تنطلق فعاليَّات الدورة الثَّامنة والعشرين للمهرجان الوطني للتُّراث والثَّقافة "الجنادريَّة" برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- يوم الأربعاء الثَّالث من إبريل المقبل، وأكَّد الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة، وعضو مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني، ورئيس اللجنة العليَّا للمهرجان الوطني للتُّراث والثَّقافة على أنَّ الاستعدادات قائمة من كافَّة اللجان التي بدأت أعمالها لإنجاح هذه المناسبة الوطنيَّة الكبرى.
وقد تمَّ اختيار الصِّين لتكون ضيف شرف مهرجان هذا العام، لتعميق العلاقات الوديَّة والثقافيَّة بين البلدين، كما تمَّ اختيار الممثِّل الشَّهير جاكي شان سفيراً ثقافيَّاً لبلاده. مثقَّفون سعوديُّون عبَّروا لـ "سيِّدتي نت" عن طموحاتهم في مهرجان هذا العام.. وكان هذا التحقيق.
قال الممثِّل الصيني الشهير جاكي شان الذي عيِّن سفير الصِّين الثَّقافي، والرئيس الفخري لقاعة ضيف الشَّرف: "أنا مسرور لاختياري لهذا العمل، وأتمنَّى إقامة مثل هذه النَّشاطات في أنحاء العالم لتزداد معرفة العالم بالصِّين".
وعن تطلُّعات وانطِّباعات المثقَّفين السُّعوديين لمهرجان الجنادريَّة السنوي، يعبِّر الشَّاعر الكبير الدكتور صالح الشادي عن سعادته بأنَّ المهرجان رائع بكل المقاييس، ويقول: "من خلال متابعتي لسير المهرجان عبر ما مضى من سنين، أرى أنَّ هناك تطوُّراً وتقدُّماً ملحوظاً في كافَّة المضامين والأنشطة خصوصاً في جانب العرض، وفي التَّفاصيل التراثيَّة، وأعتقد أنَّ تلك هي سياسة الإدارة، وهي سياسة التطوير التدريجي، وقد كان لي شرف الكتابة عن المهرجان من خلال رسالة الماجستير الخاصَّة بي، والتي تناولت دور الجنادرية في إبراز الجوانب الثَّقافيَّة للمجتمع السُّعودي، وحقيقة هو مهرجان رائع بكل المقاييس، وإن كنت أرى أنَّ فترة انعقاده لأسبوعين قليلة وليست كافية، إضافة إلى أنني أتمنَّى أن يتحوَّل إلى مهرجان موسمي على فترات طيلة العام، وأن تتولَّى إدارته الداخليَّة شركات خاصَّة لتطوير مفهومه إلى نشاط ترفيهي واقتصادي من منطلق ثقافي، وأعتقد أنَّ الأمر مطروح للدِّراسة الآن".
ويقول الرِّوائي السُّعودي يوسف المحيميد: "يبدو أنَّ مهرجان الجنادريَّة كبر كثيراً، وثقل سمعه، فهو مهرجان متميِّز للتُّراث والثَّقافة، والسينما جزء من الثَّقافة، لذلك حينما يحضر الممثل الصِّيني الكبير جاكي شان في الجناح الصِّيني، وضيف الشَّرف لهذا العام، سيكون الأمر مثيراً للجمهور، ولكن إذا كنَّا بلغنا هذا الوعي من الثَّقافة، فلماذا لا نحتفي بسينما الشَّباب السُّعوديين؟ ولماذا لا نلتفت لتألُّقهم في مهرجانات السينما في الخليج، وعلى المستوى العربي؟، الأمر الآخر، لماذا لم تتكرَّم إدارة المهرجان بدعوة الرِّوائي الصيني مويان صاحب رواية "الذرة الرَّفيعة الحمراء"، والفائز بجائزة نوبل للآداب؟ كم كانت صفقة رائعة لو تمَّت، ولكن يبدو أنَّ لجنة المهرجان لا تعرف من هو مويان، و بالرُّغم من ذلك يظلُّ مهرجان الجنادريَّة مناسبة سنويَّة رائعة ينتظرها المتابعون".
ويؤكِّد رئيس مجلس إدارة النَّادي الأدبي بالرياض الدكتور عبد الله الحيدري على أنَّ مسؤولي المهرجان لديهم خبرات طويلة في التنظيم، حيث يقول: "المهرجان يقترب من سنته الثَّلاثين، والمسؤولون عنه لديهم خبرات طويلة في التَّنظيم، ولديهم إنجاز مشرِّف من العمل الجَّاد المتواصل، ونتطلَّع إلى المزيد من العطاء والتَّجديد في الطَّرح والتنويع في الفعاليَّات، وإعطاء الشَّباب مزيداً من الاهتمام من حيث إتاحة الفرصة لهم، وتكريمهم، والاحتفاء بإنجازاتهم".
ويضيف الحيدري: "فيما يخصّ "الأوبريت"، فإنني أتمنَّى التركيز على القصائد الفصيحة؛ لأنَّ المهرجان عربيَّاً، وليس محليَّاً".
ويشيد الإعلامي السُّعودي سعود القحطاني بمهرجان الجنادريَّة قائلاً: "مهرجان الجنادريَّة تأصيل لموروثنا الوطني ليبقى ماثلاً للأجيال القَّادمة، وتكمن رسالة المهرجان في تعميق العلاقة بين ماضي أمَّتنا السًّعوديَّة المجيد وحاضرها الزَّاهر من خلال عدد من الفعاليَّات والأنشطة التراثيَّة، والثَّقافيَّة، والإعلاميَّة، والفنيَّة التي تعكس سيرة شعب، ومسيرة وطن، لذلك أتمنَّى من القائمين على المهرجان في دورته المقبلة أن يضعوا أمامهم هذه الرِّسالة، والقيام بتحديث أدواتهم الفنيَّة والإعلاميَّة في عمليَّة إيصالها بما يرفع من قيمة المهرجان على المستويين الدَّاخلي والخارجي"
الصِّين بلاد تتألَّق جمالاً
ضمن وفد كبير يرأسه النَّجم السينمائي الشهير جاكي، ستشارك الصِّين في مهرجان الجنادريِّة الوطني للتُّراث والثَّقافة 2013 كضيف شرف، وفقاً لما ورد في المؤتمر الصحفي لعرض نشاطات دولة ضيف الشَّرف ببكين.
وستستمر نشاطات دولة ضيف الشَّرف من يوم 3 إلى 19 من إبريل المقبل في العاصمة السُّعودية الرياض تحت عنوان "الصين بلاد تتألَّق جمالاً"، والتي تحتوي على 3 أجزاء ليجسِّد موضوعات خلق الحضارة، والمشاركة الحضاريَّة، والتَّبادل الحضاري.
ويقسم المعرض إلى 4 فصول، وهي: "عالم المطرَّزات الحريريَّة"، و"تذوَّق العذوبة والعتيق"، و"أرض التأديب والتهذيب"، و"تخطِّي العصور والقرون"؛ لتظهر من خلالها الحضارة الصينيَّة المتألِّقة وروعتها الحديثة، وتنمية الثَّقافة الإسلاميَّة في الصِّين، والتّبادل الودِّي بين البلدين.
وستبعث الصِّين وفداً مكوَّناً من 200 شخص، و15 هيئةً، لتقديم العرض لـ30 نوعاً من المهارات، وعرض 600 معروض، إضافة إلى إقامة ندوات حول العلاقة الصِّينيَّة والسُّعوديَّة.
السفير السعودي في الصين
قال السَّفير السُّعودي يحيى بن عبد الكريم الزيد: "يأتي هذا المهرجان في إطار إحياء المظاهر الثَّقافيَّة السُّعوديَّة، وإبراز ما تمتلك من تراث ثقافي عريق، وجاءت فكرة استضافة دول أجنبيَّة صديقة من قبيل تعميق العلاقات الثَّقافيَّة والودِّية بين السُّعوديَّة والبلاد الصديقة.
كما أبرز السَّفير السُّعودي أنَّ وقوع اختيار المملكة العربيَّة السُّعوديَّة على جمهوريَّة الصِّين الشعبيَّة بناءً على ما تتمتَّع به الصِّين من تاريخ طويل، يحوي في طيَّاته العديد من الصُّور الثَّقافيَّة المختلفة، والتي تتجلَّى بها الرُّوح الشرقيَّة الأصيلة، إضافة إلى عمق العلاقات بين البلدين، الذي امتد عبر التَّاريخ الطَّويل، وقد اتَّسمت هذه العلاقات بالودِّ والاحترام المتبادل بين الطرفين.
وقال نائب مدير الشُّؤون الخارجيَّة لوزارة الثَّقافة الصينيَّة تشانغ آي بينغ : إنَّ الصِّين والسُّعوديَّة دولتان قديمتان تتمتَّعان بتاريخ عريق وثقافة زاهية، حيث يعود التَّبادل الودِّي الشعبي بين البلدين بجذوره إلى قدم التاريخ منذ إقامة العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين قبل أكثر من 20 عاماً، وتتشرَّف الصِّين بالمشاركة في المهرجان كدولة ضيف الشَّرف، الأمر الذي يجسِّد الرأي المشترك بين مسؤولي الجانبين، والصداقة التقليديَّة بين الصِّين والسُّعوديَّة".