من أبرز المهارات التي يحتاج رائد الأعمال أو صاحب المشروع أو الشركة إتقانها، مهارة إلقاء وشرح العروض التقديمية، وهي مهارة سيحتاجها طوال مسيرته المهنية مهما كبرت أو صغرت الأعمال، كما عليه أن يحرص على أن يتقن فريقه هذه المهارات، لتشكيل قوة دفع للشركة عند طرح المشاريع والأفكار ومحاولة جذب الشركاء والمستثمرين والعملاء. وبالنسبة لفريق العمل فإن إتقان مهارات الإلقاء والعروض التقديمية البارعة تؤهل الشخص للحصول على الفرص الأفضل لتطور مسيرته المهنية.
عبر السطور القادمة، تطرقنا إلى بعض الطرق الشيّقة والسهلة لتطوير وتحسين مهارات الإلقاء والعروض التقديمية في العمل بحسب خبير مختص وموقع أكاديمي.
ثلاث نقاط هامة
ماجد بن جعفر الغامدي، الإعلامي السعودي والحاصل على دكتوراه في الإعلام والاتصال، أخبرنا برأيه قائلاً: "من الطبيعي أن يكون الفرد متوتراً أو مرتبكاً قبل الظهور الإعلامي، سواءً في أحد المؤتمرات أو في لقاء تلفزيوني أو حتى في حديث جماهيري أثناء العمل، ولكن من غير الطبيعي عندما يكون لديك وقت كافٍ للاستعداد والتحضير، أن تتجاهل الأمر وتتحدث بشكل ارتجالي".
وأشار الغامدي إلى ثلاث نِقَاط هامة يجب الالتفات والتحضير لها، وهي:
المحتوى
يجب تحديد موضوع لحديثك وفهم المحتوى جيداً من غير حفظ، ثم تلخيص الأفكار كنقاط رئيسية، وتبعاً لذلك يجب الحرص على إثراء المقدمة بالقصص والتجارب الشخصية الإيجابية، ثم صنع رسالة ختامية تركز على الأفكار والمشاعر والسلوك.
التحضير
ينبغي بداية إدراك طريقة الحديث، بمعنى هل سيتحدث الشخص وهو واقف أم جالس، ثم يجب التأكد من المعدات مثل المايكروفون، وما إذا كان ينبغي حمله باليد أو يجب أنّ يكون معلقاً من جهة الأذنين أو موصولاً بالملابس، ثم يجب قراءة المحتوى بصوت عالٍ لتحديد مستوى التلوين الصوتي ومواطن الصمت. ويوصي الغامدي في هذا الإطار بتجربة تسجيل قراءة للمحتوى حتى يتمكن الشخص من قياس مستوى سرعة الحديث وقوة الصوت. كذلك يجب الحرص على رؤية المكان الذي سيكون الحديث فيه، إذ إنّ ذلك يمنح الشخص تهيئة نفسية ليألف المكان ويتحدث بكل أريحية، والقاعدة تشير إلى أن النجاح في الظهور أمام الجماهير يعتمد على التحضير ثم التحضير ثم التحضير.
لغة الجسد
على الشخص أن يركز على التواصل البصري، بحيث يكون موزعاً بشكل مناسب بين المحاور والجمهور، والحرص على بدء وختام الحديث بابتسامة لطيفة تترك انطباعاً إيجابياً، جنباً إلى جنب مع الابتعاد عن تشبيك أصابع اليدين وجعل حركة اليدين متناسبة مع طبيعة الحديث وغير متجمدة. وهنا يشدد الغامدي: "تذكروا أنّ الجمهور يطلق الحكم على المتحدث إن كان بارعاً أو غير ذلك خلال الثواني الأولى، لذلك التركيز جيدّاً على أول 30 دقيقة من الحديث مهم جداً، وعند الإشارة إلى شيء ما، فالأفضل الإشارة إليه براحة اليد وليس بإصبع السبابة.
تعرفوا أيضاً إلى السلاح السري لسرعة الترقية.
لماذا تُعد مهارات العرض هامة؟
جامعة شيفيلد البريطانية، تطرقت إلى أهمية مهارات الإلقاء كالآتي: "يساعد العرض التقديمي على توصيل الأفكار والمعتقدات الرئيسية إلى جمهور كبير سواء كنت ترغب بإقناع عميل جديد محتمل أو مشاركة معرفتك مع زملائك أو في محاولة لجذب مستثمرين جدد، ومع ذلك، فإن كيفية توصيل هذه المعلومات مهمة، ويتطلب ذلك الكثير من الممارسة، فهي مهارة يستخدمها الكثيرون ولكن يتقنها القليلون"، وأشارت الجامعة إلى أن إتقان هذه المهارة، يتطلب الحرص على نقطتين جوهريتين، وهما:
التدرب
إن أسهل طريقة لتحسين مهارات العرض التقديمي هي التدرب، فالتدرب بمفردك أمام المرآة، حتى لو كان محرجاً بعض الشيء، يمكن أن يساعدك في تحديد ما تفعله جيداً وما المواضع التي تحتاج إلى تحسين، جنباً إلى جنب مع تسجيل الصوت فهو يُمكنك من معرفة ما إذا كانت بعض الأقسام بحاجة إلى تغيير، وتتيح معظم الهواتف الذكية الحديثة القيام بذلك وهي طريقة رائعة لتحديد مجالات التحسين.
الحفاظ على الحديث جذاباً ومنظماً
قد يكون لديك فكرة رائعة لعرض تقديمي، ولكن ما لم يتم عرضها بطريقة جذابة ومثيرة، فسيكون الناس أقل ميلاً للاستماع إليك، لذا فكر في الطريقة التي ستقدم بها معلوماتك، هل لديك أي قصص تود مشاركتها؟ مقاطع فيديو أو صور أو حتى إحصاءات؟ ويمكن لنكتة أو اثنتين أن تساعد في تهدئة جمهورك وإبقائهم مهتمين، فالعرض التقديمي الجيد هو الذي يتم عرضه بوتيرة جيدة، ويبقي الجمهور متشوقين للاستماع حتى النهاية، لذلك احرص أخيراً على التأكد من عدم إطالة كل قسم لفترة طويلة.
إذا كنتم مدراء لمشاريع تجنبوا أيضاً الوقوع في هذه الأخطاء التي قد تؤدي إلى الفشل!.
