«ياما في الحبس مظاليم» مقولة ذاع صيتها وتتردد كثيراً عن كل من تعرض لظلم بيّن.. وتنطبق هذه العبارة على حالة الفنانة حبيبة، التي اتهمت بقتل زوجها القطري، عطا الله جعفر، بدعوى الحصول على أمواله وميراثه.
ومن ثم قررت المحكمة حبسها عشر سنوات، على الرغم من عدم وجود أي دليل مادي واحد، إلى أن انكشفت الحقيقة وثبتت براءة حبيبة بعدما تم القبض على الجناة الحقيقيين، وهم يبيعون مقتنيات زوجها الراحل.
كانت حبيبة قد أقامت دعوى تعويض ضد وزارة الداخلية المصرية، عما لحق بها من ضرر نفسي ومعنوي، وبالفعل حصلت على مليون جنيه، وهو يعدّ أكبر تعويض في تاريخ القضاء المصري.
«سيدتي» التقت حبيبة؛ لتكشف عن تفاصيل مثيرة بخصوص قضيتها الشهيرة.
نريد أن نذكر القارئ بأبعاد قضيتك، فكيف كانت البداية وكيف تعرفتِ إلى زوجك؟
** تعرفت إليه من خلال عملي في مسرحية «بهلول في إسطنبول» مع النجم سمير غانم؛ حيث كان من بين الحضور، وفوجئت به يعرض عليّ الزواج؛ فقبلت.
زواج عرفي
قيل إنه كانت هناك خلافات قبل الحادث، وأنك طلبت منه الطلاق قبل قتله؟
** كانت هناك خلافات، لكنها عادية مثل التي تحدث بين الأزواج، والسبب تأخيري في العمل بالمسرح، لكن لم يحدث أن طلبت منه الطلاق أبداً، خاصة أن مدة زواجنا كانت ثلاثة أشهر، وقتل وأنا زوجته.
قلت إن الأسرة والجيران وأهل المجني عليه كانوا على علم بزواجك، إذاً لماذا كان الزواج عرفياً وليس رسمياً؟
** لأن زواج المصرية من أجنبي لا يتم على يد المأذون مباشرة، فمن المفترض أنه في البداية يقوم المحامي بتوثيق أوراق رسمية، بعدها يجيء دور المأذون، وكان زوجي يستعد لتوثيق الزواج من عرفي إلى رسمي.
تعويض كبير
هل حقيقي أن مبلغ التعويض الذي حكم لصالحك، وهو مليون جنيه يعدّ الأعلى في تاريخ القضاء المصري في قضايا تعذيب؟
** نعم هذا صحيح ولكن المبلغ في حد ذاته إذا كان كبيراً في نظر الناس، إلا أنه لا يعوض ولو جزءاً بسيطاً عما تعرضت له من تعذيب وإهانة داخل أسوار السجن طوال خمس سنوات كاملة عقاباً على جريمة لم أرتكبها.
عندما تم الحكم عليك بالسجن عشر سنوات، هل اقتنع أحد من نزلاء سجن القناطر ببراءتك؟
** هناك من صدقني داخل أسوار السجن، وهم قلة، إلا أن الكثيرين لم يصدقوني نظراً لاعترافي بارتكاب الجريمة، فهم لم يستوعبوا أنني وقعت على الاعتراف لكي أحمي نفسي وكرامتي وشرفي وشرف أهلي من الضابط الذي عذبني لمدة ثمانية أيام شاهدت فيها العذاب بكل أشكاله، وكان من الممكن أن أصمد وأتحمل هذا التعذيب النفسي والمعنوي وجرح الكرامة، إلا أنهم هددوا بتعذيب أمي وأختي وجدتي، فاعترفت بكل شيء يريده الضابط إلى درجة أنه كان يذهب معي للنيابة؛ خوفاً من أن أغير أقوالي.
أيام سوداء
وكيف عرفت ببراءتك وأنهم قبضوا على المتهمين؟
** من الذين كانوا معي في السجن، ووقتها ذهلت وعرفت أنهم قبضوا على أحد المتهمين عندما ذهب لبيع ساعة ألماس كانت تخص زوجي بخمسمائة جنيه فقط.
لماذا لم تطلبي ميراثك الشرعي من أهل زوجك؟
** لن أطلب منهم شيئاً، كما أنهم لم يعرضوا عليّ، ويكفي ما هم فيه؛ فقد فقدوا ابنهم في ظروف ليست سهلة على أحد، وكان الله في عونهم وعوني وأنا متنازلة عن كل شيء.
تهديد بالقتل
سمعنا أنك تلقيت تهديداً بعد ما تم الحكم لصالحك بالتعويض، فما صحة هذا الكلام؟
** بالفعل تلقيت مكالمات تليفونية يهددني فيها أشخاص بالقتل، وأن مصيري سوف يكون مثل سعاد حسني إذا لم أتنازل عن التعويض، وقمت بتسجيل بعضها وسلمتها لمكتب النائب العام، ولكنه لم يعرها أي اهتمام ولا أعرف السر وراء ذلك.
حكايتك تصلح لعمل سينمائي، ألم تفكري في ذلك؟
** أنا بالفعل انتهيت من كتابة القصة، وأبحث عن سيناريست ومعي المنتج، وقريباً سيظهر الفيلم للنور.
وما هي تفاصيل ما كتبتِه؟
** أنا ركزت ثمانين في المائة من القصة على الأيام الثمانية التي رأيت فيها الجحيم من المباحث أثناء التحقيق معي.