المنتجات هي العناصر التي يستند عليها معظم رجال الأعمال؛ من أجل تحقيق الأرباح المادية وإنجاح المشروع التجاري، وأصبحت آلية تطوير المنتج تستحوذ اليوم على اهتمام الشركات والخبراء، فالمنتج ليس وليد اللحظة، إذ يمر مالك المشروع وفريق العمل بالعديد من الخطوات حتى يتمكنوا من ابتكار هذا المنتج وإظهاره إلى النور، ومن ثم تقديمه إلى السوق.
في السطورالآتية تطرقنا عبر سيدتي، إلى مراحل تطوير المنتجات، كما زودنا بها المدير التنفيذي والمختص في صناعة المعلومات والتكنولوجيا عباس بدران، الذي قال في حديثه لنا: "نجد اليوم في سوق العمل انتشار منصب مدير المنتج الذي تكون مسؤوليته متابعة إدارة المنتج منذ بداية إطلاقه حتى انتهاء حياته، وذلك لما لهذا الأمر من أهمية بالغة، وتبعًا لذلك نستعرض المراحل الأساسية التي يمر بها أي منتج."
مرحلة الابتكار
يقول المدير التنفيذي والمختص في صناعة المعلومات والتكنولوجيا عباس بدران: إنه في هذه المرحلة يعمل مدير التطوير مع فريق العمل والمسؤول عن المشروع على ابتكار أفكار جديدة، أو اختيار أفكار موجودة في السوق مسبقًا، ولكن تقديمها بطريقة جديدة.
ويتابع :"وهنا على مدير المنتج القيام بمسح للسوق، ومعرفة ما الذي يتواجد فيه، ثم استخراج الأفكار وكتابتها، ثم دراسة الأفكار وترتيب أولويات الشركة، واستبعاد الأفكار التي لا يمكن تنفيذها أو التي لا يوجد شراكات قائمة على تنفيذها ولا يمكن تكوين تلك الشراكات، فهذه الأفكار ستصبح آنذاك عبئاً على المنظمة، ويُمكنك تقديمها للآخرين أو العمل بها كمستشار لاحقًا. فهذه المرحلة هي مخصصة للبحث عن فكرة إبداعية، كما ويتم من خلالها الاستعانة بأدوات التفكير الاستراتيجي والتفكير النقدي والتفكير الإيجابي."
مرحلة الدراسة والتحليل
كما يوضح أنه "في هذه المرحلة يكون الفرد استقر على فكرة منتج من الممكن تطبيقها وتساعد على توليد المال، وتعطي المنظمة قيمة معنوية وصدى في السوق، وفي هذه المرحلة يتم إجراء دراسة جدوى للفكرة قبل تنفيذها، وبذل مجهود مالي وبدني وذهني، وغالبًا ما تكون هذه الدراسة جوهرية للمستثمرين والممولين، فهم بحاجة إلى إدراك أبعاد الفكرة، مقدار الربح الناجم عنها، من هم عملاؤها، كيف يتم بيعها وكيف ستعمل على توليد الربح، وهنا أنوه إلى ضرورة دراسة السوق بدقة، معرفة مقدار الاستثمار المطلوب، تحديد قطاعات العملاء وخصائصهم الديموغرافية، وكيف يمكن استهدافهم، ماهي المعدات اللازمة للتنفيذ، عدد الموظفين المطلوبين، وغيرها من تفاصيل الفكرة."
هنا أيضًا تجدين بعض الخطوات والنصائح الهامة لدراسة المشروع.
مرحلة التطوير
ويشير بدران قائلا:" بعد التأكد من أرقامك المالية والشراكات والمستثمرين وأماكن العمل وتحليل الفكرة ودراستها، يأتي في هذه المرحلة الانغماس في عملية تطوير المنتج، ويتم ذلك من خلال تحديد مواصفات المنتج أولًا، ثم التعاون مع أشخاص يعملون على التطوير، وفي هذه المرحلة يتم استخدام المنهجيات الرشيقة لتطوير المنتجات في وقت سريع ضمن المواصفات المطلوبة، لذا فإن هذه المرحلة تعد حساسة جدًا."
مرحلة الدخول إلى السوق
كما يوضح "إطلاق المنتج من خلال عدة طرق، منها التحضير للدعايات، المشاركة في المعارض والفعاليات، وضع المنتج في أحد المتاجر الشهيرة، أو القيام بالحملات الإعلانية الإلكترونية، فإحضار المنتج إلى السوق يتطلب طريقة تقديم جيدة، وفي هذه المرحلة يتم الاستعانة بأشخاص لديهم الخبرة في البيع والتسويق، والتركيز على المردود النهائي."
مرحلة البيع والمتابعة
في السياق عينه يؤكد المدير التنفيذي والمختص في صناعة المعلومات والتكنولوجيا "هنا يتحتم عليك التسعير وفقًا لمقتضيات السوق، ومتابعة عمليات البيع اليومية، كذلك اللحاق بالتخفيضات في المواسم، الاهتمام بالتعليب والتغليف، وهنا يُنصح بالحرص على التصميم الجميل أثناء تقديم المنتج، و التركيز على أنّ تكون تجربة المستخدم سهلة ومريحة، جنبًا إلى جنب مع اتباع قاعدة "البساطة هي قمة الأناقة"، فإذا كان المنتج يلبي حاجة معينة، يجب عدم تشتيت المستهلك والتركيز على الميزة والحاجة التي يلبيها.
وأشير إلى ضرورة استطلاع آراء العملاء ومعرفة مقترحاتهم، فهم إما يجعلون المنتج يستكمل طريقه في السوق أو يتوقف عن العمل، وهنا تأخذ التعديلات والتحسينات في عين الاعتبار من أجل إجرائها وإصدار منتجات محسنة أو إصدارات منقحة، وبالتالي زيادة الإيرادات."
مرحلة نهاية المنتج
ويختم بدران :"هنا يكون المنتج لا يولد الكثير من الإيرادات لأن حاجته في السوق انتهت أو أصيب الناس بالملل منه، وهنا يجب إزالة المنتج من السوق بطريقة ذكية لأنّه سيبقى مجموعة من العملاء الذين يريدون هذا المنتج، وهنا يأتي دور رائد الأعمال في تقديم منتج بديل أو التسويق لمنتج جديد استكمالي للمنتج القديم؛ حتى لا يشعر العملاء بخسارة ذلك المنتج."
تعرفي أيضًا على مفهوم التسويق العاطفي لجذب العملاء المهتمين.