مثَّلت استضافة الرياض للاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي فرصة جديدة للمملكة لإطلاع العالم على ما تحقق فيها من تحولات وإنجازات ضخمة على مستويات مختلفة؛ ولأن هذه التحولات كانت نتاج تصورات ورؤية شابة قادها الأمير محمد بن سلمان، كان لا بد من مواكبة المنتدى بفعاليات تسلط الضوء على اهتمامات الشباب وطموحاتهم وأحلامهم كون الشباب هم قادة التغيير ومحركه الأساسي.
ومن هذا المنطلق استضافت مؤسسة محمد بن سلمان "مسك" جناح "مجلس الشباب"، تحت عنوان "فكر وأثر: لأثر ممتد"؛ لتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات في عدد من الموضوعات المهمة بما في ذلك الاستدامة، والابتكار، والثقافة، وتعزيز الحوار بين رواد الأعمال الشباب والقادة وصناع القرار في سبيل حلّ التحديات العالمية.
تصوير: عبير بو حمدان
استضافة "مسك" لهذا المجلس لأول مرة في الرياض، تمثل امتداداً للشراكة المثمرة التي بنتها المؤسسة مع المنتدى الاقتصادي العالمي والممتدة على ست نسخ سابقة، وتأتي اليوم في ضوء بحث علمي أجرته المؤسسة يحمل عنوان "التغيير المجتمعي الذي يقوده الشباب"، قام باستطلاع آراء 18 ألف شاب وشابة و500 قائد في 20 دولة، وتم نشر مستخلصاته خلال مشاركة "مسك" في المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" مؤخراً.
ممكنات الشباب
وللتعرف إلى أهداف المجلس كان لنا حديث مع نهر الدريس من مؤسسة محمد بن سلمان "مسك" التي قالت: "مجلس الشباب اليوم بنسخته السابعة، وكان لنا تواجد في نسخ سابقة في دافوس، والهدف من مجلس الشباب هو إبراز إمكانات الشباب وربطهم بقادة العالم في مواجهة التحديات العالمية، وأيضاً إبراز طموحات وإنجازات الشباب بشتى المجالات سواء في ريادة الأعمال، القطاع الربحي، والاستدامة والابتكار، وأيضاً لإظهار نتائج البحث الذي أجرته بين 18,000 شاب وشابة في 20 دولة و 500 قائد، والهدف من هذا البحث هو إظهار الممكنات التي يحتاجها الشباب لصنع أثر مجتمعي إيجابي في المجتمع، وأيضاً بما أننا في الرياض إظهار إنجازات الشباب السعودي".
يا بلادي واصلي
من جهته أكد د. إبراهيم المعجل، الشريك المؤسس للخوارزمي القابضة، والرئيس التنفيذي السابق لصندوق التنمية الصناعية أن " شباب وشابات المملكة رائعون وهم ثروتنا الحقيقية، نراهم يحاولون أن يكونوا مصدر إبداع وإضافة في كل مجال يدخلونه، وما تغير فعلاً ليس فقط إتاحة الفرص وإنما أيضاً الاستثمار في التعليم والتمكين، من قبل القيادة حفظها الله، ومن قبل القطاعين العام والخاص"، وأضاف: "رأينا اليوم الشباب المشاركين في هذا المجلس وأفكارهم وابتكاراتهم، وفعلاً أمر جميل ويثلج الصدر، نتمنى أن يكتب لهم دائماً النفع والتوفيق، ولا أقول إلا: يا بلادي واصلي".
اقرأوا أيضاً: د. بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان "مسك": شعارنا يركز على أن كل إنجاز عظيم وراءه فكرة مثمرة وعظيمة
زمن اللامستحيل
ولأنه لا يمكن الحديث عن إنجازات الشباب السعودي من دون أن نذكر رواد الفضاء السعوديين الذين شكلوا أمثلة للشباب الطموحين المتمسكين بأحلامهم، "سيدتي" سألت رائد الفضاء علي القرني، أثناء تواجده في المجلس، عن نصيحته للشباب، فقال: "منذ بداية الزمن والناس تتكلم عن اغتنام الفرص، لكن إذا أتت الفرصة وأنت غير جاهز لها، فلن تتمكن من الاستفادة منها، لذا أنصح الشباب أن يحرصوا دوماً على تطوير أنفسهم، وأن يعملوا بكل ما أوتوا من قوة على التقدم والتعلم، والحرص على زيادة المعرفة والوعي، وبذلك عندما تتاح لهم الفرص يكونوا جاهزين لاغتنامها".
وأشاد القرني بالشباب والشابات المشاركين في مجلس الشباب قائلاً: "شيء مبشر فعلاً أن نرى شباباً وفتيات منا وفينا، يحرصون على عملهم ويجتهدون لتمثيل أنفسهم وتمثيل المملكة على أكمل وجه".
وتوجه لـ"مسك" بالقول: "مشكورون على المجهود وكل ما تقدمونه، لأن هذا زمن التمكين، زمن القدرة، زمن اللامستحيل، وبالتالي فإن مثل هذه المشاريع والبرامج دائماً تحفز الشعب والشباب السعودي لتقديم أفضل ما لديه".
السلوك والماديات
من المشارِكات في المجلس التقينا الفنانة والمصممة المتعددة الوسائط عائشة الشهري، التي عرَّفتنا على عملها بالقول: "أنا فنانة ومعمارية متخصصة في التصنيع الرقمي والروبوتات بشكل أخص، والعملان اللذان أعرضهما هنا هما نتيجة إقامتي ضمن إقامة "مسك" للفنون في دورتها السادسة، وكانت فكرة الإقامة تقوم على مستقبل التقاليد، فركزت على السلوك والماديات، في العمل الأول كان أشبه بخط زمن لمواد البناء المستخدمة في البيت السعودي، بدأت بالطين وانتهيت بالألمنيوم وهي المادة المستخدمة في صناعة المركبات الفضائية، وتساءلت كيف يكون شكل العادات والتقاليد لو كنا في عزلة تامة، وكيف نمارسها، العمل الثاني فيديو يركز على السلوك حول المائدة والسلوك على طاولة الطعام كيف يكون شكلها لو فقدنا أهم عنصر فيها وهي المشاركة والجمعة، كيف تكون تجربتنا فيها". وختمت بالقول: "الحمد لله، ممتنة لمسك للفنون، والحمد لله بس كانت فرصة عظيمة أن أخوض تجربة جديدة وأنتج هذين العملين".
لمجتمع صحي
الرئيس التنفيذي لشركة "فز" زينب الشبر، تحدثت عن فكرة الشركة والتطبيق الخاص بها وقالت: "هذه الفكرة اسمها تطبيق فز، ولدت في زمالة مسك، مسك غيَّرت الأنثروبولوجيا كاملة في السعودي، فأنا كامرأة، منذ عشر سنوات لم أكن أتخيل أنني يمكن أن أفتح شركة في السعودية، اليوم وخلال ستة شهور فقط وبمجرد العمل على التطبيق حصلنا على دعم بأكثر من 1,000,000 ريال، والفكرة تحولت إلى حقيقة"، وأضافت: "الهدف من هذا التطبيق هو أن نقلل وقت الشاشة عند الطفل، نعطي الطفل وقتاً محدداً في الشاشة بعدها يقفل الجهاز بشكل كامل، ولا طريقة لفتح الجهاز إلا عبر أن يقوم الطفل ويتحرك في ألعاب واقع معزز حركية، وعندما يتحرك تتحرك معه الشخصية في الشاشة، ومن خلال هذه الحركات يحصل على نقاط يستبدلها بألعاب أو وقت شاشة أكثر، فمن خلال هذا الأمر نحوِّل المجتمع إلى مجتمع صحي أكثر ويتحرك بنشاط أكبر".
الدعم التقني
عبد الرحمن الشايع الشريك المؤسس في جمعية صانع التي تشارك في المجلس، أشار في حديث لـ"سيدتي" إلى أن الهدف الذي تسعى له جمعية صانع هو حل مشكلة واحدة محددة، وهي ضعف الدعم التقني عند الجمعيات، فالكثير من الجمعيات تريد الحصول على الدعم التقني لكن عندها نقص في الإمكانيات، لكن كوننا شباباً وعندنا المعلومات والمعرفة في الدعم التقني استطعنا أن نصل لهذه الجمعيات ونحل لهم مشاكل كثيرة، وأن ندعمهم بمواقع وحلول تقنية، كلها مبنية بأيادي شباب وشابات، واستطعنا اليوم أن نقدم دعمنا هذا لأكثر من 17 جمعية بجهود أكثر من 200 شاب وشابة".
تقنيات المناخ
من جهته تحدث محمد الخالد مؤسس شركة نت زيرو، عن الفكرة التي تقوم عليها الشركة قائلاً: "شركة نت زيرو هي الشركة الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وهي متخصصة في مجال تقنيات المناخ، نحن نزرع الأشجار في جميع أنحاء المملكة من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة ونساهم بشكل مباشر في مبادرة سمو سيدي ولي العهد مبادرة "السعودية الخضراء"، واليوم نحن هنا في المجلس بدعم من "مسك"؛ لأن "مسك" تحاول إيصال صوت الشباب السعودي للعالم، تحاول أن تحكي قصة النجاح التي حققناها للعالم".
الآلة مكان الإنسان
تركي القحطاني فنان فيديو وصانع أفلام، يشارك في المجلس بفكرة تدور حول الذكاء الاصطناعي، وتحدث عنها قائلاً: "عملي كان نتيجة مشاركتي في إقامة "مسك" للفنون بدورته السادسة، عملي يتحدث عن الذكاء الاصطناعي لكن ليس في صناعة الفن، وإنما لطرح تساؤل ما إذا كنت بكوني فناناً يمكن أن أتقبل أن تلعب الآلة دور الفنان وهل الإبداع أصيل، والهدف من هذا العمل هو إنشاء حوار بين المشاهد والذكاء الاصطناعي، لذا فالعمل هو تصور للمستقبل وهو طرح لموضوع الذكاء الاصطناعي والقضايا التي يمكن أن تظهر مع تطور الذكاء الاصطناعي".
في سياق الحديث عن التحول الرقمي وتمكين الكفاءات الشابة في عالم ريادة الأعمال نسترجع أبرز ما جاء في جلسة حوارية تضمنها منتدى مسك العالمي في الرياض.
لقطات من الحدث:
أخيراً، يذكر أن العديد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين توافدوا إلى الرياض مؤخراً للمشاركة في الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي، وبالتزامن مع ذلك انطلقت أعمال المنتدى المفتوح الذي تنظمه وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية ضمن فعاليات الاجتماع الخاص، ويهدف إلى تعزيز الحوار بين قادة الفكر حول عدة موضوعات، من بينها التحديات البيئية، ودور الفنون في المجتمع، وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، والعملات الرقمية، والمدن الرقمية، والصحة العقلية. وعلى هامش هذا المنتدى تستضيف السعودية سلسلة من المعارض والفعاليات الجانبية المصاحبة التي يأتي منها مجلس الشباب، هذه الفعاليات والمعارض المصاحبة ستبرز ما تشهده المملكة من تحول، ونمو اقتصادي كبير في ظل رؤية السعودية 2030.
