خطة محكمة رسمها بطل قصتنا، حتى انتهى بها إلى الاعتداء على الفتاة التي أوقعها بشباكه عبر الإنترنت، مصيره ومصيرها تابعتهما «سيدتي نت» في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.
كانت المرأة الكازاخستانية، واسمها إيلينا، تبلغ من العمر 26 عاماً تتصفح شبكة الإنترنت عندما انتهى بها المطاف بالدردشة مع المدير الأردني البالغ من العمر 34 عاماً في واحد من مواقع (الدردشة).
كان رجلاً ذا أسلوب راق ومؤدب.
حاز على إعجابها بمهاراته الجدلية في حديثه معها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. ويعد انبهارها بكلامه الراقي، قررت أن تتعرف إليه. استمر حديثهما في أول مكالمة هاتفية أقل من دقيقتين، حيث أكدا لبعضهما البعض أنهما هما اللذان تحدثا مع بعضهما عبر الإنترنت.
ادعت الفتاة للشرطة أنه بعد يومين من أول مكالمة هاتفية له، اتصل بها مرة أخرى، ودعاها للخروج. تتابع إيلينا: «أخذني بسيارته وقاد نحو منطقة في دبي، وعندما ضل طريقه اقترحت عليه أن نذهب إلى مقهى معروف. تناولنا العشاء، ثم أخذنا سيارة أجرة، وذهبنا إلى فندق آخر، حيث أكملنا سهرتنا، ثم قلت له إنني أريد العودة إلى منزلي.
عندما نزلت من سيارة الأجرة نزل ورائي، رفضت السماح له بالصعود معي إلى شقتي... وأصبح عدوانياً، وصرّح برغبته في ممارسة الرذيلة معي. وحسب أقوالها، فإنها عندما رفضت انفجر بكل عصبية وقال وهو يمننها: «أنفقت الكثير من المال عليك».
إصرار
أمسك المتهم بالمرأة من الخلف، ووضع شيئاً حاداً على ظهرها، تعتقد أنها كانت سكيناً، فشعرت بالخوف. وعرضت منحه 200 درهم على أن يتركها، لكنه وجه لكمات لها، وقام بالاعتداء عليها بوحشية. وأزال ملابسها بالقوة واغتصبها في غرفة نومها. ثم سرق «الآي فون» خاصتها، والكمبيوتر المحمول والمال وهرب من الشقة، تاركاً إياها في حالة من الصدمة والرعب.
«الشرطة هرعت إلى شقتها، وأطلقت سراحها بعد أن قام المعتدي بإغلاق بابها من الخارج». هذا ما قاله ضابط لـ«سيدتي نت».
فاتهمت النيابة العامة في دبي الأردني بالتهديد بقتل إيلينا، وحبسها في شقتها واغتصابها وسرقة ممتلكاتها بعد الاعتداء عليها. كما اتهم بالتسبب في عجز دائم لها نسبته 2 %.
بالتراضي
كانت «سيدتي نت» موجودة في المحكمة الجنائية في دبي عندما ظهر المتهم وقال للقاضي: «لا يا سيدي. أنا لست مذنباً. لم أقم باغتصابها، ولكن العلاقة الحميمة بيننا كانت بالتراضي. وقد رفعت هذه الادعاءات ضدي؛ لأننا تنازعنا على أجرها. واضطررت لضربها دفاعاً عن نفسي. ولم أستخدم أي أداة حادة أو سكيناً على ظهرها كما زعمت».
لكن المحكمة الجنائية في دبي وجدته مذنباً؛ لممارسته الاعتداء والاغتصاب والسرقة. وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لجريمة الاغتصاب ولمدة عام للاعتداء والسرقة. وفي الوقت نفسه برأته المحكمة من اختطاف وحبس إيلينا في شقتها.
أقوالها
استناداً للتحقيقات الأولية، فقد خطف المتهم الضحية وضربها حتى فقدت الوعي. ثم ألقاها على السرير واغتصبها. كما اتهم بضربها وجلدها بسلك كهربائي وسرق أمتعتها. وكما ذكرت إيلينا: «أنا وافقت على الذهاب معه إلى شقتي على أمل أن تكون إحدى زميلاتي في السكن موجودة وتساعدني. ولكن حالما دخلنا الشقة شدني من شعري، وبدأ بالاعتداء علي.
دفعني إلى غرفة النوم وبحث عن المال. عندما صرخت، ضربني وخبط رأسي إلى الحائط كثيراً. سأل مراراً وتكراراً أين أخفي المال. كان غاضباً بشكل جنوني، وقام باغتصابي عدة مرات. عندما أنهى اغتصابه لي، رماني في حوض الاستحمام، وفتح الماء على رأسي، ورش الفلفل الحار والصلصة والملح علي ثم غادر.
كنت مرهقة وأعاني ألماً شديداً. تمكنت بالكاد من الوقوف، ومناداة شخص ما لمساعدتي قبل أن يغمى علي. استيقظت في سرير في المستشفى».. هذا ما ادعته إيلينا أثناء الاستجواب.
ترحيل
أظهرت سجلات المحكمة أن المتهم استأنف الحكم الابتدائي أمام محكمة استئناف دبي في سعيه لتبرئة نفسه أو تخفيض عقوبته. وقد أيدت محكمة الاستئناف مؤخراً حكم السجن مدة أربع سنوات ضده، وبناء على هذا سيتم ترحيله بعد أن يكمل فترة سجنه.
وقال شرطي إنهم ألقوا القبض على المتهم بعد تتبع رقم لوحة السيارة. وتابع: «عند سؤالنا له قال المتهم ذو الـ34 عاماً، إن إيلينا عرضت عليه ممارسة الرذيلة بالتراضي مقابل 500 دولار، وإنه ضربها لأنها عضت صدره ولسانه خلال العلاقة بينهما. كما اعترف أنه ضربها بسلك، وسرق هواتفها النقالة، وجواز السفر والمتعلقات الشخصية».