في الكويت بحثت سيدة أمام المحكمة عن "محلل" يمكنها من الرجوع لطليقها من دون شروط أو مقابل مادي، أما في الرياض، وبحسب رواية تناقلها الشباب متأملين أن تتكرر معهم، فسيدة سعودية بحثت عن محلل في "سوبر ماركت"، وأغرته بالمال من دون أن يعلم بغرضها.
وبعد شهر عسل أوروبي كان على حسابها الخاص طلبت الطلاق بمقابل مادي، لتهنأ مرة أخرى مع طليقها.. واكتشف الرجل انه لم يكن سوى محلل.. فكلمة من أربعة حروف تهز كيان أكبر البيوت، وتفرق بين الطرفين بشكل نهائي؛ فالطلاق الذي يعدّ عند البعض أهون الكلام، هو أبغض الحلال عند الله؛ لذا كان لكل مطلق عقاب يتحمله خاصة بعد أن يصبح الطلاق لا رجعة فيه.
لكن في قصة السيدة الكويتية، يبدو أنّ إيجاد المحلل بات كعقاب لها ما اضطرها للوقوف أمام باب المحكمة بحثاً عنه، ورغم تبرع أكثر من شاب للقيام بهذا الأمر، إلا أنّ المقابل المادي، الذي يبدو أنها لم تكن تملكه، وقف في طريقها بحسب صحيفة الرأي الكويتية، وبعد بحث مضنٍ قرر محام مساعدة الفتاة، وتبادل معها أرقام الهواتف لإيجاد المحلل بلا مقابل مادي.
معرفة أسباب الطلاق
المحامي والمستشار القانوني خالد الشهراني علق في حديث خاص لـ"سيدتي.نت" على الحادثة، مشيراً إلى أنّ من طلق زوجته ثلاثاً بلفظ واحد حرمت عليه حتى تنكح زوجاً غيره في قول أكثر أهل العلم، وأنه ليس بينهم خلاف في أنّ المطلقة ثلاث تطليقات بألفاظ متعددة ترتجع بعد كل تطليقة، لا تحل للمطلق حتى تنكح زوجاً آخر.
وفي الوقت ذاته أكد على أنّ الزواج بنية الطلاق أمر حرمته الشريعة الإسلامية، موضحاً بأنّ بعض المطلقين يأتون بحجج واهية من أجل تبرير ما قاموا به خاصة عند شعورهم بالندم، فيقولون إنّ الطلاق تم في حالة غضب.. سؤالي متى يطلق الإنسان وهو مبسوط وفرحان؟!!.
ونوه إلى أنّ الزواج بنية الطلاق من أجل تحليل الزوج لا يقبل به أي قاضٍ لو علم بما يدور بنفس الزوجين، مشيراً إلى أنّ الطلاق لو تم أمام المحكمة سيكون للقاضي حق معرفة أسباب الطلاق، وحتى لو تم الأمر بطريقة الخلع فالقاضي أيضاً يجب أن يعرف سبب فسخ العقد، وفي حال أخفى الزوجان نيتهما فإنّ الإثم يقع عليهما.
زواج "المحلل" محرم
وأشار إلى أنّ الزواج بنية الطلاق أو زواج "المحلل" أمر محرم بإجماع الفقهاء، بل إنّ رسول الله _صلى الله عليه وسالم_ قال: "ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو المحلل. لعن الله المحلل والمحلل له".
وعن القضية التي يتناقلها الشباب في السعودية حول السيدة التي تزوجت برجل وأعطته مبلغاً مالياً ليطلقها لترجع إلى طليقها، قال الشهراني: "نيتها لا عبرة لها فالطلاق بيد الرجل، وهناك حكمة في تحريم "المحلل"، بالإضافة إلى أنه عقاب للمطلق، وإلا أصبح الأمر أشبه بالبيع والشراء، وتهاون الناس في الطلاق".