سعت الإمارات دائماً لتوفير سبل الأمن والرخاء لمواطنيها والمقيمين فيها على حد سواء، وفتحت بابها لتجنيس أفراد من جنسيات مختلفة؛ لينضموا إلى صفوف مواطنيها، وليكون لهم ما لهم من الحقوق والواجبات، وفي العيد الحادي والأربعين التقت «سيدتي نت» بعضاً ممن نالوا الجنسية الإماراتية، فهنأوا القيادة الحكيمة في هذه المناسبة، وحدثونا عن ذلك التحول الكبير في حياتهم.
يعمل خليفة فيصل علي عبيد بالتجارة، ومنذ حصوله على جنسية الإمارات تعهّد بأن يبذل قصارى جهده من أجل رد الجميل إلى دولته. يتابع قائلاً: «لاشك أن حصولي على الجنسية أعطاني مزايا اقتصادية واجتماعية كثيرة؛ حيث أصبحت واحداً من أبناء الإمارات الذين يعملون في مجال التجارة دون خوف من المستقبل، وهذا أدى إلى تماسك أسرتي، خاصة أننا نعيش على هذه الأرض منذ زمن ليس بالقصير». و
مثله اعتبر محمد علي محمد، موظف في دائرة محلية، أن حصوله على الجنسية دعّمت من استقرارهم الأسري، وهذه الميزة حلّت الكثير من التحديات والمصاعب التي كانت تواجههم في حياتهم المعيشية العامة، خاصة في العمل وزيادة الرواتب. يستدرك: «بمقدورنا توطيد كل الروابط مع العديد من أسر المجتمع».
نقطة تحوّل
هذا العنوان كان أصدق تعبير عند محمد عبدالله البلوشي، يعمل في شركة للأسهم، فيوم انتمائه للوطن الإمارات أعطاه دفعة قوية للأمام، في مجال عمله، كما أعطاه الدافع ليس للانتماء فقط، بل للالتصاق بتراب الوطن، وتابع: «الكثير من أبناء الإمارات عاشوا فيها منذ ولادتهم، وحصولهم على الجنسية عزّز التلاحم الأسري بينهم وبين الأسر الأخرى، وهذه المكرمة هي دلالة قاطعة على حرص دولة الإمارات على تقديم كل سبل الدعم والراحة من أجل استقرار العائلات».
وكغيره اعتبر عيسى الشحي، يعمل في قطاع المقاولات، حصوله هو وإخوته الثلاثة على الجنسية تعزيزاً لوضعهم الاقتصادي، يتابع: «أصبح مردودنا المادي عالياً؛ عندما لمسنا زيادة في الرواتب والمنح الدراسية، وإعطاء فرصة أكبر للعمل في كل القطاعات».
أيّده في القول المواطن سعيد حميد الغافري، فالجنسية حسّنت من دخله، وأصبح موظفاً تنطبق عليه القوانين الخاصة بالمواطنين، وجددت ثقته في محيطه الاجتماعي. يعلّق: «هذا كله أدى إلى مزيد من الاستقرار الاجتماعي والوظيفي».
ازداد دخلنا
تعتبر عنود علي محمد، (ربة منزل)، اليوم الذي مُنحت فيه الجنسية عيد ميلادها الحقيقي؛ وعلّقت: «أسرتنا أصبحت تعيش حياة طيبة من خلال زيادة الدخل، بالإضافة إلى تحسُّن وضعنا الاجتماعي».
فيما بنان علي محمد، وهي طالبة في الجامعة، حمّلتها الجنسية التي اكتسبتها مسؤولية لبذل مزيد من الجهد. تستدرك: «بل أعطتني الفرصة لاستكمال دراستي الجامعية والعليا على نفقة الدولة، وهذا يعتبر مكسباً كبيراً لنا، ولاشك أن حصولي على الجنسية منحني الثقة والاعتزاز بالنفس على الصعيد الاجتماعي، فأنا أعمل بقوة على تأمين مستقبلي؛ لأن فرص العمل متاحة أمامي، وهذا بدوره يعتبر مردوداً اقتصادياً لي ولأسرتي، وأنا أشعر بالأمان حتى لو أنجبت في المستقبل؛ لأن مصير أبنائي أصبح مضموناً».
شاركتهما الرأي فاطمة علي محمد محمود، موظفة بنك بدبي، وتابعت: «المكرمة أثلجت صدر عائلتي كلها، حتى إن عملي في المصرف زاد من مكانتي الوظيفية، وهذا بالتأكيد عزّز مكانتي الاجتماعية داخل البنك وخارجه، وهذا يعتبر مكسباً كبيراً».
اندماج عائلي
سارة إبراهيم علي، تدرس القانون في إحدى جامعات الإمارات، اعتبرت حصولها على الجنسية تحقيقاً للكثير من طموحاتها، الدراسية العليا ستكون على نفقه دولة الإمارات. تتابع: «عشت وسط العائلة الإماراتية المحافظة على العادات والتقاليد، ويمثل هذا الإنجاز الذي تحقق أيضاً حافزاً لبذل مزيد من الجهد لخدمة هذا الوطن المعطاء».
ويعترف بصراحة المواطن سهيل أبوبكر عبدالله المنهالي، موظف، بأن حصوله على الجنسية الإماراتية أسهم في حلّ الكثير من المشكلات، خاصة الاقتصادية التي واجهته في حياته المعيشية العامة، ويقول والفرحة ترتسم على محيّاه: «إن التحديات والمصاعب أصبحت الآن خلفنا، حيث نتمتع بجميع الحقوق والواجبات مثل أي إماراتي، وعلى ذلك بات علينا العمل بكل ما نستطيع عمله لرد الجميل إلى وطننا».
الحاكم والرعية
تعتبر نوال الأشرم، من أقدم التربويات بالإمارات، أن شعورها بالانتماء لهذه الأرض يرجع منذ وطئت قدماها أرضها في العام 1962 مع زوجها المرحوم سميح الباشا، الذي كان من الرعيل الأول الذي شارك في تأسيس التعليم النظامي في الإمارات.
تعود نوال بذاكرتها إلى تطوّر التعليم وتحوّله من الكتاتيب إلى التعليم النظامي، والذي يعد ثمرة من ثمار الثاني من ديسمبر «عيد الاتحاد الوطني»، مؤكدة أنها تأمل -كما زوجها- أن تدفن في الإمارات الذي تحبه وطناً يحنو على أبنائه برفق، حتى في أحلك الظروف وأصعبها.
وتتابع: «أول ما لفت نظري عندما استقررت في دبي ثم الشارقة ورأس الخيمة وأخيراً في أم القيوين، طبيعة العلاقة بين الحاكم والشعب؛ التي تتسم بالأبوية الكاملة، فبابه مفتوح طيلة النهار، ويقابله من يريد دون أي حواجز أو قيود؛ ما عكس علاقة متميزة في لغة الحوار بين الحاكم والرعية». وبدت فخورة بعادات المجتمع الإماراتي، التي تربط الكل بعلاقات وطيدة منفتحة على الآخر بحدود.
الوطن قيمة في داخلنا
قَدِمَ حسين عز الدين من مصر مطلع السبعينيات معلماً لمادة التاريخ والتربية والوطنية، ويرى أن الوطن قيمة نحملها في داخلنا؛ تعني تراب المكان الذي يحترم كرامة وآدمية الإنسان، ويحرص على راحته واستقراره، وهو ما وجده هنا في الإمارات.
يتابع: «أعيش في عجمان منذ أن كنت شاباً، وها أنا أقترب من الستين وكلي حب واحترام، وهي مشاعر لا أجامل بها أحداً؛ إنه شعور داخلي، فكلما ابتعدت عن الإمارات زائراً لأي بلد يقتلني الشوق، ولا أشعر بالاطمئنان إلا بعد أن أنزل من الطائرة وأحط رحالي في الوطن؛ الذي يعاملني كابن من أبنائه».