«هي تطبخ وأنا آكل، هي تغسل وأنا ألبس، أرفع رجلي لتكنس من تحتها بالمكنسة الكهربائية». هذه هي المشاركة من وجهة نظر البعض، بعضهم ينادي بضرورة دعم المرأة في المنزل، وهو لا يكلّف نفسه عناء غسل جواربه الخاصة، بعضهم ينادي بضرورة مشاركتها السياسية، ثم ينكشف موقفه الكاذب، «سيدتي» تناقش في هذا الملف تناقضات الرجال في تعاطيهم مع حقوق المرأة.
في السعودية.. تزييف وجرائم بسبب التناقض
لجأت زوجة أحد الداعين إلى حقوق المرأة إلى الكاتبة السعودية والمستشارة الأسرية، الدكتورة سلوى العضيدان؛ تشكو من سوء معاملة زوجها لها، إضافة لكونه يرفض عملها، وحين تواصلت معه الدكتورة العضيدان، ذكّرته بما يقول ويدعو إليه، فقال لها: «هذا الكلام الذي أقوله فقط للاستهلاك الإعلامي»، وتضيف العضيدان: «مرضى الازدواجية كثيرون، كما أنّ المرأة تتهاون في المطالبة بحقوقها».
الرجال «عيب»
أرجعنا عضو مجلس الشورى الأسبق، الدكتور محمد آل زلفة، إلى خبر قتل الداعية لابنته، ليؤكد أنّ هذا هو التناقض بعينه، ويتابع: «في الماضي كان هناك من اعتدوا على حريات الآخرين بسبب تناقضهم، وحين اهتدوا أصبحوا أكثر إيلاماً.. وهؤلاء كثر، من الصعب إحصاؤهم».
في الإمارات.. يحمونها.. ألا يكفي؟
يختزلون حقوقها في الخروج إلى الحفلات وإشعال السيجارة والجلوس في المقاهي والاستمتاع بالشيشة، وتدرك حنان أحمد، طالبة إعلام، هذا التسلط الفكري الرجولي، وتتابع: «زوجي يشجع استكمال الدارسة، ولكن في الوقت نفسه؛ يتمنى أن يتوقف هذا التقدم العلمي؛ بسبب انخفاض مستواه الثقافي، لكنني فهمت الدرس جيداً».
الرجال .. عليها مراعاتنا
يجد المحامي، هاني مرجان، أن علاقته مع زوجته مبنية على التكامل واحترام الحقوق، ويستدرك: «إذا وصل أن لا رابط بين المرأة والرجل إلا مجال العمل؛ فطبعاً الرجل يسعى جاهداً إلى التفوق عليها، وهذا موجود حتى بين المرأة ونظيراتها» كما أن الدعم الدائم عبارة عن كلام لنيل رضا المرأة، برأي المحامي مرجان!
فيما يعتبر عمر فرحان، موظف، أن حماية الرجل لأمّه وأخته وبناته وزوجته، أكبر دليل على دعمه لها!.
في الكويت.. يرفعن الراية البيضاء أمام المجتمع الذكوري
تكشف المحامية، مريم فيصل البحر، أن المجتمع الكويتي يعشق المرأة كأم وابنة وأخت، وتتابع: «أما حقوقها فهي مهضومة، وعلى سبيل المثال، أقر المشرّع قرض المرأة الإسكاني بقيمة 70 ألفاً، إلا أن بنك التسليف قام بتخفيضه إلى 45 ألف دينار، فضلاً عن أن المساحة المطلوبة للعقار لا تتناسب مع قيمة القرض، والدستور في مادته الـ «29».
رد رجل.. كائنان مختلفان
لم يفهم أبو فيصل، موظف، حقيقة المقصود بالمساواة بين المرأة والرجل؟! وتابع: «هذا أسخف شيء سمعته في حياتي، فكيف نساوي بين كائنين مختلفين بالأساس؟ فهن يطالبن بالمساواة ولا يعملن كالرجل، بعض زميلاتي يحضرن إلى العمل دون أي جدوى؛ فقط للتسلية، والذين ما زالوا يطالبون بها منافقون".
في مصر.. وقوف ضد ميراثها وتعليمها!
عندما توفي والد صديقة رضوي عامر، محاسبة، حاول شقيق الصديقة منعها من جزء من حقها في ميراث أبيها؛ فقد ترك لهما أبوهما بيتاً ملكاً، وبعض النقود، تعلّق: «الأخ ينكر حقها في البيت حتى الآن؛ رغم أنه حق مفروض بالدين والشرع».
وعندما التقت صديقة نورين سعد، ربة منزل، بمن سترتبط به وهي تدرس في الجامعة، كان يستقبل آراءها بكل احترام وتفهم، وقد أوقفت دراستها لانشغالها بالحياة الزوجية، وعندما أرادت العودة؛ فوجئت بمنعه لها!
الرجال.. المردود مطلوب
حمدي أسعد، موظف، لا يرى بأساً في عمل المرأة، مادام خروجها من البيت يعود عليه بالمال؛ الذي يساعده في مصروف البيت، يتابع: «على ألا يكون دواماً طويلاً، فلابد أن تعود وتتم واجباتها نحوي، يعني مساواة في العمل وتنسى حقوقي، هذا غير وارد»!
في البحرين.. الرجال بشخصيتين
تشير مشرفة المراسلين بإذاعة البحرين، سناء صقر، إلى أن الرجل _والخليجى تحديداً_ يعيش بشخصيتين، وتؤكد مديرة شؤون الموظفين، أمل عبدالرحمن، ما يقال عن الرجل؛ فشقيقها لا يسمح لها بنزع الحجاب أو عدم ارتداء العباءة أثناء الدوام، ولكنه دائماً يدعو إلى تحرر المرأة واستقلاليتها، وكثيراً ما يكتب مثل هذه الشعارات على تويتر والفيسبوك، بل إنه أحياناً ينادى بالاختلاط والصداقة بين الشباب والبنات، تعلّق: «رأيه واضح، هذا الكلام ليس لشقيقاتي وأهل بيتي».
الرجال
ياسر محمود، موظف بأحد الفنادق، يرى تناقضات الرجل تكون مخبأة من فترة الخطوبة؛ فيطمئن الفتاة بأنه سيكون عوناً لها، وساعدها الأيمن، ومشجعها على الدوام، وأنه لن يتخلى عنها؛ كي تستطيع أن تجمع بين عملها العام ومسؤوليات البيت، يستدرك: «الواقع أن مسؤولية البيت والأبناء؛ هذا فوق تحملنا؛ لأن الله خلق المرأة لديها قدرة على العطاء، وخلق الرجل؛ كي يستمتع بهذا العطاء».
الرأي الاجتماعي
تؤكد المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني، المستشارة غير المتفرغة في مجلس الشورى، الدكتورة مها المنيف، أنّ ازدواجية بعض الرجال الذين يطالبون بحقوق المرأة، ولا يقدمون ما يطالبون به لزوجاتهم؛ منتشرة بكثرة في السعودية، فالشخص يتجمل، بحكم مركزه الوظيفي أو الاجتماعي.
فيما حسبما تقول أمل العوبد، الأخصائية الاجتماعية من الإمارات، أن الإماراتي يخاف من تفوق المرأة؛ والذي أثر كثيراً على العلاقة الزوجية»، فشريحة كبيرة في المجتمع الكويتي تريد للمرأة أن تكون مجرد وسيلة لتربية الأبناء، ولكنهم لا يمانعون في حصولها على راتب برأي المختص في علم الاجتماع في جامعة الكويت، الدكتور علي الزعبي.
يؤمن أشرف المرزوق، مستشار شؤون العلاقات الزوجية والأسرية، من البحرين، بأن الرجل الخليجى يشعر أن زوجته وأمه وشقيقته هن بمثابة العورة، لا يسمح للآخرين بالاطلاع عليها.
وصاية
أجرت «سيدتي» استبياناً على 500 امرأة من البلدان العربية المشاركة في الملف، حول أهم 4 حقوق يتبجح بها الرجال بإعطائها للمرأة، وكانت النتائج كالآتي:
37 % أنهم يسمعون رأيها في البيت، وأن لها مكانتها ويستشيرونها في كثير من الأمور!
29 % يتبجح بحقوقها السياسية، وفي الوقت نفسه يسخر من مكانتها بها.
17 % يدعون أنهم يتركون الحرية لزوجاتهم وشقيقاتهم في ارتداء ما يشأن، لكن الحقيقة عكس ذلك.
7 % يتكلمون عن حريتها في الزواج، ويتدخلون في واقع الأمر؛ لحمايتها من نفسها.