mena-gmtdmp

التعليم والتأمين والفحص المبكر على طاولة ملتقى "خدمات التوحد بين الواقع والمأمول"

ملتقى خدمات التوحد بين الواقع والمأمول
ملتقى خدمات التوحد بين الواقع والمأمول

نظم المجلس الاستشاري لخدمات التوحد برعاية الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود رئيس المجلس ملتقى في الرياض بعنوان "خدمات التوحد بين الواقع والمأمول "بمشاركة عدد من أبرز الجهات المعنية بالتوحد من أنحاء السعودية، وكذلك المسؤولون وأهالي المصابين باضطرابات طيف التوحد؛ بهدف طرح أبرز التحديات ومستقبل التأهيل المهني وترخيص مقدمي الخدمات والتغطية التأمينية والتشخيص الدقيق والتدخل المبكر والتنسيق والتعاون لتحقيق رؤية مشتركة تلبي احتياجات الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم.

مبادرات المجلس الاستشاري لخدمات التوحد


من اليمن الدكتورة حصة آل مشعان والبروفيسور خالد الربيعان والدكتور عبد العزيز التويجري والأمير سعود بن عبد العزيز والدكتور صالح الصاحي والدكتور فيصل القرشي


في الكلمة الافتتاحية للملتقى رفع الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود رئيس المجلس الاستشاري لخدمات التوحد ورئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد أسمى آيات الشكروالتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على اهتمامهم بذوي اضطراب طيف التوحد انطلاقاً من رؤية المملكة 2030.
وأضاف الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود: "لقد خطا المجلس خطوات واثقة نحو تطوير قطاع خدمات التوحد حيث تشير التقديرات إلى أن تعداد التوحد في المملكة يبلغ حالة واحدة لكل 51 شخصاً، ومع ذلك لا يزال القطاع يواجه تحديات مثل محدودية المراكز المتخصصة ونقص الكوادر المؤهلة وعدم توافر تغطية تأمينية شاملة".
وتطرق الأمير سعود للحديث عن المبادرات التي أطلقها المجلس قائلاً: "تبنى المجلس عددا من المبادرات النوعية منها حملة توعية وطنية ومبادرة ترخيص الدمج المدرسي وتطوير التأهيل المهني والتعاون مع هيئة التأمين لحل تحديات التغطية التأمينية".
واختتم الأمير حديثه: "يمثل لقاؤنا اليوم فرصة لتبادل الخبرات والرؤى لتطوير أعمال المجلس ومبادراته المستقبلية، نؤمن بأن تضافر جهودنا هو السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة وتلبية احتياجات هذه الفئة العزيزة".

تحديات الدمج في التعليم

تكريم الدكتورة حصة آل مشعان من الأمير سعود بن عبد العزيزآل سعود


الدكتورة حصة آل مشعان مدير عام الإدارة العامة لبرامج ذوي الإعاقة في وزارة التعليم تطرقت خلال الجلسة الحوارية لدور وزارة التعليم في دمج ذوي التوحد بمدارس التعليم، واعتبار ذلك من ضمن أهمية وأولويات الوزارة التي تقدم أنماطاً مختلفة من الدمج وفقاً لاحتياجات وقدرات ذوي التوحد، مع وضع خطط تربوية فردية حسب الحاجة، وتوفير غرفة مصادر متكاملة. ومن أنماط الدمج نشير للدمج المكاني، وهو فصول ملحقة بالمدارس لها خدمات متخصصة وخطة فردية تتناسب مع احتياج الطالب.
وأشارت المشعان إلى وجود المراكز والمعاهد المتخصصة لتقديم الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، مع الحرص على تقديم العلاج الطبيعي والوظيفي وغيره لتحسين مستوى التعلم، بالإضافة إلى سعي الوزارة لمد جسور التواصل مع المعهد المهني، وإيجاد برامج متميزة تسهم في دمج الأشخاص من ذوي التوحد. هذا إلى جانب العمل مع المركز الوطني لتطوير مناهج التعليم التي تسهم في تقديم التعليم بأشكال أخرى لإدماج ذوي التوحد.
كما تسعى وزارة التعليم للتعاون مع وزارة الصحة ومركز الأمير سلطان للخدمات الإنسانية ومركز الهمة وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة؛ لتقديم الخدمات الصحية ومن أهمها عملية التشخيص الجيد.

جهود مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية

البروفيسور خالد الربيعان مدير مركز الأبحاث والمكتب العلمي في مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية أشار إلى اعتماد مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية منذ أكثر من 24 سنة تقديم خدماتها لأكثر من مليون و100 ألف مريض، ومن ضمنهم المرضى المصابون باضطراب طيف التوحد الذين تم تخصيص وحدة خاصة لهم في البداية من مهامها القيام بالمسح الميداني، ومعرفة مدى انتشار المرض ونوعه. كانت البدايات بسيطة، ونملك اليوم نحو 500 ملف. ومن ثَم كان الاتجاه لتخصيص كرسي خاص لإجراء مسح جيني لكل مريض يُحتمل أن يكون مصاباً بالتوحد، وبعد ذلك تم إطلاق برنامج خاص لخدمة ذوي التوحد، ومن ثَم مركز خاص، وحالياً هناك مشروع لخدمة المجتمعات لجعلها صالحة للتوحد بالإضافة لإطلاق برامج خاصة لتدريب المعلمين في المدارس على اكتشاف حالات الإصابة بالتوحد، وتم حتى الآن استضافة 50 مدرسة.
واختتم الدكتور خالد حديثه بالإشارة إلى التوجه العالمي لتصنيف اضطراب طيف التوحد ضمن الأمراض المزمنة.

التشخيص الدقيق والتدخل المبكر

الدكتور فيصل القرشي


وأوضح الدكتور فيصل القرشي استشاري طب تطور وسلوك الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر؛ أن عملية تشخيص التوحد تمتد خلال الطفولة المبكرة إلى 8 سنوات من عمر الطفل حيث يمر الطفل بأكثر من مرحلة تشخيصية، ولهذا برنامج المسح المبكر الوطني لجميع الأطفال ما بين 16 شهراً و30 شهراً خلال زياراتهم لمراكز الرعاية الصحية الأولية وتعبئة الاستبيانات التشخيصية، والأطفال الذين يتبين احتياجهم لجلسات تشخيصية متقدمة يتم تحويلهم إلى عيادات الاختصاص ليتم تشخيصهم، وجملة الجلسات التشخيصية تمتد من ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين بوجود استشاري أو فريق متعدد التخصصات من استشاري واختصاصي نطق وتخاطب والعلاج الوظيفي والعلاج السلوكي، كل ذلك من أجل العمل كبوتقة واحدة والوصول إلى تشخيص واضح وبداية مرحلة التدخل المبكر التي تُعَدُّ الأساس في علاج التوحد، وفي حال وجود اضطرابات وسلوكيات مصاحبة للتوحد يتم تقييم هذه السلوكيات ودراسة أفضل وأنجح التدخلات الدوائية التي يحتاجها الطفل مع المتابعة.

التأمين الصحي

وأكد الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام تطوير حزمة المنافع الصحية بمركز التأمين الصحي الوطني أن الدولة ضمنت العلاج المجاني لجميع المواطنين، وإلى التوجه الجديد للبرنامج الصحي القائم على تحديد وفصل الأدوار، بحيث تكون وزارة الصحة هي المشرع للقطاع الصحي بشكل كامل ومركز التأمين هو الممول، وتعيين جهات لتقديم الخدمات بحيث يكون كل مجمع صحي مسؤولاً عن مجموعة من المواطنين مسؤولية كاملة، ويقوم بأخذ مقابل على الشخص الواحد بناءً على الحالة الصحية داخل المجمع، وهو ما سيسهم على التركيز على الاكتشاف المبكر والوقاية قبل حصول المرض مع تحديد مستهدفات للمخرجات.

مشاركة المجتمع المدني

وقال الدكتور صالح الصالحي رئيس اللجنة الوطنية لاضطرابات النمو في المجلس الصحي السعودي: "يُعَدُّ الملتقى ترجمة واقعية لمشاركة المجتمع المدني وفقاً لتوجيهات القيادة في تطوير الخدمات الحكومية بشكل عام وإبداء الرأي ومراقبة الخدمات التي تُقدَّم لذويهم.
وأضاف : اليوم الملتقى أشبه ما يكون بحاضنة لتلقي مقترحات تطويرية للمجلس بحيث يتبناها المجلس، ويسعى لعمل مبادرات لتنشيط القطاعين الحكومي والخاص والمبادرات الفردية الخاصة بالمصابين باضطراب طيف التوحد من جميع فئات المجتمع من أطفال ومراهقين وكبار سن، سواء كانت تلك الخدمات تعليمية أو اجتماعية أو صحية، منها: تحسين التدخل المبكر، والعلاج السلوكي المكثف، وتطوير التعليم كماً ونوعاً، وتغطية الخدمات الصحية من قبل التأمين الصحي الوطني، والنظرة المستقبلية لتغطية اضطراب طيف التوحد كغيره من الاضطرابات والأمراض الأخرى".
واختتم الدكتور صالح: "دونت الكثير من الاقتراحات من خلال الجلسة الحوارية مع الحضور، التي سيتم حصرها والعمل على تنفيذها، والتي من شأنها أن تسهم في تطوير الخدمات المقدمة".

متطلبات الأهالي

الدكتورة أروى أخضر


وقالت الدكتورة أروى أخضر اختصاصية تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة: "سعيدة بوجودي اليوم في الملتقى بدعوة كريمة من المجلس الاستشاري لخدمات التوحد؛ للاستماع لهذا الثراء المعرفي والخدمات المتميزة التي تقدمها السعودية، وعلى وجه الخصوص ما يُقدَّم لأبنائنا من ذوي اضطراب طيف التوحد، وكذلك الرؤى والتطلعات المستقبلية، وكلنا أمل في تفعيل التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى الذي يشير لأهمية الشراكة بين القطاعات المختلفة، وإتاحة المجال للأسر للمشاركة في مثل هذه المناقشات ليخرج الملتقى بتوصيات متميزة تخدم ذوي التوحد في مختلف القطاعات، وكذلك تلبية احتياجات أسر ذوي التوحد الذين لديهم العديد من المتطلبات والتحديات التي تواجههم، وإيصال صوت أبنائهم للمسؤولين في القطاعات المختلفة".


اقرأ المزيد : الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود "لسيدتي": تطور نوعي يشهده مجال التوحد في السعودية