل تبني حاجزاً نفسياً بين الطرفين، وهناك العديد من الأسباب وراء تقليل الزوج من قيمة زوجته، والتي قد تتراوح ما بين المؤثرات الثقافيّة والمجتمعيّة وصولاً إلى الضغوط النفسيّة وضعف الثقة بالذات، وكلها يطلق عليها العنف اللفظي.
وإذا كانت إهانة الزوج لزوجته تؤثر على الحياة الزوجية والأسرية، فالسياق التالي يعرفك إلى: طرق التعامل مع الزوجة التي لا تحترم زوجها
أسباب عدم تقدير الزوج لزوجته
تقول أماني رضا: هناك بعض الأزواج قد يعمدون للتقليل من شأن زوجاتهم، سواء عن قصد أو بدون قصد وهذه أهم الاسباب:
التنشئة الاجتماعيّة والثقافيّة الخاطئة
في بعض المجتمعات قد ينشأ الشباب على الاعتقاد بأنّ مكانته أعلى شأناً من الإناث لأنهم ذكور، إلى جانب ترسيخ اعتقادات خاطئة وسلبية داخل عقولهم منذ الصغر، بالتأكيد ستؤثر حتما على طريقة تفكيرهم وطريقة نظرتهم للأنثى، فهذه الثقافة تشكّل وعي هذا الشاب وتؤثّر على سلوكه دون أن يُدرك مدى الأثر السلبي لذلك السلوك، فمن الممكن أن ينتج هذا السلوك عن نشأة هذا الرجل في بيئة تسيطر عليها العقلية الذكورية، ولهذا نجده يتعامل مع زوجته بطريقة فوقية ويرى أنها غير مؤهلة لإبداء الرأي في أي أمر أو لأخذ أي قرار.
الشعور بالدونية للزوج
أحياناً يقلل الزوج من قيمة زوجته نتيجة شعوره بالدونيّة في كثير من المواقف، سواءً في الحياة العملية أم الشخصية، أو عدم الثقة بالنفس، أو ربّما يعاني من ضغوطٍ داخليّة أو يرى في نجاح زوجته تهديداً له، وفي هذه الحالة يلجأ لبعض التصرفات السلبيّة التي تمنحه شعوراً زائفاً بالتفوق والسيطرة على زوجته، فيقلل من احترامه لها.
حب السيطرة
فشخصيته المتسلطة وحب السيطرة وعدم تقبل وجود شخص آخر أفضل منه، يعني أن هذا الزوج يتسم بشخصية متسلطة وأنه محب للتملك، وتعرف بالشخصية المهيمنة، وهي شخصية معقدة يقود زوجته وقد يفرض بالأمر وجهة نظره عليها، من هذا المنطلق فإنه يرى في المرأة جزءاً من ممتلكاته ويعتبر أنها لا تتمتع ببعض الحقوق مثل إبداء الرأي في أمور حياتهما المشتركة أو مشاركته هموم العمل أو غير ذلك، وهو رجل ذو شخصية عنيدة وعدوانية ومباشرة بشكل مفرط.
قد ترغبين في التعرف أكثر إلى: علامات الخطيب صاحب الشخصية المتسلطة
الشعور بالنقص
قد يكون هذا الزوج ضعيف الشخصية خارج المنزل مما يجعله يحاول أن يفرض قوته وشخصيته داخل المنزل، من خلال إهانة زوجته وعدم تقديرها، والتقليل من شأنها، وهو ما يمكن ان يدفع الرجل إلى الخوف من تفوق المرأة عليه، ولهذا فإنه يسعى بمختلف الطرق إلى منعها من الظهور حتى في المحيط العائلي، بل ويحرص كل الحرص على تهميشها وعلى التقليل من شأنها أو من اقتراحاتها أو إنجازاتها.
الغيرة
من الممكن أن يشعر الزوج بالغيرة من زوجته، ولهذا قد يمنع بروزها على المستوى الأسري والاجتماعي، وهو ما يدفعه إلى قمعها، فيحرص بشكل دائم على تذكيرها بواجباتها المنزلية وعلى جعلها تشعر بالتقصير تجاهه، بسبب عملها أو دراستها أو غير ذلك، ثم يسخر من نجاحها ويعتبره غير مهم.
تراكم المشكلات الزوجيّة
غالباً ما تكون نتيجة تراكم مشكلات لم تُحل، أو مواقف صادمة أثرت على أساس العلاقة، تكون سبباً في احتقار الزوجة أو إنقاص قيمتها، فعندما يزداد الخلاف ويطول أمده، تزيد المشاعر السلبيّة وتتدهور لغة التواصل، فيتسلّل الانتقاد الدائم والتهكّم والاستهانة والسخرية من الآخر إلى أجواء العلاقة، فيؤدي إلى ظهور الكره المفاجئ بين الزوجين.
سوء تقدير لفهم دور الزوجة
يمكن أن يتعمد بعض الرجال أن يتجاهل تماماً ما تقوم به زوجته من جهود، سواءً في تربية الأطفال، أو الجهود التي تبذلها في المنزل، أو إدارة الأمور الماليّة، أو تحمّل أعباء اجتماعيّة أخرى، وهذا الجهل يترجم إلى تصرّفات التجاهل، فتجعلها تشعر بعدم التقدير، والتقليل من شأنها.
الفوارق الاجتماعية
فكلما زادت الفوارق بين الزوجين زادت نسبة الخلافات بينهما، كالفوارق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مما يجعل الزوج يحاول أن يعوض هذه الفوارق، وقد يتسبّب في أن ينتقص الزوج الغنيّ من الأقل غنًى وهي زوجته، وقد يعايّرها بوضعه المادي، بإهانتها وإذلالها وعدم تقديرها، والتقليل من شأنها.
التأثر بالسوشيال ميديا
الصور المثالية التي ينشرها الأزواج على وسائل التواصل الاجتماعي قد تدفعه إلى مقارنة علاقته بشريكة حياته، بالكثير من الممثلات والنساء، هذا الشعور قد يزرع الشكوك والخيبة إذا شعر أن زواجه لا يصل إلى مستوى "المثالية" التي يراها، مما يؤدي إلى الإحباط دون مبرر واقعي من زوجته فيقوم بإهانتها والتقليل من شأنها.
السياق التالي يمكنك من التعرف إلى: طرق وقف الأذى النفسي الناتج عن التعرض للمضايقة أو الإهانة!