عادات مهنية تبنيتها في 2024: هل تستحق أن تكمل بها العام القادم؟

هل أنت مستعد لتقييم عاداتك، والاستثمار بالأفضل منها؟
هل أنت مستعد لتقييم عاداتك، والاستثمار بالأفضل منها؟ - المصدر: freepik by wayhomestudio


ماذا لو كانت عاداتك المهنية سلاحاً ذا حدين؟ هل منحتك النجاح أم قيدتك دون أن تشعر؟ بين ما تعتقد أنه إنجاز وما قد يكون عائقاً خفياً، حان الوقت لتسأل: أي العادات تستحق أن تحملها معك إلى العام الجديد، وأيها يجب أن تتركه خلفك؟ هل أنت مستعد للتخلي عن منطقة راحتك؟ أم ستتمسك بها رغم أنها قد تبطئ تقدمك؟ بين الطموح والتكرار، وبين المجازفة والأمان، يكمن التحدي الحقيقي: كيف تصنع عاماً جديداً أفضل مما مضى؟ بحسب الخبير في مجال تطوير الذات، المحامي صهيب عماد.

 

تذكر: "في عالم الأعمال، لا تكمن القوة في ما تملكه، بل في العادات التي تبنيها يوماً بعد يوم"


هل تجرؤ على تجربة هذه العادات غير المألوفة؟

وقت اللاشيء

خصص وقتاً يومياً لعدم القيام بأي شيء إطلاقاً، اجلس بهدوء دون شاشات، دون أهداف، فقط استمتع بالصمت، قد يبدو الأمر غريباً أو حتى غير منتج، لكن في هذا الصمت تكمن قوة كبيرة، عقلك الذي اعتاد على ضوضاء الحياة وتسارعها، يحتاج إلى لحظات من الفراغ ليعيد ترتيب أفكاره، ستندهش من الحلول الإبداعية التي تنبثق عندما لا تسعى وراءها عمداً، هذا الوقت ليس ترفاً، بل هو استثمار حقيقي في صفاء ذهنك وإبداعك.
تعرف إلى السبب: لماذا نشعر بالتعب بعد الاجتماعات؟ 5 أسرار لإدارة الاجتماعات دون إرهاق

إبداع بالصمت

تخيل يوماً في العمل دون كلمات غير ضرورية، بدلاً من الحديث، استخدم الكتابة، أو الإشارات، أو حتى تعابير الوجه للتواصل، ستجد أن هذه التجربة تدفعك للتفكير بعمق في كل كلمة تقولها، ستتعلم كيف تجعل رسائلك أكثر وضوحاً وتركيزاً، وتمنح نفسك فرصة للاستماع بشكل أفضل، الصمت ليس فقط فضيلة، بل هو أداة إبداعية قوية تعيد توجيه طاقتك نحو الإنجاز.

تحدي الفوضى

هل تعتقد أن الإبداع يحتاج إلى النظام؟ أعد التفكير! قم بترتيب مكان عملك بشكل غير تقليدي كل أسبوع، أضف ألواناً جريئة، أو ضع أشياءَ غريبة تُلهمك، أو حتى قم بتغيير ترتيب أثاثك، الفوضى المدروسة تحفز العقل على التفكير بطرق جديدة وغير متوقعة، إنها فرصة لكسر الروتين الذي يقتل الحماس، وفتح الباب أمام أفكار إبداعية لم تكن لتأتي في بيئة تقليدية.

العمل بالمقلوب

ابدأ يومك بأصعب مهمة في جدولك بدلاً من الأسهل، هذه العادة قد تبدو مرهقة في البداية، لكنها تمنحك شعوراً بالإنجاز الذي يدفعك لمواصلة اليوم بحماس، عندما تتغلب على التحديات الأكبر أولاً، يصبح باقي اليوم أكثر سلاسة وإنتاجية، ستندهش من تأثير هذه العادة البسيطة على كفاءتك وثقتك بنفسك.

لحظات الغرابة

خصص دقيقتين يومياً لفعل شيء غريب أو غير متوقع تماماً، جرب الوقوف على رأسك، رسم أشكال عشوائية على ورقة، أو التفكير في سيناريوهات غير واقعية مثل: "كيف ستبدو الحياة إذا كان كل شيء مصنوعاً من الشوكولاتة؟"، هذه اللحظات ليست عبثاً كما قد تبدو، بل هي تمرين ذهني يساعدك على كسر قوالب التفكير المعتادة، عندما تسمح لنفسك بالخروج عن المألوف، فإنك تفتح باباً لعقل أكثر مرونة وإبداعاً، هذه العادة الصغيرة تعيد شحن طاقتك اليومية، وتجلب لمسة من المتعة إلى يومك، مما ينعكس إيجاباً على أدائك المهني.

رسالة للمستقبل

ابدأ كل أسبوع بكتابة رسالة لنفسك في المستقبل، وكن صادقاً وشفافاً فيها، شارك مخاوفك، إنجازاتك، وأهدافك التي تأمل تحقيقها، هذه الرسالة ليست مجرد كلمات؛ إنها خريطة شعورية تعكس مسارك الحالي وتوجهاتك المستقبلية، عندما تقرؤها لاحقاً، ستشعر وكأنك تتواصل مع نسخة منك عاشت لحظات حقيقية، مما يمنحك الإلهام والتذكير بالرحلة التي قطعتها، إنها طريقة لتحويل أهدافك إلى رابط شخصي، يعزز وعيك بمدى تقدمك، ويحفزك على تحقيق المزيد، ومع مرور الوقت، ستجد أن هذه العادة توثق تطورك الشخصي والمهني بطريقة مدهشة.
امتلك المعلومة... الوظيفة الثانية: فرصة ذهبية أم استنزاف للطاقة؟

 

فكر: "كل عادة صغيرة قد تخلق فارقاً كبيراً، وإذا لم تكن أنت من يصنع عاداتك، فإن الظروف ستفعل ذلك نيابة عنك".


ختاماً، إن العادات التي تختارها اليوم هي ما يشكل غدك، كخبير في التنمية البشرية، أؤكد أن تطوير الذات لا يبدأ بتغيير كبير، بل بخطوات صغيرة متسقة تحدث أثراً عميقاً على المدى الطويل، تأملوا عاداتكم بوعي، واسألوا أنفسكم: هل هذه العادات تدفعني نحو التقدم أم تُبقيني في مكاني؟
وكمحامٍ يقف إلى جانبكم، أذكركم بأنكم المسؤولون عن بناء مستقبل مهني يعكس قيمكم وطموحاتكم، العادات هي أدواتكم، ولكن استخدام هذه الأدوات بحكمة يتطلب شجاعة في التقييم، وجرأة في التغيير، العام الجديد ليس مجرد تقويم جديد؛ إنه فرصة لتكونوا نسخة أكثر وعياً وابتكاراً، اختاروا بحكمة، وابدأوا بتطبيق العادة الأولى اليوم.