فضلت أم عبد الله أن تكون ولادتها لابنها البكر في إحدى المستشفيات الحكومية بدلاً من المستشفيات الخاصة التي كانت تسمع الكثير عن أخطائها الطبية، ولم تكن تعلم أنّ مولودها سيكون أحد نجومها؛ إذ تداولت وسائل الإعلام المحلية خبراً عن مولود تعرض لجروح على جبهته ورأسه بمشرط الطبيب أثناء عملية الولادة،.
والتي بررها الطبيب بقوله: شوية خربشة! وهو ما آثار سخط المتابعين للخبر، وكان أولهم ماجد الحربي خال المولود الذي التقته سيدتي نت _ وشرح ماحدث معه :" في يوم الولادة وبسبب تواجد زوج شقيقتي أبو عبد الله في مقر وظيفته في مدينة تبوك:" اتصلت بالمستشفى للاطمئنان على شقيقتي فأخبروني أنها في غرفة العمليات ولم تنجب بعد، ثم عاودت الاتصال بعد مرور ساعة أي في السابعة صباحاً فأخبروني بأنها أيضاً لازالت في غرفة الولادة، وعند التاسعة بدأ القلق يتسرب إلى نفسي فاتصلت بالمستشفى وطلبت منهم الاستفسار من الطبيب المشرف على ولادتها عن سبب تأخر شقيقيتي عن الولادة ، وما المشاكل التي تواجهها؟ فلم أجد منهم أي رد، وفي التاسعة والنصف أخبروني بأن شقيقتي وضعت طفلها، وأنها بخير.
وفي الثانية عشرة ظهراً تلقيت اتصالاً من شقيقتي تخبرني فيها بأنها بخير، ولكنها لم تتمكن من رؤية مولودها، ولا يوجد أحد يجيبها عندما تطلب منهم إحضار مولودها لرؤيته، لذلك تطلّب مني الحضور إلى المستشفى لأنّ وضعها الصحي بعد الولادة لن يمكنها من الذهاب للحضانة والتقصي عن الأمر، فهي تشعر بأنّ الوضع غير طبيعي، وأنّ ابنها قد تعرض لشيء ما".
ويضيف ماجد:" في الثانية عشرة والنصف تماماً واستجابة لتوسلات شقيقتي كنت في المستشفى مع والدتي أطلب منهم السماح لي بزيارة شقيقتي ولكنهم رفضوا ذلك بحجة أن موعد الزيارة في الرابعة عصراً فطلبت منهم الدخول للحضانة لرؤية مولود شقيقتي، والاطمئنان عليه فأخبروني أنّ ذلك من المستحيل خصوصاً وأنني لست والد الطفل، وأمام إلحاحي أخبروني بأنهم سيأخذون المولود إلى والدته، ولكن عند الواحدة والنصف تلقيت اتصالاً آخر من شقيقتي وهي في حالة انهيار وبكاء، وتقول لي: (تكفى هات لي مولودي حاسة أنه في شيء)، وهو ما جعلني أعود للمستشفى وألجأ للطبيب المناوب، وبعد محاولات تمكنت أخيراً من الدخول للحضانة في قسم وحدة العناية المتوسطة ورؤية الطفل الذي هالني منظره نظراً لبعض الجروح التي كانت تعلو جبهته ورأسه، وكانوا يقومون بعلاجها، وعلى الفور أخرجت هاتفي لتصوير الطفل وهو بهذا الوضع المشوه، وأنا في قمة غضبي عزمت على مساءلة من تسبب في ذلك".
شوية خربشة
وتم استدعاء طبيب التوليد (الدكتور. ن)، وعندما حضر طلبت منه أن يعطيني تفسيراً عن هذه الجروح التي تعلو جبهة المولود، بالإضافة إلى قطع في الحاجب قرب العين، فرد علي الطبيب باستغراب: هل قمت باستدعائي من أجل هذا!؟ دي مجرد شوية خربشة وحتروح بعد يومين! بسيطة وبتحصل في أغلب الحالات. فأخبرته أنّ طفلنا هو الوحيد الموجود في الحضانة، والذي تعرض لذلك من بين كل الأطفال الآخرين هناك.
فقال الطبيب مبرراً وقد بدت عليه علامات الخوف: علشان رأسه كبير وجبهته عريضه. فطلبت منه أن يتحدث بشكل منطقي، فقال لي: تواصل مع الاستشاري المشرف على العملية لأنّ الطبيب لا علاقة له! وبعد انتهاء هذا النقاش مع الطبيب في الحضانة طلبت منهم أصطحاب الطفل لوالدته علها تطمئن بعض الشيء لرؤيته، وأنا بدوري أخبرتها أنه بخير، وأنّ طفلها في الطريق إليها.. فجلسنا ننتظر حتى الثامنة مساء من ذلك اليوم ولكن لم يتم اصطحاب الطفل لوالدته، وبالاستفسار منهم عن السبب أخبرونا أنهم سيقومون بذلك في صباح اليوم التالي، ولكن حتى في اليوم الثاني من الولادة لم تتمكن شقيقيتي من رؤية مولودها وهو ما جعلها في حالة يرثى لها.
وفي هذا اليوم توجهت للمدير المناوب وطلبت منه إعطائي إجابة مقنعة لما تعرض له مولود شقيقتي أثناء عملية الولادة، فقام باستدعاء الطبيب الاستشاري المشرف على الولادة فحضر وبدأ بشرح حالة شقيقتي منذ دخولها للمستشفى، وكيف أنهم انتظروها لتلد بشكل طبيعي، ثم تقرر أن تنجب بعملية قيصرية.
فطلبت منه كتابة تقرير طبي بالحالة وتقدمت بموجب ذلك بشكوى رسمية لإدارة المستشفى، وبشكوى أخرى إلى وزارة الصحة. وفي اليوم الثالث من الولادة، وبعد أن شفيت جروح الطفل وبنسبة 50% تم إحضار الطفل لوالدته التي انقلبت فرحتها بابنها إلى حزن وشفقة وهي ترى آثار الكدمات على وجه صغيرها حتى أنها بدأت تشك بحدوث خطأ آخر في عملية الولادة نفسها لما كانت تشعر به من آلام وتعب".
الخال سارع بتقديم شكوى رسمية لإدارة المستشفى التي بادرت بدورها بإجراء التحقيقات مع الفريق الطبي المشرف على الولادة، وبموجب ذلك اتخذت قرارها بتوجيه إنذار وحسم من الراتب للفريق الطبي، بالإضافة إلى المنع من السفر، مع الرفع للشؤون الصحية في منطقة الرياض لاستكمال إجراءات التحقيق والتوجيه للجنة المخالفات الطبية لاتخاذ اللازم .
تفاصيل أخرى من داخل غرفة العملية ولقاءات حصرية تابعوها في عدد "سيدتي" المقبل 1668