هل تتذكرون توماس بيتي، الرجل الأمريكي الذي كان امرأة وأجرى عملية تحول للجنس ووضع مولوداً أنثى وغادر المستشفى؟.
فقد ولد توماس أنثى، لكنها أجرت قبل عشر سنوات عملية تغيير للجنس أزالت من خلالها ثدييها. واحتفظت بأعضائها الأنثوية. ثم فاجأ توماس العالم بإعلان أنه حامل. ومن المنطقة العربية هناك ساره التي تحولت إلى سامي بسبب عيوب خلقية في الأعضاء التناسلية.
ليس هذا موضوعنا، بل إشكالية لو ارتبطتِ عاطفياً بشخص ما وأراد الزواج بك وصارحك بأنه متحول جنسياً هل ستقبلين أم تصرفين النظر عن ذلك؟ والسؤال ذاته يمكن توجيهه للرجل أيضاً.. فماذا كان موقف كلا الجنسين؟ لنتابع هذا التحقيق:
أُسلوب وأداء مكتمل الرجولة
بداية أوضحت سماح جلال قائلة وعلى الفور: أكيد سأرفض إذا علمت بذلك التحول الجنسي قبل الزواج، ولا أنكر أنني سأصاب بحيرة وقلق، وأول تصرف أقوم به هو أنني سوف أبتعد وأرفض. لكن إذا وقعت في الفخ ولم أكتشف ذلك إلا بعد الزواج، سأحاول التعايش مع الوضع في حال أنني وجدت أسلوبه وأداءه مكتمل الرجولة.
سبب التحول
أما سامية صلاح فذكرت أنَّ هناك حالتين للمتحولين جنسياً، إما أن يكون قد تحول جنسياً لمرض نفسي يرفض من داخله أن يكون أنثى أو العكس، وإما بسبب عيب خلقي مثل أن يكون حاملاً لعضوين تناسليين، ذكر وأنثى، ففي الحالة الأولى بالطبع سأرفض تماماً كونه تحول نتيجة مرض نفسي يدل على وجود خلل في ذاته، وبالتالي سيؤثر في حياتنا الزوجيَّة، أما الاحتمال الثاني فربما سأقبل به إذ إنه مبتلى وليس له يد في ذلك.
حبٌّ وأُنوثة.. فلِم لا
أما من جانب الرجال فيعترف محمد الهلالي، مخرج برامج تلفزيونيَّة، أنَّه لن يرفض الارتباط بمن كانت متحولة جنسياً، خاصة إذا ربطتني بها مشاعر حبٍّ قويَّة وعرفتها مكتملة الأنوثة ومقتنع بها فلِم لا، سأكمل معها الحياة ولن يعنيني ماضيها أو أكترث لذلك، فهي محاسبة أمامي منذ اللحظة التي ارتبطنا بها معاً.
الرأي النفسي والاجتماعي
من الناحية النفسيَّة والاجتماعيَّة أوضح الدكتور خالد باحاذق، استشاري أسري وخبير نفسي بمستشفى المشفى بجدة، أنَّ عمليات التجميل التي يقوم بها الأطباء بما يسمى بالتحول الجنسي، هي في الواقع مثل أي عمليَّة لإعادة الأعضاء الطبيعيَّة لمن لديه خلل أو إعاقة جسديَّة، حيث إنَّه لا يمكن تحويل الذكور إلى إناث أو العكس، وإنما هي عمليَّة تجميل لإعادة الجسد إلى الوضع الطبيعي، وافتراضاً لو تم التحويل من ذكر كامل إلى أنثى فهذا غير ممكن، حيث إنَّ الجسد ليس الوحيد هو ما يحدد جنس الإنسان، وإنما هناك غدد مختلفة تكون متوافرة للذكورة تتوافق مع حالة الجنس، والحالة الهرمونيَّة والأحوال النفسيَّة.
لذلك فما يحدث هو حالة علاجيَّة وليس تحويلاً كما يعتقد البعض، وبعد العملية يتم أيضاً التأهيل النفسي وإعطاء الحالة الجرعات الهرمونيَّة اللازمة لتتمكن من الأداء الوظيفي كذكر أو أنثى.
أما ما يقوم به البعض بطلب تغيير الجنس لمجرد حالة نفسيَّة، فمثل هذه الحالات لا تنجح، حيث لا تتوافر أعضاء الجنس الآخر لتقوم بالوظائف الكاملة.
لذا أقول لمن يتقدم بالزواج ليكن مطمئناً أنَّ من تم إعادته إلى الذكورة أو الأنوثة فإنَّ الأمر يصبح عادياً، فهو أو هي، شخص بكامل الوظائف بعد العمليَّة، ويجب على من يقترن بمن تم إعادته، تحفيزه ليستمر بأداء دوره الجديد حتى يتمكن من معايشته من دون معوقات لحياة سعيدة.
وأضاف: على من أعيد إلى جنسه الأصلي وتعديل جسده، الاختلاط بأناس من جنسه، فإذا تم إعادته إلى الذكورة فعليه الاختلاط بالذكور لاكتساب المهارات الذكوريَّة، وكذلك من تم تحويلها إلى أنثى عليها معايشة الإناث لإعادة اكتساب المهارات الأنثويَّة، لتسير الحياة من دون عوائق نفسيَّة أو اجتماعيَّة.