كانت المصادفة هي السبب في ولادة هذا التحقيق، قراءة على موقع Google قادت إلى رابط موقع ويكيبيديا عن أفضل 100 رواية عربية. قائمة طويلة لروايات عربية لكتّاب من جنسيات مختلفة تصدّرتها ثلاثية نجيب محفوظ: «بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية».
وفي المرتبة الثانية رواية «البحث عن وليد مسعود» للكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، التي نشرت للمرة الأولى عام 1978، وفي المرتبة الثالثة جاءت رواية «شرف» للروائي المصري صنع الله إبراهيم، التي تنتمي إلى ما يسمى بـ«أدب السجون».
أما في المرتبة الرابعة فجاءت رواية «الحرب في بر مصر» للروائي المصري يوسف القعيد، فيما احتلت رواية «رجال تحت الشمس» للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني المرتبة الخامسة، في حين جاءت خماسية «مدن الملح» للروائي السعودي عبد الرحمن منيف في المرتبة المئة.
روايات تفيض بالعبقرية
بناءً على ذلك اعتبرت الروائية بدرية البشر من خلال تصريحها لــ«سيدتي نت»، أن رواية «هناك سماء فوق أفريقيا»، للكاتب علي الشدوي، من أهم الروايات التي قرأتها مؤخراً. إنها تجربة رجل يدخل مجاهل مدينة أفريقيا، ويبث في قلبك الفزع كتعبير عن قدرة الكاتب على التجول في وجوه الناس وأقدارهم العجيبة والتماس مع رعبهم الإنساني؛ لتكتشف أنه مثلهم أيضاً مرعوب ومفكك، وأن العالم البشري مركّب من هذه النقائص والعبقرية، فالقدرة الفلسفية في هذه الرواية متفردة وحية وحادة كنصل سكين.
وهناك أيضاً رواية «سيدي براني» للكاتب محمد صلاح عزب المصري؛ التي تحتوي على كمّ من الخيال الذي لا يمكن أن يكون خيالاً بقدر ما هو قدرة للخلق العبقري للإنسان. بالإضافة إلى رواية منصورة زين الدين بعنوان «وراء الفردوس»، حيث أثبتت أن الرواية التي تكتبها النساء هي فائض من العبقرية والحميمية».
لغة «مقطرة»
أما الروائي يوسف المحيميد فاعتبر أن من بين الروايات العربية الراسخة في ذاكرته «أرواح هندسية» للكاتب سليم بركات، التي تتحدث عن خمسة أشخاص لامرئيين، وعن الحرب، ونفي محاربين في سفينة، وشخصية غريبة لامرئية تُدعى «أ.دهر» ولقد أبهره في هذه الرواية المنجزة منتصف الثمانينيات من القرن الماضي أنها كتبت بلغة مقطرة ومصفاة ببراعة.
وكذلك تعجبه رواية «أهل الهوى» للكاتبة هدى بركات، التي تتحدث بلسان قاتل يودع في مستشفى الأمراض العقلية خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
كما أن رواية «دنيا زاد» للكاتبة مي التلمساني، وعلى الرغم من بساطتها الظاهرة حسب المحيميد، إلا أنها «تدوين عميق لمشاعر امرأة تفقد جنينها بموته في رحمها، واصفة أنه كم من المؤلم أن يتحول الرحم إلى قبر». واعتبر أن رواية «واحة الغروب» للروائي المصري بهاء طاهر من الأعمال الجميلة، التي تناول فيها واحة سيوة وعاداتها في القرن الماضي، وحكاية المأمور محمود وزوجته الأجنبية كاترين زمن الاحتلال الإنجليزي.
ويقول المحيميد: «أعتقد أن رواية «سيدة المقام» للجزائري واسيني الأعرج عمل فني فاتن، تحضر فيه شخصية مريم في زمن القتل الجزائري والمتطرفين وحراس النوايا. كما تعتبر رواية «هلوسات ترشيش» للكاتب حسونة المصباحي من الأعمال المؤلمة، حيث تتحدث بجرأة ووعي عن المتطرفين الذين ينبتون كالفطر».
استحالة التحديد
الناقد سعيد السريحي أكد لـ«سيدتي نت» صعوبة تحديد الرواية الأفضل، ويشرح قائلاً: «نحيا منذ عقود صعود فن الرواية. وإذا كان تاريخ الرواية العربية قد سجل قائمة من الأعمال المؤسسة لروائيين كبار، حسبنا أن نذكر منهم نجيب محفوظ الذي حمل للعرب أولى جوائز نوبل للآداب، فبإمكاننا أن نجد أحفاداً لجيل نجيب محفوظ استطاعوا أن يمضوا قدماً في الطريق الذي خطّه لهم.
وإذا لم يكن هناك بدّ من أن أشير إلى رواية محددة، فإنني سوف أتوقف عند رواية الكاتبة السعودية رجاء عالم «خاتم»، وذلك يعود لأسباب؛ أولها أنها تتناول فترة مهملة من تاريخ مكة، مضيفة إليه تسجيل جوانب اجتماعية عديدة تمكنت من الوقوف عليها بحكم نشأتها في مكة، كما تمكنت رجاء من عمل بناء سردي متداخل استثمرت فيه تداخل الأزمنة والأمكنة.
واستطاعت بناء شخصياتها الروائية وخاصة «خاتم»، الذي يظل سراً مغلقاً لا يعرف القارئ هل هو ولد أم بنت؟ حتى سقوطه قتيلاً في آخر أسطر الرواية». من هنا أكد السريحي أن رواية «خاتم» شكّلت علامة فارقة في سيرة السرد في السعودية، ولفتت النقاد والدارسين لأعمال رجاء، ما أهّلها بعد ذلك للحصول على جائزة البوكر.
أفضل 10 روايات عربية
أجرت «سيدتي نت» استطلاعاً للرأي عن أفضل 10 روايات عربية، شارك فيه 100 شخص، والذي جاءت نتائجه على الشكل الآتي:
تصدرت ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين- قصر الشوق- السكرية» القائمة بنسبة 69%، ثم رواية «شقة الحرية» للروائي غازي القصيبي بنسبة 58.6%، وفي المرتبة الثالثة جاءت رواية «ذاكرة الجسد» لأحلام مستغانمي بنسبة 48.3%.
«عزازيل» للروائي المصري يوسف زيدان 44.8%، خماسية عبد الرحمن منيف «مدن الملح» 37.9%، «السجينة» للمغربية مليكة أوفقير 37.9%، «طوق الياسمين» للكاتب واسيني الأعرج 34.5%، «تلك العتمة الباهرة» للجزائري طاهر بن جلون 31%، «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح 31%.
«الحب في المنفى» للروائي بهاء طاهر 31%، «رجال في الشمس» للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني 20.7%، ثلاثية «غرناطة» للكاتبة د. رضوى عاشور 20.7%، «الطين» للروائي عبده خال 20.7%، «سقف الكفاية» للروائي محمد حسن علوان 17.2%، ورواية «دروز بلغراد»، التي حصلت على جائزة البوكر هذا العام للكاتب اللبناني ربيع جابر 13.8%.