نظم منتدى الصحافة لوكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط ندوة بعنوان "غواية مغربية.. شهادات مثقفين عرب يعيشون بيننا"، حملت أسئلة نوستالجيا قاربها الإعلامي نزار لفراوي مع شخصيات عربية أغواها المغرب فانتقلت من موقع العابر إلى المقيم .
استرجع الكاتب الفلسطيني واصف منصور بكثير من الدقة رحلته العجيبة إلى المغرب التي دامت 14 ساعة وذلك في أكتوبر من عام 1964 ، حيث استقل طائرة خطوط الشرق الأوسط من عمان إلى بيروت ومن ثم إلى أثينا إلى روما، ليستبدلها بالخطوط الايطالية إلى مدريد مرورا بطنجة من ثم وصل إلى مطار أنفا محمد الخامس بالدارالبيضاء حاليا ، وكان يعرف ان المغرب يسمى مراكش عاصمة المرابطين بناء على ما قرأه في كتب التاريخ ، وكان لا يعرف من المغرب إلا طنجيس أي طنجة وأغادير بزلزالها الشهير.
وقال أن وجهته إلى هذا البلد لم تكن صدفة بل رغبة ، وجاء ليدرس في الجامعة و بالموازاة كان يعمل بمجال التعليم ، وأثاره الكثير من المفارقات بالبداية كالاختلاف في الأطباق حيث يجمع في طبق واحد الحلو كاللحم بالبرقوق والمالح ، وبعدها اتضح أن هذه الأكلة عباسية الأصل والمغرب وحده احتفظ بها ، أيضا أثاره اختلاف كتابة الحروف والأرقام فضلا عن الجو السياسي المتعدد.
لكن كان يزعجه بداية أن الكل يظنه مصري لكن فهم السر وراء ذلك عندما أخطروه أن أولى البعثات إلى المغرب كانت مصرية ، لكن بعد مرور السنوات وتوغل في ثقافة وحضارة وبين أهله ، لم يعد لاجئا بدأ يشعر بالدفء فاتخذ من المغرب عنوانه الدائم
فيما كشف الكاتب والمترجم العراقي علي القاسمي أنه أتى إلى المغرب مضطرا من الولايات المتحدة الأمريكية حينما داهمه مرض الحنين إلى موطنه لكن الظروف السياسية آنذاك منعته من العودة إلى بلاد الرافدين، لذا نزل عليه اقتراح زميل له مغربي ان كلية الآداب بالمغرب تحتاج إلى أساتذة فتقدم بطلب وقبل، وحكى قصة رحلته إلى المغرب التي قطعها عبر السيارة وأشار انه مر باسبانيا آنذاك أي عام 1972.
وحين جاء الى المغرب ظهر ان الأخير متقدم جدا عن جارته الأوروبية، واعتمد نظرية ابن خلدون لمقاربة تمثله للمغرب حينها فقال انه يعد من البلدان الجالبة وليس الطاردة، فبين أحضان هذه الأرض ذات الطبيعة الجميلة والتي تتمتع بعراقة الثقافة وكرم أهلها لا تشعر أبدا انك غريب
وذكر انه تعلم كثيرا من أعلامها كعبد الهادي بو طالب وعبد العزيز بن عبد الله، و قال الصحفي السوداني طلحة جبريل انه جاء إلى المغرب في نوفمبر من عام 1975 لأجل الدراسة ، ولم يكن يعرفُ عن المغرب سوى عبارة فاس "فاس التي ليس بعدها فاس" ، لكن بعد انقطاع المنحة الدراسية اضطر للعمل مترجما ومحررا في الصحافة ، من تم لم يغادر هذا المجال أبدا ، كما قال ان هذا البلد منحه أطفالا من أمهات مغربيات ، وان عليه ديون طبعا" معنوية " لابد أن يسددها للمغرب ويأمل ان يوافيه الأجل تحت ثراه.
أما الصحفي الفلسطيني محمود معروف جاء في الثمانينات كمراسل "للقدس بريس" وتحدث عن الحب الذي يبديه المغاربة للفلسطينيين والذي يصبح مسؤولية كبيرة حتى لا يتم خذلان هذه الصورة الوجدانية التي تربط أهل المغرب بفلسطين ، واعترف أن في المطارات ونقط العبور عبر العالم تمثل لحظة خوف وتوتر وتوجس لكل الفلسطينيين باستثناء التي تنتمي إلى المغرب حيث تمر عملية العبور بأريحية وبكل ود.