لأن اليأس عدوها الأول، تمكنت وفاء الدعيس من حجز مساحة مختلفة لها في عالم الأعمال، وهي زوجة وأم وجدة، ناشطة اجتماعياً وصاحبة مبادرات مميزة في دعم المبدعين المحليين. اختارت عالم الأزياء لأنه عالم حر، جميل وراقٍ، لكنها دخلته من باب التجارة، ولأن الأمومة هبة من الله سبحانه وتعالى كما تقول، وازنت بين بيتها وعملها فلمست في أولادها وأحفادها فخرهم واعتزازهم بنجاحاتها.
تحب الأدوار والمسؤوليات الصعبة، وترى أن المرأة السعودية محظوظة بثقة ولاة الأمر ودعم المجتمع، واصفة الأم العاملة بالبطلة الخارقة والمحاربة بصمت، كل ذلك وأكثر فردنا صفحاته الجميلة مع ضيفتنا سيدة الأعمال وفاء الدعيس بالتزامن مع يوم الأم العالمي لتسليط الضوء على الدور المضاعف الذي تلعبه المرأة اليوم ما بين البيت والعمل.
أشعر بفخرهم بنجاحي
اليوم بمناسبة يوم الأم نسلط الضوء معك على الدور المضاعف الذي باتت المرأة تقوم به، كأم، وكشريك في العملية الاقتصادية والمهنية، وفي البداية نعود بك إلى بدايات دخولك لعالم الأعمال؟
بداية أعرفكم بنفسي، أنا وفاء الدعيس، سيدة ورائدة أعمال سعودية وأم، أكملت دراستي الجامعية والماجستير بعد الزواج، بدأت عملي التجاري من الصفر (حصلت أنا وشريكتي على دعم مالي بسيط من والد كل منا) وبدأنا العمل كفريق عمل يدعم بعضنا البعض بتوزيع المهام فيما بيننا وتقدير كل منا لقدرات الأخرى، إلى أن وصلنا للنجاح بفضل الله.
اليوم كأم وجدة، هل ترين أن صورتك كامرأة ناجحة مهنياً أثرت في أولادك وأحفادك؟
نعم التأثير كبير وإيجابي، وأشعر دائماً بفخرهم بنجاحي.
ما الصورة التي تطمحين لرؤيتهم فيها؟
أتمنى رؤيتهم في أعلى المناصب وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم وتطوير مهاراتهم باستمرار.
ولأن يوم الأم مناسبة عزيزة على الجميع نستعيد معكم هذا المقال لرئيسة التحرير الأستاذة لمى الشثري عنوانه: أول امرأة عرفتها
أحلامي تنمو
في زمن يتسابق فيه الجميع للظهور والتميز، كيف تمكنت وفاء الدعيس من حجز مساحة خاصة مختلفة في عالم الأعمال؟
بالصبر والمثابرة والتفاؤل، إذ إن عدوي الأول هو اليأس، ومن عناصر نجاحي أيضاً التحفيز لفريق العمل وتعظيم دورهم فأحلامي تنمو كل يوم ولله الحمد، وأحب الأدوار والمسؤوليات الصعبة وأحب إتمامها في الوقت المحدد وعلى أكمل وجه.
لماذا كان توجهك نحو عالم الأزياء دون غيره؟ ولماذا اتجهت نحو تجارة الأزياء وليس تصميمها؟
الأزياء والموضة عالم حر جميل راقٍ، فيه حرية فكرية وإبداعية وأيضاً فيه ربط بين الماضي والحاضر، واخترت التجارة بتشجيع من والدي التاجر رحمه الله، وقمت بتشجيع ودعم المصممات من خلال عملي التجاري.
حدثينا عن مبادراتك لدعم الإبداع المحلي، وما لاقته من أصداء؟
تبنينا العديد من المصممات والمبدعات المحليات في التصنيع والتصميم والفنون، من خلال عرض منتجاتهن على مستوى المملكة في المعارض ومساحات العرض بوسائل التسويق الإلكترونية والتسويق التجاري ومساعدة المبتدئين في إنشاء العمل بالتوجيه والنصح والمتابعة المستمرة.
النجاح يحتاج لأهداف وخطط
هل النجاح المهني للمرأة اليوم بات اختيارياً أم إجبارياً في ظل كل التحولات؟
من وجهة نظري النجاح المهني اختيارياً، فالنجاح يحتاج لوضع أهداف وأحلام وخطط قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وأعتبر أن اختيار فريق العمل المتكافئ هو سر من أهم أسرار النجاح.
متى قد يكون العمل مصدر فرح وتميز، ومتى قد يصبح عبئاً على المرأة؟
حين تستطيع المرأة تفريغ كامل طاقاتها الإبداعية من خلال عملها يكون عملها مصدر فرح وسعادة، فالإبداع أساسي ومصدر للتميز.
هل يختلف الأمر بين ما إذا كانت موظفة أو كانت صاحبة عمل خاص؟
الفرق كبير جداً في المجهود، والمسؤولية الملقاة على صاحب العمل الخاص مسؤولية كبيرة جداً فنحن نتعامل مع عملاء، موظفين، موردين، إدارة لوجستية وغيرها، وكل ما سبق بيوت مفتوحة تحت مسئولية صاحب العمل تحتاج لدخل ثابت ومنظم، أما الموظف مسئوليته أقل بكثير مهما كان عمله ودخله آمناً نوعاً ما.
الحياة اختيار
ما الخطة التي تحتاج إليها المرأة للموازنة بين بيتها وعملها؟
تحتاج أولاً للثقة والدعم المستمر من عائلتها، خاصة زوجها (دعم زوجي كان حجر أساس لحياتي العملية) وتحتاج لتقسيم المهام في عملها ومحاولة تنظيم الوقت بين المسئوليتين وجعل العمل والبيت أولوية في حياتها وأهدافها.
لا تمتلك المرأة قوة خارقة، لكن من طبعها أنها حريصة على إتمام كل واجباتها، بكلمات محددة كيف تصفين اليوم الأم العاملة؟
الأم العاملة اليوم أصفها بالبطلة الخارقة والمحاربة بصمت وصاحبة القرار الرزين المؤثر.
هل تتحقق الأمومة الكاملة برأيك إذا تخلت المرأة عن أحلامها؟ وهل هناك أمومة مثالية؟
المثالية في نظري متفاوتة، من المهم للمرأة أن تكون مثالية في نظر عائلتها، والحياة اختيار، هناك الكثير من الأمهات حلمها وهدفها ينحصر بأسرتها فقط والعكس، المهم هو الموازنة ومخافة الله والتصميم على أداء الدور الذي اختارته لنفسها.
الكثير من المصممات المبدعات اليوم هن أمهات أيضاً، من اطلاعك على مسيرتهن وأعمالهن كيف تمكنّ من التركيز على أهدافهن بالتزامن مع مسؤوليات الأمومة؟
الأمومة هبة من الله سبحانه وتعالى، فالأم تقدم كل ما لديها بحب وعطاء عالٍ، وبالصبر وتقسيم المهام بين فريق العمل تستطيع المرأة الموازنة بين أدوارها، فالصبر مفتاح هام لتمكين المرأة على مر العصور، وأنا أدعمهن، لأنني أقدر العمل وأقدر استقلالية الفكر وتوجيهه وترجمته بعمل يوفر للمرأة الاستقرار المادي والنفسي الآمن.
اقرأوا أيضاً: في يوم الأم مؤسسة نادي الأمهات منار منشي: "قلب الأم دليلها"
سلم النجاح
سنوات من الخبرة لم تكن إلا سلماً للمزيد من النجاحات لك، ما أهم قواعد النجاح في عالم الأعمال برأيك؟
تحقيق معادلة: الجودة والسعر والاطلاع المستمر لتطوير الذوق.
اتخاذ القرار والعمل على تطوير وإنجاح القرار.
إدارة المخاطر للأعمال ومواجهة الأزمات.
ما هي معايير المنافسة في مجال الموضة والأزياء؟
المنافسة في السعر بجودة مناسبة، التطوير والتجديد، التميز في التصميم وخلق أفكار جديدة والبعد عن تكرار الأفكار، وهذا ما نفعله في متجرنا بيت نايا.
ما التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة الطموحة خلال تأسيس عمل أو مشروع خاص؟
التحديات كثيرة أهمها القدرة على الاستمرار والإصرار عليه، الوعي بالقوانين والأنظمة والعمل على تنفيذها مما يحسن بيئة العمل بشكل عام، تحديد رأس مال مناسب وتحديد أرباح متوقعة واقعية، وطبعاً الموازنة بين دور الأمومة و العمل.
المرأة السعودية محظوظة
ينظر العالم اليوم للمرأة السعودية بتعجب، لما حققته في وقت وجيز، ما الذي مكنها من هذا النجاح؟
المرأة السعودية محظوظة بثقة ولاة الأمر على مر السنين وتشجيعهم وإعطاء المرأة السعودية مناصب جعلت من أحلامها حقيقة، فالمرأة تحتاج الدعم والثقة، فلنتخيل كم العطاء والإبداع حينما تجد الدعم من ولاة الأمر، يكفيني فخراً أنني سعودية.
ما أبرز القطاعات التي تميزت فيها المرأة السعودية، وما المجالات التي تتمنين أن ترينها ناجحة فيها؟
الكثير من المجالات كالطب والتعليم والمال والأعمال، أبدعت فيها المرأة السعودية على مستوى العالم، وأتمنى أن أرى تميزها بشكل واضح في مجال الرياضة وخاصة كرة القدم النسائية، حيث إنني بدأت بدعم هذا المجال بالمشاركة مع إخواني المتخصصين والمؤهلين في مجال كرة القدم بإنشاء أكاديمية لفريق نسائي في مدينة مكة المكرمة للفئات العمرية من سن ١٢ إلى ٢١ سنة، استطاع هذا الفريق النسائي الذي يضم أكثر من لاعبة في منتخب المملكة بكرة القدم النجاح بالعديد من البطولات على مستوى المملكة، نعمل حالياً على توثيق هذا العمل بشكل رسمي وتوسعة النشاط على مستوى المملكة بإذن الله تحت مسمى "أكاديمية المها"، اخترنا هذا الاسم على اسم ابنتي المتوفاة "مها" رحمها الله. فالاستثمار في التنوع أهم ما تحتاج إليه بلادنا للاستمرار بالتميز والظهور على المستوى العالمي.
أخيراً، ما أبرز نصيحة قد توجهينها لفتيات اليوم في هذا السياق؟ وما هي رسالتك للأمهات في يومهن المميز هذا؟
سبق لي أن عملت في التعليم لمدة ٥ سنوات في بداية حياتي، فأصبح بذلك لي بنات أعتبر نفسي أمّاً لهن وموجهة وحاضنة لأفكارهن وتوجيههن للاتجاه الصحيح، رسالتي للفتيات الاعتماد على النفس والثقة بالذات وتطوير أي قدرة لديهن مهما كانت بسيطة، لأنها ستصنع لهن مستقبلاً مميزاً وبارزاً، فالله سبحانه أعطى لكل شخص منا قدرة معينة لو استطعنا تطويرها سنصبح مجتمعاً ناجحاً.
وأنصح الأمهات أن يحمدن الله سبحانه ويشكرنه دائماً على هبة الأمومة، والتركيز على تفاصيل أطفالهن وقدراتهم ومحاولة تنميتها لخلق جيل جديد واثق، وإعطاء كل ذي حق حقه، الوالدان والبيت والأسرة، والعمل بالتنظيم المستمر والتركيز على الأولويات.
ولأن المرأة السعودية نجحت وتميزت في قطاعات مختلفة، "سيدتي" تبحر بفخر في إنجازات المرأة السعودية