يعد العام الدراسي الجديد بمثابة عيد لكثير من الطلبة والطالبات، يتباهون فيه بزيهم وأدواتهم المدرسيَّة الجديدة، بأشكالها وتقليعاتها التي تتنافس فيها الشركات المصنعة، لكنَّه قد يكون في أحيانٍ كثيرة نقمة على الآباء، الذين لا يكادون يخرجون من موسم حتى يدخلوا في آخر، خاصة أنَّ المدارس تعقب رمضان وعيد الفطر، الموسم الأكثر إرهاقاً بالنسبة للآباء مادياً.
إضافة إلى أنَّ بعض المدارس تفرض أو تحدِّد محالاً بعينها لشراء الزي المدرسي لا مجال معها لأسعار منافسة، أو جودة المنتج، ما يشكل عبئاً إضافياً على الآباء.
"سيدتي نت" كشفت عن معاناة الأسر حول شراء مستلزمات المدارس التي أصبحت باهظة الثمن، وارتفاع الأقساط المدرسية، وغلاء المدارس الأهلية، وغياب الرقابة حيال هذا الأمر، وعدم اتخاذ إجراءات سريعة وواضحة تساندهم بعد أن باتوا غير قادرين على تحمل أعباء العام الدراسي!
فانتقدت أم سارة، والدة طالبة في المدرسة الابتدائيَّة، طريقة توزيع الزي على الطلبة، لافتة إلى أنَّ المدرسة لم تحدِّد السعر وإنما تركت حريَّة اختيار السعر لتلك المحلات التي علقت لوحة داخل المحل بأنَّ الأسعار محدَّدة من قبل الإدارة، فمثلاً بلوزة وتنورة لطفلة في عمر خمس سنوات ثمنها نحو 150 ريالاً، و«تي شيرت» وبنطلون لطفل نحو 130 ريالاً.
مدارس تلزم طلابها بشراء الزي المدرسي من محال بعينها!
وتساءل محمد الدوسري، ولي أمر طالبة، لماذا تجبر الإدارات المدرسيَّة ذوي الطلبة على شراء الزي من المدارس من محلات بعينها من دون توفير المقاس المناسب؟
وأشارت أم حمد، والدة طفل في الروضة إلى أنَّها اشترت الزي من محل تجاريَّ محدَّد، وأن نوعيَّة أقمشة الزي المدرسي لا تناسب أجواءنا الحارة، في المقابل أشارت زميلتها فاطمة إلى أنَّ ألوان الزي جميلة ومختلفة عن الأعوام السابقة، لكن نوعيَّة القماش رديئة، والمفترض أن يكون اختيار تصميم الزي على حسب أذواقنا مع التزامنا باللون.
ولفت راشد الخالدي إلى أنَّ مقاسات الزي المدرسي الذي تسلمه لم تكن مناسبة لأبنائه، بسبب إجباره على شرائها من محل معين، فاضطر إلى التوجه لمحل خياطة لضبط مقاس الزي، مطالباً بترك الحريَّة لهم في اختيار ملابس المدرسة مع الالتزام بلون الزي.
فيما قالت نوف، أنَّ أسعار الزى المدرسي بالمدارس الخاصة مرتفع للغاية، فأحيانا وصل إلى 200 ريال، وقد يزيد في بعض المدارس الخاصة، وهو مبلغ كبير خاصةً أنَّ لديها ثلاثة أبناء في مراحل تعليميَّة مختلفة.
يبدو أن مساحة الشكوى والتململ من الغلاء المدرسي قد ضاقت على الآباء والأمهات، فلم يعد يكفيهم وسائل الإعلام التقليدية من إذاعة وتلفزيون وصحافة، لذا كتبوا معاناتهم على صفحات "تويتر"، حيث كتب المغردون الآباء والمغردات الآمهات عن شجونهم إبان الإستعداد للعام الدراسي الجديد الذي يبدو أنه سيكون "حار جداً".
ارتفاع أسعار الأقساط المدرسية ..أين الرقابة؟
قال Zeyad fouad Salamah على صفحته في "توتير": "غلاء في أسعار المدارس وارتفاع أسعار المقاصف في المدارس الأهلية ليش! المواطن ادفع بالتي هي أحسن، وما في مراقبة". وهذا ما أكد عليه عبد الله الجوفان، حيث أن عدم وجود سقف لأقساط المدارس وعدم مراقبة هذا الأمر هو ما شرع الباب أمام أصحاب المدارس لوضع الأسعار التي يريدونها، وهذا بطبيعة الحال ما كرس حالة الغلاء الموجودة اليوم، وختم تغريدته قائلا: "يا صحاب المدارس ما حولكم أحد".
وقالت Hajazeh في صفحتها على تويتر:" أن "غلاء أقساط المدرسية بات كبيراً، حيث قد يتجاوز 15 ألف ريال. ليس ذلك فقط بل في كل عام تزيد الأقساط المدرسية ألفي ريال:!
أما محمد الوسمي فلقد شرح موضوع الغلاء على الشكل التالي: "المواطن السعودي يتلقى خمس ضربات موجعة تبدأ من غلاء أسعار السياحة في الإجازة ثم جشع التجار في رمضان والعيد والعودة إلى المدارس وعيد الأضحى".
فيما وجد عبد الله TM طريقة للتعامل مع غلاء المدارس على الشكل التالي: "إما نتسلف عشان نسدد أقساط المدارس أو تعملك فصل إلكتروني في بيتك".
وعلى الرغم من ارتفاع أصوات الأهالي بالشكوى والتذمر والتململ من الغلاء الذي يضرب القطاع المدرسي، إلا أنهم لا يملكون سوى الإستسلام لهذا الواقع. وهذا ما فعله alwaleedi، حيث كتب في صفحته على تويتر قائلا: "اليوم سجلت طفلين في تمهيدي في أحد المدارس الأهلية بأربعين ألف ريال في السنة".
إلا أن منال الرويشد لخصت الأمر برمته في تغريدتها على تويتر قائلة: "غلاء المعيشة وندرة في استقدام العاملات والمربيات وارتفاع رسوم المدارس الأهلية ومطالب الأبناء التي لا تنتهي، أشياء تطحن المواطن وتشغله في نفس الوقت!"