كيف تتعامل مع شريكك في حالة اختلاف الطباع والعادات؟

التعامل مع الشريك المختلف
التعامل مع الشريك المختلف

الاختلاف بين الناس من سنن الله في الأرض، والاختلاف في الطباع والعادات وارد بين أي شريكين في الحياة الزوجية، فلكل طرف عاداته وطباعه المختلفة عن الآخر، فكلا الشريكين يعتمد على مرجعيته السابقة، كما أن للبيئة التي يعيشان فيها الأثر الواضح في هذا السلوك والطباع؛ حيث يأتي الزوج من بيئة والزوجة من بيئة أخرى، ولأن الزواج مشروع مشترك؛ لذا فهو لا يستقيم إلا إذا كان هناك توافق ورؤيا منسجمة لما يتعلق بهذه الأسرة بين الزوجين.

الاختلاف يُعطي للحياة الزوجيَّة تجدداً مستمراً في العلاقة

زوج يتحدث مع زوجته بعصبية بسبب اختلاف الطباع بينهما، فاختلاف الطباع قد يكون سبباً في كثير من المشاكل - المصدر: freepik by yanalya


تقول خبيرة العلاقات الأسرية علا الدسوقي لـ"سيدتي": الحياة الزوجية هي علاقة مليئة بالتحديات، وأحد أبرز هذه التحديات هو الاختلافات في الطباع والعادات، فالشاب والفتاة يدخلان الزواج بتربية مختلفة لكل منهما وبعادات وطباع تميز كلا منهما تكشف عنها الحياة المشتركة، وقد يجد أحدهما صعوبة في تقبل رأي الآخر أو التوافق مع اهتماماته وطبائعه وميوله ورغباته وذوقه وأسلوب حياته، ولا يعلم أنه من الطبيعى بل الصحى أن يكون لكل طرف طباعه الخاصة، وأن يتفهم كل طرف شريكه في العلاقة، ويتقبل هذه الاختلافات، فهذا الاختلاف في الطباع بين الشريكين يضيف الحيوية والتجدّد ويكسر روتين الحياة الزوجية، ويعطي للحياة الزوجيَّة تجدداً مستمراً في العلاقة، فهو يتيح الفرصة للاعتماد المتبادل بين الشريكين في أن ما تفتقده الزوجة قد تجده عند الزوج والعكس صحيح.
ونحو المزيد تعرفي إلى أسباب الخلافات الزوجية؟

إستراتيجية للتعامل بين الشريكين في ظل وجود اختلاف في الطباع والعادات

تقول علا السعدني إنه قد يحدث شقاق وخلاف بين الزوجين وهذا ما يُعرض البناء الأسري لخطر كبير، وللتعامل مع الاختلاف في الطباع بين الزوجين إليكم الطرق الآتية:

تقدير الفوارق الأسرية بين الطرفين

زوج يتحدث مع زوجته محاولاً تهدئتها بسبب اختلاف الطباع بينهما فالتواصل الفعال والحوار المستمر بين الزوجين يوصل جسور الاتفاق - المصدر: freepik by yanalya


لابد للشريكين أن يقدرا الفوارق الأسرية والتربوية بينهما، فهي ذات تأثير مباشر عليهما، ومعرفة أن كل واحد من الشريكين جاء من بيئة مختلفة، وأن تقبل الآخر يعني احترامه وتقديره وتفهم ما لديه من حصيلة المفاهيم، والعادات وأن يكون لديهما المرونة الكافية لقبول فكرة الاختلاف نفسها والتأقلم معها، وأن يراعيا ذلك في نقاشهما بصفة دائمة، ومعرفة أن هذا الخلاف هو واقع طبيعي.

التواصل الفعال بين الزوجين

التواصل الفعال والحوار المستمر بين الزوجين، ومناقشة الأمور الحياتية، يلعب دوراً كبيراً في معرفة الآخر واكتشاف شخصيته، وفهم وجهات نظره، بدون تفسيرات خاطئة، ويساعد على التقليل من الآثار السلبية والمشاحنات وسوء التفاهم و تقبل الاختلافات، والتعامل معها ومعرفة الطريقة الصحيحة للتصالح وقت حدوث المشكلة.

عدم السعي لتغيير الآخر

على كل طرف ألا يسعى إلى تغيير شريكه، ودعم طباعه وتقبلها في حال لم تؤثر بالسلب على حياتهما وتجنب الرغبة والضغط على الجوانب السلبية به لتغييرها بالقوة، فهذا لن يجدي نفعاً، ولكن سيؤدي إلى نتائج عكسية، ولكن لابد من التعاون والاتفاق على تجاوز تلك السلبيات وتغييرها تدريجياً بالحوار وشرح مبررات طلب التغيير، والاتفاق وإيجاد أرضية مشتركة وحلول يتفق عليها الجميع.

التركيز على الإيجابيات المشتركة

لا توجد علاقة مثاليَّة خالية من التحديات، وبالتأكيد فإن الشريكين لديهما نقاط ضعف ونقاط قوة، لكننا للأسف نسعى دائماً لاستغلال نقاط الضعف والصفات السلبية فقط، ولا نرى الصفات الإيجابيَّة في الطرف الآخر، لذلك لابد من إعطاء الأولوية للأمور الإيجابية، فالنظرة الإيجابية للأمور يمكن أن تقلل من مستويات القلق والتوتر، وتعمل على تحسين التواصل وتعميق الصلة بين الشريكين، وتقرب المسافات بين الاختلافات الشخصية، وتعزز الشعور بالرضا، ويمكنها أن تتجاوز الاختلاف في الطباع بينهما، لذا فمن الضروري بذل الجهد في التركيز على الإيجابيات لتحسين العلاقة بين الزوجين.
قد ترغبين في التعرف إلى: التعامل مع مشاكل اختلاف الطباع في بداية الخطوبة

وجود رغبة مشتركة للعيش بسلام

زوجان يحاولان الوصول لحل وإيجاد استراتيجية لحل المشاكل بسبب اختلاف طباعهما - المصدر: freepik by stockking


العيش معاً بسلام هو أن نتقبل الاختلاف وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الشريك الآخر والتعرف إليه واحترام رغباته وشعوره، والتوقف عن محاولة السيطرة عليه وفرض إرادته عليه، فهذا الاختلاف قد يأتي بنتائج عكسية وغير متوقعة، ويكون مصدراً لبلوغ السعادة بسبب هذا التنوُّع في الحياة الزوجية، وتقبل فكرة إن كلا الشريكين يكملان بعضهما، أو يكمل ما ينقص عند الشريك الآخر، ومع وجود الرغبة عند كلٍّ من الطرفين للعيش بسلام مع شريك حياته، مع وجود الحب والتضحية والتنازل، فهذا كله أهم الأسباب لتجاوز الاختلاف بين الزوجين.

مساحة من المرونة

المرونة تعني التأقلم مع الظروف المحيطة برضا داخلي لقبول فكرة الاختلاف، وللتكيف مع المواقف والأحداث الجديدة، والتعامل معها بشكل جيد، من خلال ضبط الانفعالات في المواقف الصعبة، وتقبل سلوكيات الطرف الآخر، والقدرة على ضبط النفس، وإتقان مهارة الاستماع، واحترام رغبات وذوق الطرف الآخر، والقدرة على الاحتواء، والكياسة في التعامل مع المحيطين بالأسرة، وأن يسعى كل طرف إلى إرضاء الآخر، وتقديم التنازلات في بعض الأحيان دون المساس بكرامة أي أحد منهما، وعلى الطرف الآخر أن يبادل شريكه التغافل والتنازل والعفو، فالتنازل قوة إن كان بهدف تحقيق نتيجة إيجابية وإنجاح الحياة الأسرية.

إستراتيجية للتعامل مع الخلاف

لابد للشريكين التخطيط معاً للبحث عن وسائل وطرق وصيغ توافقية، للتعامل مع أي خلاف، والاتفاق على التعامل مع المشاكل وحلُّها بالتفاهم والنقاش والحوار، وعدم إصرار كل طرف على موقفه، وتجنب اللوم وانتقاد الشريك ومعاتبته وكثرة الشكوى منه، بل التحلي بالصبر وسعة الصدر، وعدم تدخل الآخرين حتى من أقرب المقربين واقتحام الخصوصية حتى لا تنكسر المودة ويغيب التفاهم، وتجنب الصوت العالي والعصبية والانفعال، وضرورة الانتباه لنبرة الصوت والتغلب عليها كمشكلة تخلق الكثير من الخلافات، واحترام الرأي الآخر، ولابد من الوصول إلى حل وسط يُرضي الطرفين حتى لا تصل الخلافات إلى مرحلة الصدام.
والآن بعد أن عرفتِ كيفية التغلب على مشكلة الاختلاف في الطباع بين الزوجين فهل ما زلت تعتقدين بأن مختلفي الطباع.. يمكن أن تنجح علاقاتهما؟