لم تكن تعلم سعاد السويكت يوماً ما أنها سوف تقتحم مجال السفريات، الذي كان حكراً على الرجال لسنوات طويلة لكن بالإصرار والإرادة تمكنت من خوض التجربة بمزيد من التفاؤل وكثير من الخبرة.
أكدت سعاد السويكت أنّ دخول المرأة إلى أعمال لم يسبق لها أن عملت بها من قبل هي بمثابة فتح باب جديد لها للعمل ورسم أفق تسير عليه من بعدها بنات جنسها، منوهة إلى أنّ المرأة تقف بجوار الرجل للمشاركة والمنافسة في بناء الوطن وليس لسحب البساط من تحت قدميه كما يظن البعض. وقالت سيدة الأعمال السعودية سعاد السويكت في تصريح خاص لـ"سيدتي": "الفكرة تبلورت من شغفي وحبي للسفر منذ صغري، والاطلاع على ثقافة الدول الأخرى.
إضافة إلى تحملي مسؤولية تنظيم رحلات سواء للأسرة، أو لصديقاتي باحترافية، ثم توجهت للتوسع وتحويل الهواية التي أحبها إلى عمل خاص بي يقدم خدمات سياحية مختلفة إلى المجتمع بكافة شرائحه أو جنسياته، وعند عمل دراسة ميدانية لم أجد مكاتب نسائية تقدم خدمات سياحية للسيدات وتوفر لهنّ الخصوصية، وهنا أدركت التحدي الكبير الذي ينتظرني بكوني متفردة بذلك، وعلي إما الاستمرار وإما الانسحاب إلا أنني تمكنت بفضل الإرادة والإصرار أولاً، ثم بدعم والدي وأقاربي من إنشاء أول مكتب لتنظيم الرحلات السياحية في الخبر (شرقي السعودية)".
أما بالنسبة للعقبات التي واجهتها فأجابت السويكت قائلة: "كأي مشروع جديد والأول من نوعه على مستوى السعودية واجهت بعض العقبات في استخراج التراخيص والإجراءات الرسمية وبفضل من الله تمكنت من تجاوز هذه العقبات، ثم بدعم المسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية لهذا المشروع، بالإضافة إلى العقبة الأخرى المتمثلة في ندرة الكوادر النسائية الوطنية المتخصصة في هذا المجال، وذلك يعود إلى عدم وجود معاهد متخصصة في قطاع السياحة''.
وأضافت السويكت:" إنّ المرأة تجد صعوبة بالغة في الحصول على وظائف تناسب طبيعتها وخصوصيتها مقارنة بالرجل، الذي بإمكانه الحصول على أي وظيفة وفي أي مكان".
مشيرة إلى أنّ بعض التقارير التي صدرت عن وزارة العمل أثبتت أنّ الشرقية تصدرت طالبي العمل بنسبة 37.6 بالمئة، والشرقية تتميز بأنها بيئة استثمارية مناسبة، وتعد من أكبر المناطق وأكثرها كثافة سكانية، كما أنّ فتح المجال للتدريب في وظائف مختلفة أو التأهيل المنتهي بالتوظيف تتناسب مع سوق العمل السعودي، وقد أسهمت وبشكل جدي في حصول الشباب ومن كلا الجنسين على وظائف. علماً بأنّ المرأة بدأت تحصل على حقها الوظيفي، وأخذت تدخل معترك الوظائف، وخلال فترة بسيطة أثبتت وجودها.
وأضافت سعاد السويكت أنها قامت باستقطاب عدد من الفتيات السعوديات اللاتي يرغبن بالعمل في مجال السياحة والسفر، وتم تدريبهنّ على رأس العمل، وحالياً يثبتن جدارتهنّ في كافة العمليات التشغيلية والإدارية والتسويقية، وبالتالي ولله الحمد فقد حققنا سمعة طيبة في هذا المجال ونسبة رضا عالية من قبل عملاء المكتب.
لافتة النظر بقولها: "إنّ الرضا الوظيفي ضرورة ينبغي تحقيقها أيضاً؛ حيث إنّ توافر بيئة العمل المناسبة تحسّن وترفع من إنتاجية العاملين، كما تقلل من الغياب والتسرب أو الاستقالات، فالتحفيز والتشجيع واستكمال البُنى الهيكلية في مكان العمل يشكلان أولويات الإدارة لمضاعفة أداء العاملين وارتفاع الإنتاجية، وهذا ما سعيت جاهدة إلى تحقيقه لموظفاتي".
وبالنسبة إلى الخدمات التي تقدمها في ظل منافسة المكاتب والوكالات السياحية الأخرى أفادت السويكت: "إنّ المكتب يسعى إلى ابتكار وتصميم العديد من البرامج السياحية، التي تناسب كافة فئات وشرائح المجتمع كالبرامج العائلية الترفيهية والعلاجية والتعليمية وغيرها.
علماً بأنّ السفر والترفيه من أولويات الأسر في المجتمع السعودي الأمر الذي دعّم نمو المكاتب السياحية وازدهارها، والتنافس في تقديم أقل الأسعار وأفضل الخدمات السياحية، إلاّ أنّ بعضها لا يقدر على الاستمرار في المنافسة".
وعزت ذلك إلى أنّ المجتمع السعودي يعرف ماذا يريد ولديه ثقافة عالية وتوعية بأهمية الحصول على كافة الخدمات السياحية، التي تؤمن للأسرة الراحة والترفية بعيداً عن النصب والاحتيال نتيجة عدم وضع نظام صارم يطالب وكالات السياحة والسفر بالارتقاء بخدماتها، وحماية المتعاملين معها من أي تلاعب أو احتيال.
إضافة إلى أنّ تلك المكاتب تراجعت خصوصاً في ما يتعلق بـ "السياحة الخارجية"، مبدية استياءها من احتكار بعض وكالات السفر والسياحة المجال، وحصولها على تميز خاص في السوق المحلي ما يجعل البعض الآخر غير قادر على الحصول على فرصته.
وطالبت سعاد السويكت بتدخل الهيئة العليا للسياحة في الحد من عمليات التستر لأجانب يديرون السوق بأسماء مواطنين، ومنع وكالات سياحية أجنبية من تنظيم برامج سياحية في السوق المحلي، بالإضافة إلى منع أي شركات غير متخصصة في مجال السياحة والسفر، وغير معتمدة بالعمل في هذا المجال، والحد من احتكار بعض وكالات السياحة والسفر للفرص لدى بعض الجهات الحكومية والخاصة، وإعطاء الفرصة لكل الوكالات للتنافس وإثبات وجودها، وفتح المجال أمام الشباب من الجنسين للعمل في مكاتب السفر والسياحة، والتي لا يزال أكثر من 80 بالمئة من العاملين فيها من الأجانب.
واختتمت سعاد السويكت حديثها قائلة:" أطمح في القريب العاجل _إن شاء الله_ بافتتاح فروع للمكتب في كلٍّ من الرياض وجدة، وإنشاء معهد متخصص لتدريب الفتيات السعوديات على خدمات الحجوزات والسفر والسياحة"، ووجهت نداء إلى سيدات الأعمال بالتوجه للاستثمار في قطاع السفر والسياحية لخدمة أبناء الوطن ودعم الاقتصاد الوطني.