فكّر في مستقبلك بشكل عميق، وتخيل كيف يمكنك أن تجعل نفسك شخصاً لا غنى عنه لأصحاب العمل في المستقبل؟ إن الوصول إلى هذه النتيجة يحتاج لمهارات شخصية ومحددة؛ يجب أن تتوافر في شخصيتك عن غيرك من المنافسين، وذلك في ظل ما يشهده العالم من منافسة شديدة على مستوى العالم في الحصول على الوظائف.
وفي عصر يعد فيه "الروبوت" هو المنافس الأول لمهاراتك والأهم، حيث تشغّل الأتمتة 11 مليون وظيفة حول العالم، بحسب تقرير شركة "فوريستر"، بات عليك أن تفكر بشكل مضاعف: كيف يمكنك أن تطور مهاراتك وقدراتك للبقاء والاستمرار في سوق العمل؟ وما هي المهارات الشخصية التي لن تفقدك وظيفتك في المستقبل؟
تتحدث الأستاذة المحاضرة آثار عثمان، الخبيرة في التربية الاجتماعية وعلوم النفس، بجامعة فيينا، عن أهم المهارات الشخصية التي يجب أن تتوافر في العاملين؛ للحفاظ على وظائفهم بعد مرور عشر سنوات، في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتذكر أهمها:
الذكاء العاطفي
إن الذكاء العاطفي يشكّل قدرة الأفراد على التعبير عن عواطفنا والتحكم فيها، فالشخص الذكي يدرك عاطفياً كيف تؤثر عواطفه على سلوكه، ويؤثر هو على الآخرين من حوله، لذلك فإنه يحسن إدارة هذه المشاعر وفقاً لذلك، وهنا يدخل التعاطف والقدرة على رؤية العالم من منظور شخص آخر كعنصر أساسي في الذكاء العاطفي.
لذلك سيشهد العديد من الأفراد مخاوف خسارة وظيفتهم مستقبلاً، في حال عدم امتلاك مهارات الذكاء العاطفي والقدرة على الفهم، والاستيعاب، والمشاركة والتعاطف؛ والتي تشكل الدور الأساسي في الحفاظ على الوظائف في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات وزمن الآلات القادم.
كن جزءاً من المستقبل، وتعرّف إلى: ما المهارات الناعمة التي يجب إتقانها؟
التواصل
يشكّل التواصل طريقاً ذا اتجاهين، لذا فإن أشياء مثل الاستماع النشط، وطرح الأسئلة الجيدة، والحفاظ على لغة الجسد المنفتحة، كلها تقع تحت مظلة مهارات الاتصال والتواصل أثناء الوظيفة.
فسواء كان التواصل عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني أو وجهاً لوجه؛ فإن كونك متواصلاً قوياً؛ يجعل الحياة أسهل لكل من حولك، وأكثر نجاحاً وتطوراً في الوظيفة.
نصيحة: اجعل تطوير مهاراتك أمراً ثابتاً في حياتك، فهذا سيمكّنك من أداء المهام التي تتخطى قدرات الآلات ويجعلك لا غنى عنك في سوق العمل المستقبلي.
التفكير النقدي
في عصر الأخبار المزيفة، الشائعات، وفقاعات وسائل التواصل الاجتماعي، والكمّ الهائل من المعلومات في الشبكة، يتصدر التفكير النقدي قائمة المهارات الأكثر حيوية للنجاح مستقبلاً.
فالتفكير النقدي يمثل قدرة الأشخاص على تحليل القضايا، المعلومات والمواقف؛ بناءً على الأدلة بدلاً من الشائعات أو الآراء الشخصية المتحيزة، وتحديداً خلال العمل. إن مهارات التفكير النقدي تمكّنك من التشكيك في صحة الأفكار، الأدلة، ومعرفة ما هو صحيح وما هو غير صحيح، في ظل وجود مجموعة متنوعة من المواقف، وهذه مهارة ستكون مطلوبة جداً في مهن المستقبل.
الانتباه للتفاصيل
يمكن أن تكون الأخطاء مكلفة للغاية بالنسبة للأعمال، وكونك شخصاً لديه اهتمام قوي بالتفاصيل؛ يعني أنك ستكتشف هذه الأخطاء جيداً قبل أن تصبح مشكلة أكثر خطورة. وتعد أفضل طريقة لإظهار اهتمامك بالتفاصيل أثناء البحث عن وظيفة هو إرسال سيرة ذاتية منسقة بشكل مثالي، وخطاب تقديمي خالٍ من الأخطاء.
الدوافع الذاتية
من المهم أن تكون زميلاً جيداً في الفريق ومستمعاً جيداً، وأن تكون لديك دوافع ذاتية، فإن أخذ زمام المبادرة سوف يلفت انتباهك في أي وظيفة، ويعد التحفيز الجوهري للنجاح في جميع مهامك أمراً ضرورياً لكفاءة الشركة.
نحن نعيش في عصر يتزاحم فيه العاطلون عن العمل في محاولة الحصول على الوظائف، لذلك فإن الدافع في الإبداع، الإنجاز، التطور، والعمل الدؤوب؛ تعد من أبرز العوامل التي ستجعل الأفراد أكثر فرادة وتميزاً في المستقبل، وستجعلك صاحب مكانة متميزة بنسبة لأصحاب العمل.
نصيحة: إن التفرغ لتطوير مهاراتك الشخصية يمثل مفتاحاً حقيقياً للبقاء والازدهار في سوق العمل المستقبلي. ابدأ اليوم وكن جزءاً لا غنى عنه في عالم مليء بالتحديات والفرص.
في عالم لا يتوقف عن التطور والتقدم، يمكنكِ أيضاً أن تصبحي سيدة أعمال ناجحة.
