في ساحة كبيرة لتذوق الطعم وعروضه، استمرت السركال أفينيو في نسختها الثالثة، what The Food بدبي، حيث تجمع أفضل الطهاة المحليين وصناع الحرف اليدوية، ودارت حوارات أثارت محادثات نقدية حول الطعام ودوره في تشكيل المجتمعات والثقافة. وأقيمت ورش عمل وجولات طعام وعروض أفلام، وكلها تهدف إلى تثقيف وإلهام الناس، بعلاقة الطعام بثقافات المجتمع. كاميرا "سيدتي" تجولت في هذا المكان، وأجرت بعض الحوارت، مع طهاة، وفنيين وقفوا أمام عرباتهم، ليعرضوا مهاراتهم في تقديم الطعام.
إعداد: لينا الحوراني
الشيف سارة عقل: أطباقنا للجريئين
ينبع فخر الشيف سارة عقل، صاحبة مطعم دارا داينينك في عمان، من تقديمها لطعام بالمكونات الطبيعية، التي تنتمي إلى بلاد الشام، هي تستخدم المكونات التقليدية لكنها تقدمها بطريقة إيطالية، تتابع قائلة: "دارا ليس مطعماً يناسب فئة معينة من أعمار الناس، لكنه يناسب بالفعل فئة معينة تبحث عن طعام عصري، فيه إبداع وهو لا يتعلق بالعمر، بقدر ما يتعلق، بالعقلية المتفتحة الجريئة، التي تحب تذوق كل أصناف الطعام".
طورت سارة في مطعمها، صحن (حراف باصبعو) التقليدي، فهي تضيف خل البلسمك، بدل دبس الرمان، والنيوكي، بدل المعكرونة، تتابع قائلة: "هناك طبق معروف عندي، تعلمته من العائلات في غزة، وهو عبارة عن سمك السي بريس الذي نلفه في ورق العنب الحامض، ويوضع مع الخضار وعصير العنب، وقد فسح لنا هذا التجمع في فعالية What The Food اللقاء بأفضل الطهاة المحليين وصناع الحرف اليدوية والعقول الطهوية المبدعة في دبي، جميعهم عرضوا تجاربهم الطهوية المتطورة وأثاروا محادثات نقدية، حول الطعام ودوره في تشكيل المجتمعات والثقافة. استمتعنا بهذا البرنامج الذي ضم ورش عمل عملية وجولات طعام مصممة لإلهام المشاركين ليصبحوا مبدعين بأنفسهم، فكان لقاء غني بين الطهاة الذين عرضوا مواهبهم للمتذوقين الذين أبدوا آراءهم وإعجابهم".
الشيف عمر عديلي: محبة الناس قبل الطعام
في زاوية تفوح منها رائحة الأجبان العربية الفخمة، حيث يدور الصدر النحاسي القديم، على جمر الفحم، كان يقف الشيف عمر عديلي، الذي يمكن إطلاق ملك الكنافة عليه دون منازع، وبامتياز، وقد شهدت كاميرا "سيدتي" طريقة قلبه لصينية الكنافة النابلسية، وسط حشد من الناس، تابعوا مهاراته بشغف، يقول الشيف عمر عن سر نجاحه: "محبة الناس، لا ينجح الإنسان بأي مهارة مهما امتلك من قوة، من دون محبة الناس، وقد فوجئت في دبي، بكم محلات الكنافة، لكن وبصراحة، لم أجد فيها شيئاً أصليا من فلسطين، فالطعم يختلف، لهذا ركزت على الكنافة، وفي وقت قصير، وجدت نفسي تحت ضغط كبير، ومسؤولية تطالبني بتمثيل بلدي في هذا المنتج الرائع، أنا إنسان تقليدي جداً، تعودت على تناول كل ما هو موسمي".
أما عن سر نجاح الكنافة التي يعدها الشيف عمر، فكانت الجبنة النابلسية، التي يأتي بها مباشرة من القرى الفلسطينية، والتي يجد أنها مختلفة تماماً عما في الأسواق، لأنها جبنة تصنع في موسمها، وتنقل غنى المرعى في تلك الأرض، في موسم الربيع، يتابع قائلاً: "للأمانة أول عرض عملته ونجحت فيه وكان سبب شهرتي، كان في السركال أفينيو، سنة 2022 ، من هنا انطلقت، شهرتي بالكنافة، كانت المرة الأولى التي أجد الناس يقفون صفاً لمدة ربع أو نصف ساعة، ليحصلوا على قطعة كنافة".
طاهر شاه: أريد أن أجعل الذواقة يجربون الأطباق الباكستانية
طاهر شاه، شاب باكستاني يحب الطبخ، ويعبر عنه من خلال اشتياقه لنكهات والدته وجدته اللتين تساعدانه في إعداد تلك الوصفات، لينقلها على شيف محترف، كان طاهر شاه، يقف امام عربة تابعة لمطعم موتي روتي، والاسم بالباكستاني يعني "رغيف الخبز الملفوف"، وقف بجانب عرباته، بعد أن لبى، دعوة من قبل مهرجان What The Food في السركال أفينيو لتقديم موتي روتي في منطقة الفعاليات وسط الساحة، الكبيرة، يتابع طاهر: "نحن مشهورون بتقديم "سماتش برجر" وعدد من الأطباق الأخرى مثل التاكو، حيث يتميز البرجر الخاص بنا عن أي برجر آخر، فنحن نستخدم وصفة كباب قديمة جدًا مستوحاة من وصفة لجدتي. في شمال باكستان وأفغانستان هناك كباب يُسمى "تشابلي كباب"، يتم صنعه بشكل مسطح ودائري وعادةً ما يُقلى. ولكن ما قمنا به هو أخذ نفس الوصفة وتكييفها لصنع "سماتش برجر"، والنتيجة لذيذة جدًا، حيث نأخذ الوصفة القديمة ونضعها في البرجر المسطح".
لا يحب طاهر دخول أي منافسة مع برجر آخر من أماكن البرجر الأخرى، ولا يريد أن يكون محله مجرد مكان للبرجر فقط. بعلّق قائلاً: "أريد أن يكون أحد أطباقي المشهورة الـ "تشابلي كباب". وإذا كنت تحب البرجر، فستحب هذا الطبق، ونحن لا نقدم فقط البرجر. فلدينا أيضاً العديد من الأطباق المستوحاة من المطبخ الباكستاني القديم، ولكن بطابع جديد، مثلاً نحن نأخذ وصفة يخنة باكستانية قديمة جدًا مع اللحم الطري، ونضعها داخل "براتا"، ولكن نصنع البراتا على شكل تاكو". عندما بدأ طاهر شاه العمل قبل 10 سنوات، كان فخوراً بأطباق أمه التي كانت تصنع خبز "روتي" في المنزل. وهو عبارة عن اللحم أو الدجاج مع صلصة الشاتني، ملفوف بالخبز مثل الساندويتش. يتابع قائلاً: "الفكرة دائمًا هي أنني لا أريد أن أكون مشهورًا فقط لأنني أدمج الطعام بين الشرق والغرب، بل هدفي هو جعل الناس الذين يخافون من تجربة الطعام الباكستاني أو لا يعرفونه يقولون: "هذا الطعم مثير للاهتمام، لم أجربه من قبل، كنت خائفًا جدًا من تجربة الطعام الباكستاني، لكن هذا الطعام غير من طريقة تفكيري " هذا هو هدفي الرئيسي".
الشيف الإيطالي دومينيكو سانتاجادا: الأكل الفاخر يليق بدبي
الشيف رونالدو كازانا: أحب فلسفة المشاركة في الطعام العربي
وقف رونالدو كازانا. الشيف الرئيسي في مطعم مونو الإيطالي الأصيل في دبي. الذي يمتلكه إماراتيان لديهما شغف بالسفر والطعام الإيطالي. يستدرك قائلاً: "عندما انضممت إلى المطعم، أردنا تقديم شيء يشبه قائمة "تراكتوريا"، أي قائمة طعام تشمل الطعام المنزلي بمعايير المطاعم الإيطالية الجميلة التي تجدها في الريف الإيطالي، حيث تكون المكونات طازجة جدًا وكل شيء أقرب ما يكون للوصفات التقليدية، والناس في دبي يحبون ريغاتوني بوراتا، وهو ريغاتوني مع صلصة الطماطم التي نصنعها في المطعم باتباع الطريقة التقليدية مثل وصفة الجدة، على سبيل المثال. نضع بعض جبن البوراتا الجميلة على القمة التي تأتي من إيطاليا، وهي طازجة جدًا، أيضاً يحب الناس رافيولي الليمون بالريكوتا الخاص بي، الذي يحتوي على حشوة من الريكوتا المصنوعة من حليب الجاموس، وبعض الثوم المشوي، وقشر الليمون، وعصير الليمون. كما أنهم يحبون كثيرًا شرائح اللحم والبيتزا، نحن نقدم واحدة من أفضل البيتزا في دبي".
يعشق رونالدو، فلسفة المشاركة في الطعام العربي، حيث يتم تقديم كل شيء على طبق كبير، وكل شخص يأخذ قليلاً، فالأمر برمته يتعلق بالتجمع والتواجد معاً، يتابع فائلاً: "هذا شيء أحبه كثيرًا. إنه قريب من ثقافتنا أيضًا. حتى في إيطاليا، نقدم كل الطعام على الطاولة، والجميع يشارك ويهتم، ويحاول الجميع تذوق القليل من كل شيء هذا ما يعجبني حقًا بشأن الطعام العربي".
بالنسبة للمستقبل، يحلم رونالدو بامتلاك مطعمه الخاص، يستدرك قائلاً: "لكن ذلك سيكون في المستقبل البعيد. لا يزال لدي الكثير لأتعلمه، ولكن في الوقت الحالي، أنا سعيد جدًا بالنتائج التي أحققها. في المهرجان، نقدم بعض الأطباق التي تمثل الأطعمة الشعبية في إيطاليا. أقدم دائماً جزءاً مني ومن نشأتي في توسكانا، لذلك هناك خبز الفوكاشيا الذي تجده في شوارع فلورنسا، وهناك الأرنتشيني الذي تجده في جنوب إيطاليا. وإلهام الوصفات يأتي من الشمال إلى الجنوب في إيطاليا. حيث الأطباق الكلاسيكية وأيضاً الوصفات الأكثر شهرة، ولكن مع بعض اللمسات المستوحاة من كل جزء من أجمل أجزاء إيطاليا".
الشيف البريطاني بول باتيس: طبخت ساق لحم الضأن للملك تشارلز
خالد السبع: براد قصة مجتمع نتمنى أن يعم الخير فيه من جديد
عندما مررنا بكاميرا "سيدتي" أمام الطهاة وحشود الناس، استوقفنا الشاب خالد السبع، مؤسس ماركة براد، الذي كان يضع مركباً أصفر في أكواب ويوزعه على الناس، فكان لنا معه هذا الحديث، حيث قال "براد، هو اسم منتج، لمشروب مثلج وهو موجود في قطاع غزة، من سلاش آيس كريم، وأنا أحاول نشره، فالمشروب له علاقة مباشرة بثقافة الحياة الاجتماعية هناك، ويقدم في جميع المناسبات السعيدة."
تحدث خالد عن فعالية What The Food في السركال أفينيو، والتي تدعم جميع الطهاة والمشاركين لأول مرة في منتجاتهم، وتابع: "هذه هي المرة الأولى، التي أظهر فيها منتجي للناس، والمهرجان أعطاني فرصة كبيرة، لأعرض منتجي في مكان حيوي كدبي، أتمنى مستقبلاً أجد فيه مكاناً، وأجعل الجميع يشربون براد، الذي يحكي قصة مجتمع نتمنى أن يعم الخير فيه من جديد".
فعالية أسبوع دبي للتصميم يعود في دورته التاسعة بمجموعة من الفعاليات والمعارض والأنشطة
