طفلكِ الرضيع وآداب التربية
تستهلّ تربية الطفل منذ ولادته، أي منذ التعارف الأول بينك وبينه.
الاختصاصية في علم النفس والتقويم التربوي سهام عبد الواحد توضح لقارئات "سيدتي" الخطوات الرئيسة في تربية الرضيع، مشيرة إلى أنّ التربية عملية تستهلّ في المهد، ما يخفّف من عبئها في ما بعد، فهي تشكّل اللبنة الأولى في بناء شخصية طفل مهذّب وهادئ ومطيع في المستقبل.
1 وفّري احتياجاته بانتظام
للرضيع احتياجات بسيطة يجدر بالأم توقّعها قبل أن يبادر إلى طلبها، ويتحقّق هذا الأمر من خلال تنظيم وقت العناية به، وتأمين احتياجاته من طعام ونوم ونظافة ولباس وحتى لعب معه...وسوف يعتاد الطفل تلقائياً على هذا النظام، فلا يتوقع المزيد من العناية قبل انقضاء الوقت المحدّد.
2 لا تجعليه يستخدم البكاء وسيلةً للتعبير
لا تنتظري شعوره بالانزعاج وبكاءه لتلبية احتياجاته، حتى لا تجعليه يعتاد على طلب ما يرغب فيه بهذه الواسطة (البكاء)، إذ سيدرك حينها أنّها تشكّل الوسيلة الوحيدة التي تلبّي احتياجاته. وتعلّمي كيف تشعري به وبما يرغب فيه بدون إهمال، فعلى الرغم من أنّ البكاء هو الوسيلة الوحيدة لتعبير الطفل عن بعض حاجاته بعد الولادة إلا أنك يجب أن تتعلّمي كيف تلبّينها، بدون وساطتها.
3 لا تصرخي في وجهه
تشير الأبحاث إلى أنّ صراخ الأم في وجه طفلها الرضيع يلقي في قلبه الخوف الشديد، فيكبر عديم الشخصية، ويخشى دائماً أن يقدم على عمل مستقل أو يتّخذ قراراً ما قد يعرّضه لعدد من المشكلات عندما يكبر.
4 دعّمي علاقته بوالده
لا تردّدي أمام والده عبارة "أنت لا تستطيع أن تعتني به"، وتحملي على عاتقك كل أعبائه، فيكبر وهو لا يرى سواك مسؤولة وحيدة عن كل ما يتعلّق بأمور حياته اليومية! فلما لا تطلبي من أبيه أن يعتني به لمدّة محدّدة بشكل يومي لحين قيامك ببعض الأعمال، وتتركيهما بمفردهما مع بعضهما البعض، وذلك حتى يعتاد الطفل على التعامل مع أبيه بشكل مباشر منذ الطفولة، ما يدعم الصلة بينهما في المستقبل؟
5 تجنّبي العنف
لا تتعاملي وإياه بشكل عنيف حتى وإن كان على سبيل المداعبة، ولا تدعي أحداً يتعامل معه وفق هذه الطريقة، لأنك بذا تغرسين فيه روح العنف منذ الطفولة، فالرقّة والهدوء ضروريان في التعامل مع الرضيع، حتى لا يمسي عدوانياً عصبياً، يشعر دائماً بأنه مستهدف فيدافع عن نفسه بعنف خشية أن يتعرّض للإيذاء.
6 تحدّثي وطفلك
قد لا يفهم طفلك الرضيع العبارات التي توجّهينها إليه، إلا أنّه يعتاد على حديثكِ معه، ويأنس لسماع صوتكِ الهادئ، ويتطلّع إلى تعبيرات وجهك المصاحبة لتلك العبارات، ويستطيع أن يترجم انفعالاتك ويتأثّر بها...فلا تتعجّبي إن كنتِ تشعرين بالحزن أو الضيق، وتجدين طفلكِ الرضيع وقد انتابته حالة مشابهة لحالتك! لذا، لا تدعي مزاجك المتعكّر يؤثر على حديثك وإيّاه، واجعلي من حديثك ولعبكِ وإياه سبيلكِ للتغلّب على صعاب الحياة.
7 كوني الأقرب له
ثمة سمات نفسية وجسدية ميّز الله الأم بها، كقدرتها على التربية والصبر والعطف، ما جعل دورها الأهم والأبرز في تربية الطفل، علماً أن قربها من وليدها يعزّز نموّه البدني والعقلي والاجتماعي واللغوي.
دراسة: إضحاك الرضيع يعزّز صحته
تفيد دراسة صادرة مؤخراً أنّ للضحك تأثيراً إيجابياً نفسياً وجسمانياً على الطفل، حتى قبل أن يستطيع الكلام والتعبير عن مشاعره. وتعتبر حالة الطفل المزاجية وضحكه مؤشران يعكسان مدى راحته وسعادته. ويوضح الباحثون أنّ الضحك ينشّط عضلات التنفّس والدورة الدموية والعمليات الدماغية عند الطفل، كما يقيه من الإصابة ببعض الأمراض.
وتخلص هذه الدراسة إلى أنّ:
- الرضيع عندما يدرك أنّ الآخرين يعشقون رؤيته وهو يضحك، يقوم بتصرفات مضحكة للاستحواذ على انتباهم، ما يعد مؤشّراً على مدى استمتاعه بمصاحبتهم.
- يلعب الضحك أيضاً دوراً رئيساً في تكوين رابط بين الطفل وأبويه، وخصوصاً أبيه، فقد يجد رجال كثيرون صعوبة في تصوّر أنفسهم آباء، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى التالية لولادة طفلهم، إلا أن اللحظة التي يبدأ فيها ضحك الطفل تربط هذا الأخير بأبيه، ومذاك يتطلّع الأب إلى أي فرصة تجعل الطفل يضحك.