الحج: كل الإمكانيات في خدمة ضيوف الرحمن بالأراضي المقدسة

جهود كبيرة تُبذل لخدمة ضيوف الرحمن، فما نراه على أرض الواقع من خلال المشروعات العملاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لهو خير شاهد على عناية الدولة السعودية بالإسلام والمسلمين، وفي مقدمتها توسعة وعمارة الحرمين الشريفين ومنطقة المشاعر، ومشروع الخيام المطورة المقاومة للحريق والمجهزة لراحة الحجاج، ومشروع جسر الجمرات الذي شهد تطورات مهمة غير مسبوقة لتحقيق أعلى درجات السلامة والراحة للحجاج، ويعد من أضخم وأهم المشاريع التي تم تنفيذها للحفاظ على سلامة الحجاج، وقطار المشاعر الذي يعد أحدث إضافة لما تقدمه السعودية وما توليه من اهتمام وعناية ورعاية بضيوف الرحمن وما تبذله من جهد ومال في سبيل خدمتهم، كل هذه الشواهد تلقي الضوء على تلك المنظومة المتكاملة والمترابطة لتقديم هذه الأعمال الجليلة لضيوف الرحمن حتى يتحقق لهم أعلى مستويات الراحة والطمأنينة والأمن والاستقرار.

 في هذا الملف نستعرض تلك الجهود ونقدم إرشادات ونصائح للمرأة في الحج.

 

 

 

وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الصحة

أعدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أكثر من 258 مركزاً للتوعية الإسلامية في الحج, وقال الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، إن هذه المراكز التي زودت بمئات الدعاة والمترجمين تعمل على مدار الساعة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وساحات الحرمين الشريفين والمنافذ والمواقيت وفي كل موقع يوجد فيه ضيوف الرحمن.

وأكد الوزير أن الوزارة تدرك أهمية تحسين الأداء وتنوعه وتطويره بإيجاد وسائل عصرية تساهم في إيصال المعلومة في أسرع وقت ممكن عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وبلغات متعددة، مشيراً الى أن الوزارة تتطلع إلى أن تكون أعمال التوعية الإسلامية في الحج متجددة وفق معايير متطورة.

كشف وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن الوزارة جندت 19 ألف موظف وموظفة من أطباء وتمريض وإداريين لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف خلال موسم حج هذا العام، مؤكداً استعداد وزارة الصحة لمواجهة أي وباء أو مرض معد ينتشر خلال هذا الموسم بما في ذلك إنفلونزا الخنازير الذي وصفه بأنه انحسر، لكنه لم ينته، حيث يعد موسم الحج موسماً لانتشار الكثير من الأوبئة ما جعل الوزارة تجند الكثير من الفرق الطبية الميدانية التي تتعامل مع الحالات الطارئة أولاً بأول في المواقع التي يوجد بها الحجاج، وذلك بواسطة خبراء واستشاريين في الأمراض المعدية والفيروسات.

وأكد أن الوزارة على تنسيق دائم مع منظمة الصحة العالمية والقطاعات الصحية بالمملكة لإنجاح الحج وخلوه من الأمراض الوبائية والمعدية، حيث تستقطب كوادر في التخصصات النادرة مثل العناية المركزة والطب الوقائي، مؤكداً أنه تم استقطاب «135» طبيباً استشارياً يقدمون خدمات في تخصصات نادرة تحتاجها الوزارة في هذه المواسم.


احتياطات طبية ونصائح غذائية

هناك عدة نصائح تفيد المرأة خلال فترة الحج وتقلل فرص الإصابة بالأمراض المعدية أو الأزمات الصحية المفاجئة، يقول الدكتور أحمد عبد المنعم عبد المجيد، رئيس أقسام طب الأسرة بمجموعة مستشفيات السعودي الألماني، من أهم الإرشادات الطبية والغذائية، ما يلي:

- في حال المصابات بهشاشة العظام وألم المفاصل، يُنصح بالمواظبة على تناول الكالسيوم أو الأقراص المكملة له، بالإضافة إلى الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم كالحليب، والزبادي، والجبن بأنواعه.

- يجب المداومة على تناول الفيتامينات الطبيعية التي تولد الطاقة وتقوي من الحالة الجسمانية وتحافظ على الصحة قبل موسم الحج بفترة كافية، وهذه الفيتامينات متوفرة في أنواع الخضر والفاكهة الطازجة مع ضرورة الإكثار من تناول عسل النحل صباحاً في كل يوم من أيام الحج.

- عدم الإكثار من تناول أنواع اللحوم المختلفة والنشويات كالخبز والمعكرونة والأرز التي قد تضطر الحاج إلى دخول دورات المياه بكثرة حيث الزحام، ما يؤدي إلى عدم النظافة الذي ينتج عنه الإصابة بالأمراض المعوية المعدية، بالإضافة إلى أن تناول اللحوم قد يعرض المرأة للإصابة بالإمساك، وتهيج القولون، والمغص والإرهاق والإعياء.

- الابتعاد بقدر الإمكان عن أماكن التزاحم، ما يجنب الإصابة بالكدمات أو الصدمات أو انتقال العدوى، خاصة في حال وجود أشخاص مصابين بأحد الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الرذاذ أو الهواء كالإنفلونزا والسعال الشديد والعطس المتواصل.  

- غسل الأيدي والوجه بالماء والصابون باستمرار، إلى جانب أهمية استخدام بعض المطهرات الخاصة التي تساعد على القضاء على الفيروسات التي تنتقل في أماكن التجمعات مثل إنفلونزا الخنازير وبعض الأمراض الجلدية شديدة العدوى.

- ننصح بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية والحمى الشوكية بالإضافة إلى ضرورة التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير ومرض التيتانوس.

- أما بالنسبة للمرأة الحامل فيجب عدم التعرض للزحام أبدا، وكذلك تجنب المرضى،  كما يجب الإكثار من تناول عسل النحل والعصائر الطبيعية كعصير البرتقال والكيوي والتفاح والليمون، وذلك لتقوية جهاز المناعة ضد الفيروسات والأمراض المعدية، كما يوصى لها بالراحة عند التعب وعدم الإجهاد لكي لا تتعرض لخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.

- كما يُوصى للمرأة الحامل بتناول فيتامين حمض الفوليك، خاصة في أول أشهر الحمل، ما يضعف من خطورة تعرض المواليد للتشوهات العصبية. ومن الأغذية الغنية بفيتامين الفوليك: العدس، السبانخ المطبوخة، كبد البقر أو الدجاج.

- في حال النساء اللاتي يخشين قدوم الدورة الشهرية خلال فترة الحج؛ يُنصح لهن بزيارة طبيب النساء والولادة  لتنظيم  موعد الدورة الشهرية، بما يجعلها قبل أو بعد فترة الحج، وذلك بإعطائهن حبوب تنظيم الدورة الشهرية التي لا تتعرض فيها المرأة لنزول الدورة الشهرية طالما واظبت على الدواء الموصى به بصفة يومية.

- للتخفيف من خطورة ارتفاع ضغط الدم ومخاطر التعرض إلى السكتة الدماغية، يُنصح بالتقليل من ملح الطعام في الوجبات مع تفادي الأغذية المملحة، والأطعمة الحريفة، والأغذية الجاهزة القابلة للتسخين المحتوية على المواد الحافظة والنكهات المضافة. مع الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم كالموز والتمر وعصير البرتقال الطازج.

- عدم الإسراف في تناول مشروبات الكافيين كالقهوة والشاي والكاكاو والمشروبات الغازية التي ثبت أنها تقلل من امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والمعادن المهمة كالكالسيوم الذي يتم إفرازه وفقدانه في البول، ما يعرض العظام للضعف والتعب السريع خلال أداء المناسك. 

- التقليل من تناول الأغذية المحتوية على الدهون المشبعة لتفادي الإصابة بالإسهال وحرقة المعدة أو الغثيان مثل: الأطعمة المصنعة من المسلى النباتي أو القشدة أو الزبد كالحلويات والبسكويت والأطعمة المقلية مثل السمبوسك والبطاطس المقلية.

- المواظبة على تناول بعض المكونات الدهنية الضرورية لتقوية جهاز المناعة في الجسم مثل اللينوليك «أوميجا – 6»، وألفا – لينولينيك «أوميجا – 3» التي تحافظ على سلامة تكوين أغشية خلايا الجسم والمتوفرة طبيعياً في الأسماك وفي الحليب أو الزبادي كامل الدسم الذي يزيد من إنتاج كرات الدم البيضاء، ما يدعم من قوة الجهاز المناعي في الجسم  ويقلل من خطر التعرض للأمراض المعدية خلال فترة الحج.

- التقليل من تناول الحلويات، والعسل الأسود، والمربى وبخاصة عند كثرة الشكوى من عسر الهضم، وذلك لأن الحلويات في حال عدم هضمها، تتعرض إلى التخمر في القولون، ما ينتج عنها غازات تسبب الانتفاخ والشعور بالمغص.

- تناول القدر الكافي من الماء والسوائل الطبيعية بما لا يقل عن نحو 3 لترات، خاصة وقت الظهيرة للتخفيف من حرارة الجسم وترطيب البشرة وتعويض السوائل المفقودة أثناء القيام بأداء مناسك الحج.

- يجب على المرأة التي تعاني من مرض النقرس التقليل من تناول الأغذية النباتية والحيوانية الغنية بالبروتينات خلال فترة الحج، ما ينتج عن هضمه بروتين، وحمض نووي يتحولان إلى عدة مركبات منها البيورين الذي يعطي بدوره نسبة عالية من حمض اليوريك. وفي هذا الإطار يُنصح بتفادي الأغذية التي تضم الكبد، المخ، اللحم المفروم الجاهز المحتوي على نسبة عالية من الدهون الضارة.

 

أحكام للمرأة في الحج والعمرة!

للحج شروط عامة للرجل والمرأة، يوضحها الشيخ طلال بن أحمد العقيل، مستشار وزير الحج ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية، بقوله: يشتر للحج شروط عدة، وهي الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة المالية، وتختص المرأة باشتراط وجود المحرم الذي يسافر معها للحج وهو زوجها أو من تحرم عليه تحريماً أبدياً بنسب كأبيها وابنها وأخيها أو بسبب مباح كأخيها من الرضاع أو زوج أمها أو ابن زوجها, ويشترط في المحرم الذي تصحبه المرأة في حجها العقل والبلوغ والإسلام فإن يئست من وجود المحرم لزمها أن تستنيب من يحج عنها.

وبالإضافة إلى المحرم، يلزم المرأة التي نوت الحج ما يلي:

- وإذا كان الحج نفلاً اشترط إذن زوجها لها بالحج، لأنه يفوت به حقه عليها، وللزوج حق في منعها من حج التطوع.

- يصح أن تنوب المرأة عن الرجل في الحج والعمرة باتفاق العلماء، كما يجوز أن تنوب عن امرأة أخرى، سواء كانت بنتها أو غير بنتها.

- إذا اعترى المرأة وهي في طريقها إلى الحج حيض أو نفاس فإنها تمضي في طريقها وتكمل حجها وتفعل ما تفعله النساء الطاهرات غير أنها لا تطوف بالبيت، فإن أصابها ذلك عند الإحرام فإنها تحرم، لأن عقد الإحرام لا تشترط له الطهارة.

- تفعل المرأة عند الإحرام كما يفعل الرجل من حيث الاغتسال والتنظيف بأخذ ما تحتاج إلى أخذه من شعر وظفر ولا بأس إذا تطيبت في بدنها مما ليس له رائحة زكية من الأطياب.

- عند نية الإحرام تخلع المرأة البرقع والنقاب إذا كانت لابسة لهما قبل الإحرام؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنتقب المرأة المحرمة» رواه البخاري.

- يجوز للمرأة حال إحرامها أن تلبس ما شاءت من الملابس النسائية التي لا زينة فيها ولا مشابهة لملابس الرجال وليست ضيقة تصف حجم أعضائها ولا شفافة لا تستر ما وراءها وليست قصيرة تنحسر عن رجليها أو يديها، بل تكون ضافية كثيفة واسعة.

- يسن للمرأة أن تلبي بعد الإحرام بقدر ما تسمع نفسها وإنما كره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها ولهذا لا يسن لها أذان ولا إقامة والمسنون لها في التنبيه في الصلاة التصفيق دون التسبيح.

- يجب على المرأة في الطواف التستر الكامل وخفض الصوت وغض البصر وعدم مزاحمة الرجال، خصوصاً عند الحجر الأسود أو الركن اليماني وتطوف في أقصى المطاف.

- طواف النساء وسعيهن مشي كله وأجمع أهل العلم أنه لا رمل على النساء حول البيت ولا بين الصفا والمروة وليس عليهن اضطباع.

- الحائض تفعل كل مناسك الحج من إحرام ووقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ورمي الجمار ولا تطوف بالبيت حتى تطهر. ولا تسعى المرأة الحائض بين الصفا والمروة لأن السعي لا يصح إلا بعد طواف النسك.

- لو طافت المرأة وبعد أن انتهت من الطواف أصابها الحيض؛ فإنها في هذه الحالة تسعى، لأن السعي لا تشترط له الطهارة.

- يجوز للنساء أن ينفرن مع الضعفة من مزدلفة بعد غيبوبة القمر ويرمين جمرة العقبة عند الوصول إلى منى خوفاً عليهن من الزحمة.

- المرأة تقصر من رأسها للحج والعمرة من رؤوس شعر رأسها قدر أنملة ولا يجوز لها الحلق.

- المرأة الحائض إذا رمت جمرة العقبة وقصرت من رأسها فإنها تتحلل من إحرامها ويحل لها ما كان محرماً عليها بالإحرام إلا أنها لا تحل للزوج إلا بعد الطهر وطواف الإفاضة.

- إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة فإنها تسافر متى أرادت ويسقط عنها طواف الوداع.

 

تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1548 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.